رﻏﻢ ﺗﻬﺎﻓﺖ ﻣﻌﺎﯾﯿﺮ اﻟﺘﺤﻘﻖ و اﻟﻘﺎﺑﻠﯿﺔ واﻻﺧﺘﯿﺎر اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ وﻧﻘﺪه ﻟﻠﻤﯿﺘﺎﻓﯿﺰﯾﻘﯿﺎت اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺘﻄﻮر إﻟﻰ وﺿﻊ ﻣﺸﺮوع إﻗﺘﺼﺎدي ﺟﺪﯾﺪ ﯾﺘﺤﺪد ﺑﻤﺮﺣﻠﺘﯿﻦ :
اوﻵ - اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﻤﻮﺣﺪة ﺑﻠﻐﺔ اﻹﻧﻔﺘﺎح اﻹﻗﺘﺼﺎدي ﻋﻠﻰ إﻗﺘﺼﺎدات اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺤﺪﯾﺚ.
ﺛﺎﻧﯿﺂ - اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﯿﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﻟﻔﻜﺮ اﻟﺤﺰب.وﻫﻨﺎك ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻃﻮر اﻟﻮﻋﻲ اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ وﻫﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﯾﺮﻛﺰ ﻓﯿﻬﺎ اﻟﺤﺰب ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻠﻐﻮﯾﺔ وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻔﯿﺰﯾﺎﺋﯿﺔ واﻟﻔﯿﺰﯾﺎء ﻛﻌﻠﻢ ﺑﺮز ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻟﺤﺰب، ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺒﻌﺚ ﯾﻘﺪم ﺗﺼﻮرآ ﻋﻠﻤﯿﺂ وﻓﻠﺴﻔﯿﺂ ﻟﻤﻜﺎﻧﺔ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻹﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﺛﺎﻟﻮﺛﺂ ﺟﺪﻟﯿﺂ ﺗﺄرﯾﺨﯿﺂ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻪ، وإﻟﻰ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻤﻜﺎن ﻟﻬﺬه اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﻷن اﻟﻤﻜﺎن ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮم ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺒﻌﺚ ﯾﺎﺧﺬ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﺤﻠﯿﻠﯿﺔ اﻟﻘَﺒﻠﯿّﺔ، ﻷن اﻟﻤﻜﺎن ﻫﻮ ﺗﺼﻮر ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺤﺪدات ﻣﻦ اﻷوﻟﻮﯾﺎت ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﻤﻔﺘﻮح ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﻮﻋﻲ اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ وﺗﺮﻛﯿﺒﺘﻪ اﻟﺒﻌﺪﯾﺔ واﻟﻔﻜﺮﯾﺔ ، وﻫﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﺗﺠﺎرب ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﯾﺨﻪ، ﻷن اﻟﻤﻜﺎن ﻫﻮ ﺣﯿﺰ اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻟﻤﻜﺎن اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟﻬﺬه اﻷﻣﺔ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺜﺮوة اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻣﺎ ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺚ أن ﯾﻘﻮم ﺑﻪ ﻫﻮ ﺗﻨﻔﯿﺬه ﻟﻬﺬه اﻻﻫﺪاف اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺣﺪوده اﻷرض اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ واﻷرض اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ.
واﻷﻫﺪاف اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺪة واﻟﺤﺮﯾﺔ واﻹﺷﺘﺮاﻛﯿﺔ ﻧﻘﻮل ان :
١ - اﻻﻃﺮوﺣﺔ = اﻟﻮﺣﺪة وﺗﻌﻨﻲ وﺣﺪة اﻷﻣﺔ ووﺣﺪة إﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ .
٢ - واﻟﻄﺒﺎق = اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ أﻫﺪاف اﻟﺒﻌﺚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻨﺎء إﻗﺘﺼﺎد ﻣﺘﯿﻦ ﯾﺨﺪم اﻷﻣﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﺒﺪون اﻟﺤﺮﯾﺔ ﻻﯾﻤﻜﻦ ﺑﻨﺎء إﻗﺘﺼﺎد ﻣﺘﻄﻮر.
٣ - واﻟﺘﺮﻛﯿﺐ = اﻟﻔﻜﺮ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻟﺤﺰب اﻟﺒﻌﺚ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺷﺘﺮاﻛﻲ وﻫﺬا ﯾﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻟﻘﻮة اﻟﻌﻘﺎﺋﺪﯾﺔ واﻷﯾﺪﯾﻮﻟﻮﺟﯿﺔ ﻟﻠﺒﻌﺚ .
ﻧﻘﻮل، وﻓﻖ ﻫﺬه اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺒﯿﺔ ﻟﻠﺒﻌﺚ ﯾﺘﻢ إدراك ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻤﻜﺎن اﻟﻘﻮﻣﻲ واﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺤﺪس اﻟﻔﻜﺮي، واﻟﺒﻌﺚ ﯾﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪآ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤﺸﻬﺪ اﻟﺴﺴﯿﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ وﺳﺮﯾﻊ ﺣﺘﻰ ﯾﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻷداء اﻹﻧﺘﺎﺟﻲ وﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻤﻘﺪار اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﺘﻐﯿﯿﺮ اﻟﻤﻜﺎن ﺳﺴﯿﻮﻟﻮﺟﯿﺂ.
وﻫﺬا اﻟﻤﻘﺪار ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ ﯾﻘﺒﻠﻪ اﻟﻤﻨﺎﺿﻞ اﻟﺒﻌﺜﻲ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﻀﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ، ﻷن اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺠﺪﯾﺪ و اﻟﺤﺪاﺛﻲ ﻟﻠﺒﻌﺚ وﻫﻮ ﯾﺤﺎول ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻟﺘﺮﻛﯿﺒﯿﺔ ﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎد ﻫﻮ اﺧﺘﯿﺎر اﻟﺘﻐﯿﺮات ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻜﻠﻲ واﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻜﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ أﺳﻌﺎر اﻟﺴﻠﻊ واﻟﺨﺪﻣﺎت وﺗﺸﻐﯿﻞ اﻷﯾﺪي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد، وﯾﺸﺮح ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮاﺗﻪ اﻟﻘﻮﻣﯿﺔ واﻟﻘﻄﺮﯾﺔ اﻹﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻠﻲ واﻷﺳﺒﺎب اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﺣﺪوث اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ وﻓﻲ اﻟﺪورات اﻟﺘﺠﺎرﯾﺔ، ﺛﻢ ﯾﻘﺘﺮح اﻟﺤﺰب ﻋﻠﻰ ﻛﻮادره اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻫﺬه اﻹﺷﻜﺎﻟﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺬﺑﺬﺑﺎت واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺠﻮة ﺑﯿﻦ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻮاردات اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺼﻨﺎﻋﯿﺔ وﻫﺬا ﯾﺆدي إﻟﻰ ﻋﺪم اﻹﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر وﻟﻬﺬا ﯾﻘﺘﺮح ﺣﺰب اﻟﺒﻌﺚ إﻟﻰ ﺗﺸﻜﯿﻞ ﻟﻐﺔ إﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﺗﺤﻤﻲ اﻟﺠﻤﯿﻊ وﺗﺸﻞ اﻟﻘﺪرات اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﻮﺣﺸﺔ.
