شبكة ذي قار
عـاجـل










إلى ميس الرافدين
للشاعر الفلسطيني باسل بزراوي

بوركتِ مَيْسَ الرافدين وبوركتْ
عينا أبيك، وكلَّ عينٍ تذرفُ

يا ميسُ، دجلةُ مهجتي وعراقكم
روحي، ونزفُ عيونكم ما انزفُ

فإذا تألم في العراقِ نخيلُها
يذرو هنا الزيتونُ ريحاً تعصفُ

وإذا شجتْ أرضَ النخيلِ مرارةٌ
جاشتْ فلسطينُ الجريحةُ تهتفُ

أختاهُ تذكركم جنينُ إذا دجى
ليلٌ، وعزَّ على الرجالِ الموقفُ

وسيذكرُ التاريخُ أن جنودكم
حلَّوا جنينَ وقلبُها مُتلّهفُ

جيشُ العراقِ روى الثرى بنجيعه
فأخضّلَ من دمهِ "المزارُ" ( ١ ) المورفُ

من نصفِ قرنٍ لا تزالُ قبوُرهم
وشماً عراقياً وجرحا ينزفُ

فجراحُهم مخضَّرةٌ مفتوحةٌ
وجراحُنا لحنَ العروبةِ تعزفُ

فإذا بكيتُ، روحي في ذرى
بغدادَ أشجاها الصليلُ المرهفُ

بلدُ النخيلِ يلوبُ في أحشائها
قزمٌ بلكنتهِ الحديثُ المرَّجفُ

ويلي سنامةَ مجدِها متعطشٌ
لدمِ العروبيّين لا يتعففُ

"فالهيتُ" تبكي و"الرمادي" ثاكلٌ
وعلى رُبى "تكريتَ" ما لا يوصَفُ

فرجالُ يعربَ بالمشانقِ عُلِّقتْ
وربوعُ دجلة كالذبيحِ ترفرفُ

"فالمخلصون تسربلوا بدمائهم
والخائنون تسنّموا ( ٢ ) وتزخرفوا

والمجدُ في بغدادَ تغربُ شمسُه
والنجمُ يخبوا، والخيانةُ تُقطفُ

وعراقُنا تذوي ويذبلُ وردُها
ويرودُ ساحتها العييُّ المُقْرِفُ

وتعيثُ فيها طُغمةٌ صفويةٌ
لرؤى المجوسِ ونارهم تتشوّفُ.

١ - بلدة فلسطينية تقع قرب الناصرة دارت فيها معارك طاحنة بين الجنود العراقيين البواسل وبين الغزاة الصهاينة عام ١٩٤٨

٢ - هذا البيت اقتبسه الشاعر عن الضابط العراقي محمود شيت الخطّاب في جنين قاله الضابط على أثر معارك جنين حيثُ نجح هذا الضابط مع جنوده البواسل في استرداد جنين من ايدي العدو عام ١٩٤٨.





الاربعاء ١٣ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب باسل بزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة