شبكة ذي قار
عـاجـل











منذ سنوات باتت إيران تتلقى ضربات الواحدة تلو الاخرى وكان آخرها ضربة كورونا فايروس التي هدت الدولة كلها وجعلت نظامهم الصحي ينهار وزادت من ترنح نظامهم الاقتصادي الذي يخضع لعقوبات عالمية بسبب سلوك نظام الملالي الاجرامي ليس ضد جيرانهم حسب، بل ضد العالم كله.وقد كشفت ضربة الفايروس مدى سعة الفجوة الموجودة بين النظام والشعوب الايرانية التي تعاني الامرين نتيجة سياسات اولئك الحكام الذين اثبتوا للعالم انهم اسوأ مجرمي الكون.
من نتائج ضربة الفايروس الواضحة انحسار انشطة الملالي العدائية في عموم الشرق الاوسط.ويبدو ان تلك الانشطة ذاهبة الى الزوال اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان ذيولهم في العراق ولبنان وسوريا واليمن اصبحوا تحت وطأة ضربات الكورونا فايروس.

في الاشهر الماضية عانت ايران من ازمة اقتصادية خانقة بسبب الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة نتيجة سلوك ايران غير المقبول عالميا.ويبدو ان الازمة الاقتصادية ستستمر لمدة أطول ما دامت ايران لا ترعوي ولا تبدل من سياساتها العدوانية.اما الضربة القاصمة فكانت مقتل قاسم سليماني، الرجل الاول بعد الخامنئي والمحرك الفعلي لما يجري في العراق وسوريا ولبنان واليمن.ثم جاء اسقاط الطائرة الاوكرانية التي راح ضحيتها ١٧٦ مسافرا اضافة الى طاقم الطائرة.لقد كانت جريمة كبرى يندى لها الجبين وأغضبت العالم وما زالت التحقيقات جارية.كما ان الشعب الايراني المغلوب على امره رأى في تلك الجريمة اعتداء على الايرانيين انفسهم لانها جاءت لتزيد صورة ايران سواداً امام العالم؛ ومما لا شك فيه ان العقوبات ضد ايران بسبب هذه الجريمة ستطال اكبر رؤوس الملالي في ايران.

ثم جاءت ضربة أكبر هزت اركان نظام الملالي واقتصادهم المهتري.انها ضربة هبوط اسعار النفط الذي تعتمد عليه ايران اكثر من اي مورد آخر.وتلاها مباشرة فايروس كورونا الذي زعزع كيان الشعب الايراني وجعله امام امر واقع يعرفونه جيدا كما يعرفه العالم اجمع.ان هذا الامر الواقع هو وجوب زوال هذا النظام وتحرير ايران وشعبها من هذه الطغمة الفاسدة المتخلفة التي أحرقت الاخضر واليابس ولم تدع مكانا الا وشملته بارهابها وعدوانيتها.لقد ظن البعض ان فايروس كورونا جاء ليمد الملالي بالحياة لان الشعب الايراني سيتعاطف مع الحكومة، لكن يبدو الامر مختلف.فقد تصاعدت حالات الاصابة والوفيات بشكل سريع نتيجة عدم قدرة السلطات الايرانية على التعامل مع الفايروس وكذبهم على المواطنين بما يجري واقعيا.لقد اصبح الوضع في ايران الان في اسوأ حالاته منذ ١٩٧٩.لقد ارتفع غضب الشارع الايراني بسبب سوء الاحوال المعيشية اقتصاديا وصحيا واجتماعيا؛ وجاء رد الحكومة بقتل المتظاهرين وقمع اي محاولة للتعبير عن مطالبهم المشروعة.

على الرغم من ان ايران قد قللت من انشطتها العدائية والارهابية خصوصا بعد انتشار الفايروس وبعد تنامي حركات المعارضة داخل ايران وخارجها، يرى المحللون ان الوضع الراهن داخل ايران ليس الا هدوء يسبق العاصفة.فقد بلغت نسبة الايرانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر تزيد عن ٣٠% حتى قبل ظهور الفايروس ولم تعد الحكومة قادرة على تأمين ابسط متطلبات الحياة، ولن تقدر على دعم ذيولها في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغيرها من البلدان الموالية لها كما كانت تفعل سابقا.وهذا قد يؤدي الى انقلاب ذيولها عليها.ومن المرجح ان حاصل جمع العوامل السابقة سيولد الصدمة القاتلة للنظام بعد زوال كابوس الفايروس.والدليل على ذلك ان النظام قد اوعز للقوات المسلحة ان تطبق حظر التجول في كافة المدن الايرانية خصوصا الكبرى بحجة الوقاية من الفايروس.

رفض الخامنئي المساعدات الطبية التي عرضتها الولايات المتحدة مدعيا ان ظهور الفايروس عملية مفتعلة قامت بها الولايات المتحدة لزعزعة النظام والتخلص منه.الا ان حديثه هذا لم يلق قبولا لدى الشارع الايراني.وبالتالي ستزداد احتماليات التظاهرات المناهضة لايران قريبا.وبمعنى آخر باتت ايديولوجيا حكومة الملالي تضمحل وتندثر بين عموم الشعب، حتى الموالين لهم بسبب صعوبات الحياة وايجاد لقمة العيش بكرامة، في الوقت الذي انفقت في عام ٢٠١٢ أكثر من ١٦ مليار دولار على ذيولها وانشطتها الارهابية.ولا بد من الاشارة الى ان حكومة الملالي اصبحت في مأزق ابتعادها عن ذيولها في الشرق الاوسط لانها لم تعد قادرة على تمويلهم ودعمهم للقيام بعملياتهم الارهابية والاجرامية.

في خطوة غير مسبوقة طلبت ايران ٥ مليارات دولار قرضاً من صندوق النقد الدولي مما يؤكد مستوى الازمة التي تعاني منها.فمن ناحية يشير هذا الطلب الى ان ايران اصبحت تغير من سياساتها الاقتصادية ويعكس حاجتهم الماسة الى النقد لمعالجة مشاكلهم الداخلية.ولن يكون الموقف الحقيقي لايران واضحا بوجود العوامل المؤثرة المذكورة اعلاه ولن نعرف فيما اذا تنوي من تغيير سلوكها، وهو امر لن يصدقه كل من يعرف حكومة الملالي حق المعرفة، وانها ستوقف دعمها لذيولها ومليشياتها.ولكن هناك شيء مؤكد وهو انها اذا لم تفعل الصواب وتستجيب الى المنطق، فسوف تواجه غليانا في الشارع بعد انكشاف ازمة الفايروس ولن يتوقف هذا الغليان الا بزوال الشر.





الجمعة ١٠ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عماد عبد الكريم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة