شبكة ذي قار
عـاجـل











لقد كانت ولادة حزب البعث العربي الإشتراكي في ٧ / نيسان / من عام ١٩٤٧ ولادة تأريخية و٧ نيسان ماهي إلا خلاصة لدراسة واقع الأمة المرير ومعاناتها ألتي صاحبت تلك المرحلة التأسيسية أي في ٢٩ / تشرين الثاني / ١٩٤٧ يوم التقسيم ويوم الإنتهاك الصارخ بحق الأمة وسيادتها حيث أجرت الجمعية العامة للأمم المتحده تصويتا حول قرار , , ١٨١ , , متبنية مشروعا صهيونيا بتقسيم أرض فلسطين التي سميت آنذاك أرض الأنتداب البريطاني إلى دولتين إحداها يهودية والأخرى عربية , لكي تبدأ مأساة شعب تهجيرا وتقتيلا ونزوحا قسريا وتصفيات للقادة العرب وخصوصا من وقف ضد مشروع التقسيم الفاشي , أما تلك الاهداف الماسونيه لم تتوقف عند مشروع التقسيم فحسب وإنما كانت أبعد من ذلك هو الإطاحة بعالمنا العربي بدأ من فلسطين , عالمنا الذي يعتبر مهد الحضارات شهد روعة الثقافات ألتي أغنت العالم بتأريخها وقيمها وتحليلاتها وأهميتها ألتي كانت ولازالت مصدر علم وثقافة لجميع شعوب العالم الغربي والشرقي حيث قدم العرب وحضارتهم الكثير من الإختراعات وبجميع المجالات العلمية والفكرية , مثل الكيمياء , الفلك , الرياضيات , الطب , وغيرها وألتي لازال الغرب يعترف بها وتدرس أغلبية نصوصها في الجامعات العالمية بعد أن كان العالم الغربي يفتقر إلى جميعها.منها علم الجبر وغيره , ناهيك عن ماقدمه العرب من خصائص اخرى وصفات إجتماعية وأخلاقية تميزو بها عبر المراحل أما ما يتميز به العرب من مجدا عريقا يعد من المراحل المتميزة بثقافتها وباحثيها وعلمائها ومنهم محمد بن موسى الخوارزمي في الرياضيات , العالم والفيلسوف أبو بكر الرّازي محمد بن زكريا , وابن بطوطة.المؤرخ والرحالة , وعبد الرحمن بن محمد إبن خلدون وهو المؤسّس لعلم الاجتماع , ابن سينا وهو العالم الشهير في الطب والفلسفة .. وغيرهم من العلماء اللذين أغنوا البشرية بفلسفتهم وعلمهم وإستنتاجاتهم ومن أبرز العلماء العرب أبو يوسف الكندي، إبن الهيثم ، أبناء موسى بن شاكر ، الخازني، البيروني وغيرهم حيث أسهموا في تطور علم الفيزياء بفروعه المختلفة وبنسب متفاوتة لكي ينتقل العالم من عصر الضلام إلى عصر العلم والنور والصناعة والتكنولوجيا والطب وغيره الذي يعود فخره وإكتشافاته أغلبية للعرب وليس لغيرهم

إن ولادة البعث جاء نتيجة معاناة فرضتها ليست ضروف ضعف الأمة بسبب التاثيرات الاستعمارية وضعف جبهاتها الداخلية , فحسب وإنما نتيجة تدهور وركاكة الأضاع التي أضعفتها وعرضتها الى الكثير من الهزائم التي بدأت تشكل عبئا ثقيلا على تطلعاتها بعد أن تخاذلت بعض القوى ولم تصمد أمام التحديات ألتي واجهت الأمة وشعوبها حينها كانت سوريا تحت الإحتلال الفرنسي حتى عام ١٩٤٦ , والعراق تحت الإحتلال البريطاني حتى عام ١٩٥٨ , ولبنان تحت الإحتلال الفرنسي حتى ١٧نيسان / عام ١٩٤٧ , أما مصر فقد حصلت على الإستقلال المنقوص في ٢٨ فبراير عام١٩٢٢ ناهيك عن دول عربية اخرى رزحت تحت الإحتلال البريطاني والفرنسي والإيطالي مثل ليبيا أما السودان تحت الإحتلال البريطاني , والجزائر والمغرب وتونس تحت الإحتلال الفرنسي الغاشم حيث إجتمعت جميع هذه العوامل والطرق ألتي سلكتها الفئات الحاكمة لترسم الى الأمة خارطة العجز وتقود جميعها إلى المزيد من التبعية والتخاذل والتنازل وصرف الجهود عن تعبئة خندق المقاومة

لقد جائت تلك الولاده ولادة البعث في ٧ نيسان عام / ١٩٤٧ تضميدا لجراح أمة عانت وخذلت أربكتها القوى الطامعة على مر العصور يأسليب ومنهجية الإستباحات والنحر والعبودية والتدمير والتخريب والكوارث المتعاقبة وولادة البعث كانت ليس تعبئة جماهيرية أو بلورتها لمواجهة أعداء الأمة فحسب وإنما لكي تنهض من جديد لتتخلص من قيود السيطرة الإستعمارية السياسية والإقتصادية ولكي تبدأ بصيغة مميزة مثلما تميزت في عصرها كأمة مجد وقدرة ثقافية وعلمية , أما رفضها لأية تبعية والتطلع الى طموحات الجماهير ومطالبها فقد كان تأسيس حزب البعث العربي الإشتراكي تلبية لتلك المطالب للتخلص من المعاناة بعد أن كرس إهتمامه على وضع تلك المطالب والطموحات ومنها إسترداد الأراضي العربية المحتلة أولى أهدافه ونهج نضاله ولبناء البنية الإ قتصادية والإجتماعية العربية من خلال المنظور الفكري والأهداف التي رسمها البعث لتكون الأمة قادرة على النموا بعد العجز لتكون أكثر رسوخا وتماسكا وبقدر مايتوفر لها من فرص لكي يتعزز بها الإستقلال السياسي لتكون على إستعداد لمقاومة القوى المناهضة لحريتها وإستقلالها

لقد كشفت أحداث الماضي نشاطات القوى المعادية وأطماعها وتأثيرها لإضعاف القدرات العربية وعن دورها الخبيث بمحاولة الإطاحة بالأمة وشعوبها لتحجيم إمكانياتها وطاقاتها والغاء وجودها وولادة البعث وما بذله من جهود وتضحيات والدور الرائد والمشرف الذي لعبه على مجرى الصراع الذي كان ولازال قائما بين تلك القوى وبين نضال البعث وموقفه الثابت رغم تباطؤ بعض القوى العربية وهذا ليس سرا كان سببا بضعف الكثير من الجبهات كما كانت عاملا بإضعاف الخندق المجابه للقوى المعادية

ولكن ومارافق تلك المرحلة من تضحيات جسيمة قدمها مناضلوا الحزب في العراق الجريح وما قدمته الجماهير بقيادة البعث قبل وبعد الإحتلال والثقه الكبرى التي وضعتها تلك الجماهير ولازالت بحزبها العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي في الوطن المحتل ومن خلال الممارسة الفكرية والنضالية التي يقودها البعث العظيم كما قادها ولازال قبل وبعد الإحتلال ستسهل هزيمة المحتلون وبكافة أشكالهم ليعود الوطن مشافى معافى وأمة يحتضنها البعث مثلما وقف مدافعا عنها منذ اليوم الأول يوم التأسيس ولغاية هذه اللحضة .. وولادة البعث ماهي إلا الرد القوي والرادع لواقع الأمة التي عانت منه لمواجهة الأعداء والشريان الحيوي للنضال ضد مارسمته القوى المحتلة من نهج عدائي والذي أنشأته القوى الصهيونية والمجوسية المتمثلة بنظام طهران لتركيع الوطن العربي وجره إلى مشاريع التبعية والتطبيع
 





الاحد ١٢ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غياث الشبيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة