شبكة ذي قار
عـاجـل











لمناسبة الذكرى٧٣ لتأسيس حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي لابد لي ان اكتب عن تجربتي المتواضعه التي قضيتها في صفوف الحزب وهي فترة ٦٤ سنة وعمري الان ٧٨ وقبل هذه الفتره التي ارتبطت بها كانت فترة تعارف على الحزب عن قرب حيث كنا نقرأ بيانات الحزب وادبياته وقياداته بشكل مباشر حيث كان يترددون على بيتنا من خلال شقيقي عبد الستار الدوري احد مؤسسي حزبنا العظيم منذ نهاية الاربعينات وكنا صغارا من الذين كانوا يترددون على منزلنا لغرض التواصل مع شقيقي عبد الستار الدوري وهم المرحومين فؤاد الركابي وعلي صالح السعدي وحازم جواد ومحسن الشيخ راضي وفيصل حبيب الخيزران وعدنان القصاب وحبيب محسن الدوري وكانت تاتي الي بيتنا مع المرحوم حبيب الدوري هناء الشيباني التي انتمت الى العمل الفدائي المسلح مع احدى جبهات النضال الفلسطيني وقد استشهدت في ضربة اسرائيليه في غور الاردن ومن الذين كانوا يتردد علينا طارق عزيز وكريم شنتاف وهاني الفكيكي وجعفر قاسم حمودي وشفيق الكمالي الله يرحم الذين توفوا وطول للعمر لمن على قيد الحياة كنا ننظر اليهم ليسوا قادة الحزب بل كنا ننظر اليهم اخوه لنا اعزاء في هذه المرحله كنا نقرأ بيانات الحزب قبل ارتباطنا رسميا بالحزب ونقرأ بيانات الحزب وعند ارتباطي بالحزب رسميا وعمري ١٤ سنه كانت نقطة تحول وانعطاف في مجرى حياتي اصبحت اقرأ بيانات الحزب واشارك في التظاهرات التي يدعو اليها الحزب ضد عبد الكريم قاسم وضد الشيوعيين الذين كانوا حاقدين على الحزب اهم مايميز تلك الفتره هو المحبة والاحترام المتبادل بين قيادات الحزب

بدء مشواري الحزبي هو الوقوف ضد عبد الكريم قاسم ومؤيديه من الشيوعيين
واذكر اول يوم في حياتي الحزبية بلغنا المسؤول الحزبي عليكم ان تحرصوا على الثالوث المقدس في الحياة الحزبية وهي الشعور بالمسؤولية والسرية والكتمان والنقد والنقد الذاتي
وعندما قامت ثورة ١٤ تموز عام ١٩٥٨ وبعد ثلاثة ايام طرق باب بيتنا في ساعه متاخره من الليل كان الذي يطرق الباب هو علي صالح السعدي جاء لكي ياخذ شقيقي عبد الستار الى بيت المرحوم سعدون حمادي لاستلام جريدة الجهورية التي كلف الحزب باصدارها وفعلا صدر العدد الاول منها وكان شقيقي عبد الستار الدوري مدير الاداره وسعدون حمادي رئيس التحرير كنا نذهب الى الجريدة وناخذ الكراسات التي يطبعها الحزب في الجريده ومنها ( بماذا تتسم حركتنا ) و ( انقلابيتنا ) و ( ذكرى الرسول العربي ) و ( معركة المصير الواحد ) وهي عبارة عن مقالات للرفيق ميشيل عفلق مؤسس الحزب

كانت اجتماعاتنا بصوره سرية تامة واحيانا نغير مكانها وحسب الظروف واذكر كنا نجتمع في سيارة المصلحة ذو الطابقين وخاصة وقت الصيف كنا نجلس في الطابق العلوي ووقت الظهر رقم السياره ١٧ تصل الى باب باب المعظم الكاظمية ونرجع في نفس السيارة

اهم شيء يميز تلك المرحله مرحلة المحبه والاحترام والعلاقات الحزبية الصميمية والمسؤول الحزبي كان يعاملنا كاخوه ورفاق واحترام كانت تلك هي العلاقات النقيه التي تسود حياتنا الحزبية وكانت عامل مهم في تحمسنا وزيادة نشاطنا الحزبي وعندما نخطئ او نتباطئ في العمل كان المسؤول يربت على ظهرنا ويقول من لايعمل لايخطئ
عملت في الحزب خلال ٦٤ سنة من عمري الحزبي في مراحل متعدده مرحلة اواخر العهد الملكي وعملت مرحلة عبد الكريم قاسم ومرحلة استلام الحزب السلطه عام ٦٣ وكذلك فتره حكم الاخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف كما عملت فتره استلام الحزب السلطه مرة اخرى في عام ١٩٦٨ وكذلك مرحلة ما بعد الاحتلال الامريكي البريطاني وحكم مليشيات ايران ومازلت ..

كانت مرحلة اسقاط النظام الوطني في العراق من اصعب المراحل التي مر بها العراق والعوده الى مرحلة خيانة عبد السلام عارف وضرب البعثيين واستلام السلطة من قبله وزج المئات من البعثيين في السجون وكنا احدهم حيث تم اعتقالي لمدة شهرين في مركز شرطة السكك وتم فصلي من الدائره في السكك

بعد اطلاق سراحي تم ارتباطي في الحزب في المنطقة وفي قيادة مكتب العمال في السكك وفي لقاء مع الرفيق عزت ابراهيم في مقهى في الكاظمية وكان معه الرفيق كاظم نعمه سلمان ذهبنا الى بيت الرفيق صلاح عمر العلي عضو القيادة القطرية مسؤول مكتب العمال المركزي وجلب منه بيان مكتب العمال لغرض توزيعه على الجهاز الحزبي وكان البيان اول بيان يصدر من مكتب العمال بعد الردة التشرينية وكان الرفيق عزت ابراهيم عضو مكتب العمال المركزي وعضو قيادة فرع بغداد للحزب وتم ذلك
واعود الى الوراء كانت علاقة الرفيق عزت مع شقيقي سيف علاقه قوية جدا وكانا لايفترقان كان شقيقي سيف يدرس في معهد المعلمين في الاعظمية والرفيق عزت يدرس في ثانوية الاعظمية علاقتهما كانت لسببين اولا من ابناء منطقة الدور وثانيا الايمان بالبعث وكانا مهتمين جدا بالمطالعة الذاتيه وقراءة الكتب التاريخية والدينية ويميلون الى شراء كتب محمود شيت خطاب ( الرسول القائد ) و ( الفاروق القائد ) وكذلك كتاب محمد للكاتب حسين هيكل واستمرت علاقة الرفيق عزت معنا وكان لا ينقطع عن زيارتنا باستمرار وبقيت هذه العلاقه الطيبة الى الاحتلال.

اعود الى مابعد الرده التشرينية وفي اوائل عام ٦٤ تشكلت اول قيادة قطرية للحزب تضم كل من الرفيق ستار الدوري والمرحوم صدام حسين واحمد حسن البكر وصالح مهدي عماش وكريم شنتاف وعبد الستار الجواري لكن بعد فتره قصيره تم انسحاب شقيقي عبد الستار منها وترك العمل الحزبي لكن بقيت علاقة المرحوم صدام معنا مستمره ويزورنا بين فتره واخرى وفي يوم ٥ ايلول عام ٦٤ حصلت مداهمات واعتقالات قوية ضد البعثيين واتهامهم من قبل السلطات العارفية بتهمة العمل على انقلاب عسكري وكان المخطط له الرفيق صدام وفي يوم الجمعه ه ايلول وفي الساعة حوالي ١١ صباحا جاءنا المرحوم صدام مع كنعان صديد وقال لي ولاخي سيف هل يوجد شيء قلنا له لانعرف اليوم جمعه ونحن في البيت واستفسر هل عندكم ضيوف قلنا له نعم عندنا ابن عمي نعمان الدوري الذي كان مدرسا للمرحوم صدام في تكريت وبعد ان عرف بوجود نعمان قال لنا لا تخبرو نعمان بمجيئ ثم انصرف والغرض من زيارتنا الاختباء .. لكن مع الاسف لم يحصل بسبب وجود نعمان وفي المساء جاءت سيارات امن الكاظمية لاعتقالنا انا واخي سيف لكننا كنا قد ذهبنا الى بيت عمي في الاعظمية قبل وصولهم وبعدها تم في الصباح اعتقال اخي سيف اخذوه من الدائره اما انا كنت مفصول من الدائره.

اعود الى ما نعمله في ذكرى تاسيس الحزب كنا نعمل نعقد ندوه حزبية تضم بعض البعثيين المرتبطين بالحزب في بيتنا ونوزع المشروبات وقطع الكيك وقراءة بيان لقياده القومية للحزب بهذه المناسبة وفي احدى المرات كنا مجتمعين في بيتنا في الشالجية ونحن نقرأ بيان القياده القومية دخل علينا مسؤول الامن المرحوم محمود الراوي واستفسر عن سبب التجمع قلنا له عمل مصالحة وخرج مبتسما لكنه لم يقتنع بسبب ان عواطفه معنا وعلمنا لاحقا بان احد الحاضرين بيننا كان وكيلا للامن.

للوفاء الذي كان يحمله المرحوم صدام لنا فقد جاء لزيارتنا وهو نائب مجلس قيادة الثوره لغرض الاطمئنان على صحة الوالد عندما علم بمرضه
تحية اكبار وتقدير للرعيل الاول الذين وضعوا اول لبنه في بناء الحزب
تحية اجلال وتقدير لشهداء الحزب وفي مقدمتهم المرحوم صدام حسين
تحية اجلال وتقدير للرفيق عزت ابراهيم امين سر قيادة قطر العراق وهو يقود مسيرة الحزب العملاقة وربان سفينته لتحقيق الاهداف والاماني





الجمعة ١٧ شعبــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / نيســان / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق زهير عبد الجبار الدوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة