شبكة ذي قار
عـاجـل










إندلعت تظاهرات خلال السنوات الماضية ضد الحكومة العميلة وضد الفساد الذي استفحل في مفاصل الدولة برمتها، الا ان وكلاء إيران وذيولها المسيطرين على الحكومة ودوائرها العسكرية والمدنية والذين شكلوا دولاً عميقة متعددة تمكنوا من إخماد تلك التظاهرات بالقوة المفرطة مما ادى الى إستشهاد عدد كبير من العراقيين وتوقفت التظاهرات، لكن جمرتها لم تنطفئ.تصور الخونة انهم تمكنوا من السيطرة على الشعب وانهم أخافوه باسلحتهم وبطشهم ومعتقلاتهم التي إمتلأت عن بكرة ابيها بأناس كانوا يطالبون بحقوقهم ويتطلعون الى تحقيق احلامهم، واستعادة كرامتهم التي دنستها إيران بذيولها الدميمة.

ظنت الحكومة العميلة ان الشعب قد اصبح رهن إشارتهم وانه بات منصاعا لهم ولفسادهم الذي فاحت عفونته ولم تترك زاوية في البلد الا وأزكمتها.ولم يعلم أولئك العملاء ان شعلة الثورة لم تنطفأ، بل اكتسبت حرارة جديدة سيكون لها شأن كبير ينحني له العالم في كل مكان.

في بداية أكتوبر ٢٠١٩ أشرق نور الشعلة التي أنارت الطريق امام الشعب للنهوض والوقوف ضد ذيول إيران وعملائها ووكلائها.وسطع النور الذي ارعب المجرمين الذين ظنوا ان شعب العراق ضعيف وخائف، فراحوا يتراجفون ولا يعرفون ما يجب عليهم فعله امام الزحف المقدس.

ضاقت بالعراقيين السبل، وسئموا من ما يجري امام اعينهم، ومن ظروف المعيشة التي لا يوجد أسوأ منها في العالم كله إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار ان العراق بلد غني بثرواته وكنوزه الطبيعية، واهمها النفط.لقد أدى فساد الاحزاب والطبقة الحاكمة الى تدمير البنى التحتية واندثارها ولم يعد لها وجود مما افقد الشعب فرص التوظيف لتأمين لقمة العيش.لقد عبث المجرمون وذيول ايران بمقدرات الشعب والأمة، ولم يكن همهم سوى السرقة والرشوة والجريمة المنظمة.

لقد عانى شعب العراق من ويلات الحروب ومن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة، والغزوالأميركي والاحتلال الإيراني، ثم تبع ذلك كله المعارك التي شنتها داعش والتي أدت الى احتلال أكثر من ثلث مساحة العراق، في وقت كان النفط قد سجل ارقاما قياسية باسعاره وانتاجه.ولكن الشعب لم يستفد من ذلك، بل بقي يئن من المحن المذكورة، ولا يرى سوى مدناً مدمرة وبنى تحتية مهدمه، وفوق هذا كله تزايد المجموعات المسلحة والمليشيات التي راحت تذيق المواطن عذابا فوق عذابه.والعذاب الأكبر هو كرامة الوطن التي دنستها أرجل الخونة ذيول ايران وهم يتجولون في محافظات الوطن دون حسيب ورقيب.

إنطلقت تظاهرات الثورة تلقائياً، وكان حافزهم الحقيقي هو ضمائرهم وإنتمائهم للوطن، وراحوا مطالبين بالحقوق وتصحيح المسار الذي شذّ شذوذا لا يمكن تصحيحه الا بعملية استئصال. ولا بد من القول ان وسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي كان لها الأثر الفاعل في رفع درجة حرارة الجمرة، وزيادة اشعاعها لتضيء بنورها على محافظات العراق كلها.

يبدو ان ثورة تشرين ماضية دون توقف وان مصير الخونة بات معروفا وسيتخلص منهم الثوار مهما كانت التضحيات.لذا جاء عرابهم المجرم السافل قاسم سليماني واعطاهم الاوامر والتعليمات في استخدام القوة المفرطة.وبدأت الضحايا تتساقط وإزداد عدد الشهداء. الا ان الحكومة خاب ظنها لأن دماء الضحايا والشهداء كانت بمثابة الوقود الذي يلهب حماس الشعب ويستمر بثورته في طريق النصر المبين.

بعد أن رأى المجرمون مدى قوة الثورة وغايتها واهدافها، طل ما يسمى برئيس مجلس الوزراء على شاشة التلفاز في محاولة استرضاء الثوار في لعبة مكشوفة.فقد قدم وعودا، كما في كل مرة يقع المجرمون فيها تحت مطرقة الشعب، قدم وعودا في ايجاد فرص العمل وتحسين الاقتصاد والرعاية الصحية والكهرباء والخدمات الاخرى والقضاء على الفساد.

لم يتظاهر الشعب ضدكم يا ذيول إيران وخونة الامة من اجل تحسين ظروف المعيشة كما يخيّل لكم.بل من اجل كرامة الوطن التي دنستها سفالتكم بالسماح لمن هب ودب من مجرمي إيران وحزب الشيطان في لبنان بالتجول في محافظات العراق دون رقيب وانتم تسيرون ورائهم كانكم كلاب مسعورة.كرامة العراق التي استبيحت برفع علم ايران وتعليق صور المجرمين خميني وخامنئي في مكاتبكم وفي شوارع بغداد والمحافظات دون حياء وخجل، ودون احترام لمشاعر العراقيين الشرفاء الذين اذاقوكم وخمينيكم السم الزعاف.

ثورة شعب العراق ماضية الى الامام دون توقف ولن تنطفأ شعلتها ابداّ.وكما قال الشاعر :

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر





الاحد ٢٦ ربيع الاول ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٩ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم مغير نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة