شبكة ذي قار
عـاجـل










ان البعض من المشتغلين في العمل السياسي ، والبعض من رجال الدين يرتكبون خطأ جسيما في قراءة التاريخ القديم والمعاصر، على الرغم من ان قراءة التاريخ وفهمه مسألة بسيطة لاتحتاج الي جابر ابن حيان التوحيدي او انشتاين.

ارتكب ادولف هتلر الزعيم النازي الالماني خطأً جسيماً عندما هاجم الروس في عقر دارهم ايام الشتاء، وهو يعرف جيدا ان نابليون بونابارت القائد الفرنسي الشهير قد ارتكب نفس الخطأ قبله، والغريب ان الفاصلة الزمنية بين الاثنين قصيرة جداً.

الحال هذا يتكرر مع الحكومات التي تتهم شعوبها التي تخرج رافعة الصوت عارية الصدور، احتجاجا على التعسف والظلم وفقدان الكرامة والشعور بالاغتراب، بنفس الاتهامات وهي عبارة عن اسطوانة مشروخة مقرفة تتكرر بتهمها { خونة، عملاء، مندسين، تحركهم اجندات مشبوهة .. الخ } .

الغريب ان هؤلاء الحكام قد درسوا التاريخ ، لكنهم لم ولن يفهموه جيدا كما يبدو، بما في ذلك التاريخ الحديث والذي حدث قريبا في مصر وتونس والسودان والجزائر.ان هذه الحكومات ومن يقف وراءها من مرجعيات دينية لا تعي ولا تعرف ان النتيجة الحتمية التي سوف يواجهونها لاسيما في العراق ولبنان هي نفس النتيجة التي واجهها مبارك وابن علي والبشير والحاشية المحيطة بهم، فسوف لن تنفعهم جيوشهم المدججة بالسلاح ومرتزقتهم الرديفة لهذه الجيوش .

ان الذي نراه اليوم من تصريحات يطلقها العامري والجزائري وتابعيهم في العراق تتناغم وتتشابه مع ما يطرحه حسن نصر الله وحاشيته في لبنان في دفاعهم عن حكومات هو جزء منها، هزيلة ، عميلة ، طائفية ، رهنت مقدرات شعبها للأجنبي.الاجنبي الذي يحتقرهم و هو ايران بكل اطماعها الفارسية الامبراطورية التي ابتلينا بها كعرب منذ الاخمينين وكورش الى يومنا هذا.ايران التي لا تقاتل بشعبها الفارسي بل توكل المهمة لأعراب تابعين لها ، لانها تعرف ان شعبها لا يقوى على مواجهة شعب عربي ذو باس شديد ، شعب جرّعهم السم مرات ومرات.

ما تقدم هو دليلنا على غباء الحكومات و القادة والمشتغلين بالسياسة الذين لم يتعضوا بالحوادث التاريخية التي مرت والتي تمر الان ، لان قدرهم والحتمية التاريخية قد ساعدت على ان يفقدوا البصر والبصيرة ، فهم حتما الى زوال لان الشعوب هي الباقية.

اما رجال الدين في العراق ولبنان من الذين تفوقوا في غبائهم في التعامل مع الاحداث ومع التاريخ ، فقد تأكد بما لا يقبل الشك بانهم يعيشون خارج الزمن وخارج التاريخ ، وهنا اذكِّر بحادثتين :

الاولى زيارة السيستاني الى لندن لغرض العلاج عندما كانت المقاومة العراقية من عشائر النجف الاشرف تقاتل المحتل الامريكي بدعم لوجستي من الفلوجة وعشائرها ، وعودته الميونة جوا الى البصرة ، وبراً من البصرة الى النجف بحماية الطائرات الامريكية ، اليوم وفي خضم الحدث الجلل الذي ادى الى استشهاد شبابنا في العراق ، فان السيستاني يغادر العراق الى لندن من اجل العلاج ايضاً.يا سبحان الله، يشتد به المرض عندما تشد ثورة الشعب ، فانتظروا قدومه الميمون بالتعليمات تلك !!.

والحادثة الثانية هي اشتراك مقتدى الصدر في تظاهرات الشباب العراقي الثائر الذي خرج من الاحياء التي قتلها الجهل والمرض والفقر والتي اتبعته معتقدة ، انه يسير على خطى ابيه ، حيث تمكنت من اجتياز حواجز المنطقة الخضراء ودخلت قاعة ما يسمى بالبرلمان العراقي.لكن مقتدى الذي تكررت زياراته الى ايران ولبنان خذلهم بثمن بخس.واليوم يفكر مقتدى بالمشاركة بالثورة الشعبية ، بعد ان شعر بابتعاد اتباعه عنه نتيجة مساوماته المتكررة ، معتقداً بانه سيجر هذه الثورة الى نفس النتيجة السابقة ، هنا نقول له توقف واتعض فالتاريخ الذي يكتبه شباب العراق اليوم هو مختلف عن التاريخ الذي تفكر في كتابته ، وتذكَّر ابن العلقمي ومن هو على شاكلته.





الجمعة ٣ ربيع الاول ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المنبر الثقافي العربي الدولي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة