شبكة ذي قار
عـاجـل










مرة تلو مرة تصدعنا الإدارة الأميركية بتقديم مشاريع مشبوهة، ظاهرها تحمل نوايا لحل القضية الفلسطينية، وبواطنها تحمل أهداف التآمر عليها لمصلحة الرأسمالية والصهيونية العالمية.وإذا كان دونالد ترامب، رئيس الإدارة الأميركية الحالي، يتجرأ على الإعلان عن صفقة القرن مرة أخرى، فإنما لأنه يعلم أن الأنظمة الرسمية العربية غائبة عن السمع والبصر، وقد تنازلت عن قرارها المستقل له ولأمثاله من عتاة الرأسمالية والصهيونية.جاء هذا في بيان أصدرته قيادة قطر لبنان لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، وهذا نصه :

يا جماهير أمتنا العربية
يا جماهير الشعب الفلسطيني المقاوم
مرة أخرى، يعلن دونالد ترمب، رئيس الإدارة الأميركية الحالي، عن مشروع آخر لتصفية القضية الفلسطينية، وفيه يتوعَّد كل من يقف ضده بالويل والثبور، وقطع الأعناق والأرزاق، بعربدة شبيهة بمن يهدد ويتوعد، وهو يدرك أن ليس هناك أية قوة يمكنها أن تردعه عن غيه، لأنه يعتبر أن أميركا تملك وحدها المقدرة العسكرية والمالية على فرض ما تشاء على شعوب العالم قاطبة من دون حسيب أو رقيب.

ومرة أخرى نعيد التأكيد على أنه ليست هناك قوة في الأرض تستطيع أن تمسخ الحق باطلاً طالما أن هناك من يطالب بالحق، ويشهر سيفه للدفاع عنه.ولهذا توقَّفت قيادة قطر لبنان أمام الحدث الجديد القديم، داعية إلى الالتفاف حول الحق الفلسطيني المطلق باستعادة سيادته على أرضه السليبة التي اغتصبتها العصابات الصهيونية بدعم مطلق من قوى الرأسمالية العالمية، والعمل ليس من أجل إحباط المشاريع المشبوهة فحسب، بل من أجل تحرير فلسطين من البحر إلى النهر تحريراً كاملاً أيضاً.

يا جماهير أمتنا العربية
يا جماهير الشعب الفلسطيني المقاوم
لقد أدركنا منذ البداية أن اغتصاب فلسطين كان من أجل الحؤول دون أية وحدة عربية.ففي الوحدة العربية، كما نصت مقررات مؤتمر كامبل بانرمان، والاتفاقيات التنفيذية كاتفاقية سايكس بيكو، ووعد بلفور، الملحقة به، تشكل الخطر الرئيسي على مصالح الرأسمالية العالمية ومصالح الصهيونية العالمية.ولهذا لا يفرق حزبنا بينهما فهما حليفان أزليان، إذا ضعف أحدهما سيؤدي إلى ضعف الطرف الآخر.وعليه فإن إحباط مشاريعهما يقتضي مواجهتمها بعمل وحدوي أيضاً يضم إليه كل قوى التحرر في العالم، على أن تكون قاعدتها من وحدة الشعب الفلسطيني، مدعوماً بشكل جدي وفاعل من كل الشعب العربي، على مساحة الأرض العربية، ولهذا تدعو القيادة القطرية للحزب، إلى اتخاذ الإجراءات والمواقف التالية :

١ - إعادة الاعتبار إلى الرؤية الاستراتيجية لحزبنا في أن اغتصاب فلسطين كان من أجل منع قيام وحدة عربية.فلتكن الأشكال الوحدوية العربية الطريق الأسلم والأسرع لتحرير فلسطين.ولأن التحرير لن يكتمل إذا لم يكن من البحر إلى النهر، فالعمل الوحدوي العربي يجب أن يكون من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.

٢ - ولأن الأنظمة الرسمية العربية عاجزة عن القيام بموجبات تحرير فلسطين من أجل حماية دولهم وأرضهم من الاغتصاب لأن دورهم آت لا ريب فيه، عليهم أن يدركوا أنهم يمتلكون القوة الاقتصادية التي إذا استخدموها فلن يستطيع أن يواجهها كل دول العالم.فعليهم أن يستخدموا السلاح الذي أبدى تحالف الرأسمالية والصهيونية خوفهما منه، منذ أكثر من قرن من الزمن، وهو السلاح الوحدوي على شتى الصعد ولعلَّ الأهم فيها سلاح الاقتصاد، بما فيه سلاح النفط، وسلاح الرساميل العربية المكدَّسة في بنوك الرأسمال العالمي.

٣ - وإذا كانت أنظمة الرأسمالية العالمية متواطئة على قضية فلسطين، فإن الشعوب الغربية تزخر بمن يمتلكون الضمير الحي، والمستعدة للوقوف إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه، فعلى المنظمات المدنية الشعبية العربية أن تستفيد من هذا السلاح الذي سيضعف مواقف الأنظمة الرسمية الغربية، لأنه يمكن للشعوب الغربية أن تضغط على أنظمتها من أجل تصحيح خطاياها من القضية الفلسطينية.

٤ - ويبقى موقف الشعب العربي محوراً معنوياً داعماً ومشاركاً في مواجهة ليس صفقة القرن فحسب، بل سيبقى الضمير الحي الذي لن ينسى أحقية هدف تحرير فلسطين أيضاً.وهو سيبقى المهماز الحقيقي الذي يحث كل المتلكئين والمتواطئين على القضية الفلسطينية، والذي يزرع الخوف في فلوبهم إذا ما استمروا بمواقفهم الضعيفة والمترددة، فكيف بالمواقف المنواطئة، وسيبقى الهلع يدب في أوصالهم من أن الشعب سوف يحاسبهم ويضعهم أمام المساءلة والمحاكمة مهما طال الزمن.

٥ - وأما قاعدة الهرم التي يمكنها أن تستقطب مشاركة وتأييد كل من ذُكر أعلاه، فهي الشعب الفلسطيني الذي عليه أن يحافظ على استراتيجية المقاومة من جهة، وأن تدرك فصائله كلها من جهة أخرى، أن وحدة الصف والهدف تشكل القاعدة الأساسية ليس في مواجهة صفقة القرن فحسب، بل في استمرارية النضال من أجل التحرير الشامل والكامل أيضاً.وعلى الجميع أن يستظلوا بخيمة منظمة التحرير الفلسطينية لأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي الهيكل الوحيد لرمزية العمل الوحدوي الفلسطيني.

٦ - لقد اخترق الأمن القومي العربي الاستراتيجي منذ الاغتصاب الاستيطاني لأرض فلسطين من قبل الاستعمار والصهيونية العالمية.واختُرق مرة ثانية منذ احتلال العراق، وخاصة الاحتلال الاستيطاني الفارسي.وإنه كلما حصل احتلال مشابه لأي قطر عربي، كان يزيد منسوب الأخطار التي تتهدد الأمن القومي العربي برمته.وهذه الحقيقة تؤكد أن حماية أمن الأقطار العربية هو كل متكامل، يجب أن يكون واجباً قومياً لكل العرب.ولهذا يكون تحرير فلسطين والعراق، هو حماية لأمن الوطن العربي كله.وهذا ما على الأنظمة العربية الرسمية أن تأخذه بعين الاهتمام حماية لأمنها، وتداركاً لما سوف تعانيه في المستقبل.وكذلك على الشعب العربي أن يدركه في كل نضالاته، من أجل مساندة الشعبين الفلسطيني والعراقي في معارك التحرير التي يخوضانها في المرحلة الراهنة.

وأخيراً، معاهدة الشعب الفلسطيني أن تبقى فلسطين قضية العرب المركزية، وكذلك كل أرض عربية تتعرض للاحتلال، كما أكَّدت عليها مواقف الحزب منذ تأسيسه في العام ١٩٤٧، تتوجه قيادة قطر لبنان، بالتحية والإكبار لشهداء المقاومة الفلسطينية، وإلى مناضليها ومقاوميها من البحر إلى النهر.

القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في ٣٠ / ١ / ٢٠٢٠
 






الاحد ٨ جمادي الثانية ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / شبــاط / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة