شبكة ذي قار
عـاجـل











عندما نتحدث عن الصراع اي صراع يقفز الى اذهاننا صورة سلبية ، وعندما اريد التحدث عن الصراع هنا لايعني التحدث عن ماهية او نوعية الصراع ان كان صراع إيجابي او سلبي ، صراع باطل او حق ، صراع مبرر او غير مبرر، ولا اريد الخوض في أسباب ومبررات الصراع اي صراع ، سأركزعلىً جانب واحد من جوانب الصراع وهذا الجانب ، نتائج الصراع اي صراع ان كان صراع الحضارات او صراع الدول او صراع أفراد العائلة او الحزب او صراع الانسان مع نفسه ، فصراع الحضارات الذي عرف على انه : ( مُصطلح يشير إلى الاختلافات السياسية والاقتصادية والمُندلعة بين الدول القومية خلال الفترة التالية للحرب الباردة، وتشمل كلّاً من الحضارات الإسلامية والصينية واليابانية والهندية والغربية والأفريقية وأمريكا اللاتينية، وتُعزى الأسباب بالدرجة الأولى لهذه الخلافات إلى الاختلاف الثقافي فيما بينها.يُمكننا تعريف صراع الحضارات بأنّه عبارة عن إطار تَحاوري بين عددٍ من الثقافات المختلفة فيما بينها، نظراً لسعي كلٍّ منها إلى فرض ذاتها وثقافتها على الأخرى، وبالتالي يُهيمن الصراع الرهيب والطغيان الإنساني على هذه الحضارات ).ان من اهم نتائجه كما اعتقد هو التقدم والتطور والرقي والشعور بالوجود الذي تصل اليه الشعوب والامم حتى وان كانت الوسيلة هي الحروب والويلات والبشاعة والقسوة ، فالصراع الحضاري هو قدر الشعوب والامم.

اما صراع الانسان مع نفسه ( ذاته ) والذي عبر عنه الاسلام الحنيف بقوله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) ، وحديث المصطفى ( ص ) حينما قال : ( رجعنا من الجهاد الأصغر ، إلى الجهاد الأكبر ) ، والجهاد الأكبر هنا الصراع مع النفس ، وما تحدث عنه الفلاسفة ومنهم ديكارت حينما قال ( انا أفكر إذن انا موجود ) ، وجون بول سارتر عندما قال : ( مادمت أتألم فأنا موجود ) ، وهنا يعني الالم الوجودي الذي ينتج عن العقبات التي تواجه الانسان وهو يسعى لتحقيق أهدافه وتطلعاته.

نتائج الصراع مع النفس والذي حدثنا عنه القران الكريم ورسولنا صلوات الله عليه هو الوصول الى السمو والكمال العفة والنزاهة والشعور بالوجود الآدمي ، اما ماتحدث عنه الفلاسفة فنتائجه الشعور بالوجود الحقيقي عبر امتلاك ناصية الحقيقة التي لاشك فيها.

اما الصراع داخل الأحزاب والحركات الثورية وليس ( الدكاكين الحزبية التي هدفها الربح المادي الناتج عن السرقة ) ، فهو صراع ينتج عنه إثبات الوجود والتجدد والديمومة اولا وإغناء النظرية ثانيا وتطوير البناء الهيكلي والدستور والنظام الداخلي وبغض النظر عن طبيعته ووسائله وتضحياته.

اما صراع الشعب العراقي والعربي من خلال الشباب والذين هم راس الرمح وهوً بيت القصيد فهو صراع بين القديم والجديد بين التخلف والتقدم ومن اهم نتائجه هو دحر الباطل وإحقاق الحق كسر قيود العبودية والتحرر من التبعية بكل اشكالها وبناء الدولة المدنية الدول التي يسود فيها القانون والعدالة الاجتماعية.
كل صراع مهما كانت نوعيته وشكله يتطلب تضحية وألم وحزن ودماء ، وهي حتمية وتمثل سنة الحياة وكما قال أمير الشعراء احمد شوقي : ( وللحرية الحبكلّ يد مضرجة يدق ).

وكما يقول العرب : ( الحق بالسيف والعاجز يريد شهود ).
وهذا لايعني ان الثورة السلمية لاتحقق النتائج الذي يحققها السيف.
 





الاحد ٢٣ جمادي الاولى ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة