شبكة ذي قار
عـاجـل










الصراع المحتدم في فلسطين منذ أن بانت مرامي التحالف الصهيو غربي بقيادة لندن وواشنطن عندما لاح في الأفق اندثار دولة الخلافة العثمانية، باتفاق بريطانيا وأمريكا على خلق كيان غريب في الوطن العربي يضم يهود العالم، يهدد استقلال وأمن واستقرار كياناته، واختيار فلسطين البلد الذي يتوسط أقطاره لتكون ذلك الكيان السرطاني الغريب، منذ ذلك الحين ابتدأت معاناة الشعب العربي الفلسطيني، ولهذه الغاية فرضت بريطانيا الانتداب على فلسطين وشرعنته أممياً بقرار صادر عن عصبة الأمم التي لم يكن للعرب أي تمثيل فيها ليمكنها من تنفيذ وعدها المشؤوم ، فعملت منذ ذلك الحين على تمكين اليهود من امتلاك الأرض الفلسطينية وتكوين مجتمعهم الخاص لبناء مؤسساتهم التي من شأنها أن تمنحهم القدرة على إقامة دولتهم فيها والدفاع عنها وإدارة شؤونها وعلى حساب الفلسطينيين أصحابها الشرعيين والأمن والاستقرار العربي.

يخطئ من يظن أن الصراع المحتدم في فلسطين صراع حدود لا وجود، فرضته أطماع غربية هدفت الاعتماد على غزاة من نوع جديد، يعتمد التجربة الأوروبية في غزو الأرض لاقتلاع أصحابها منها لأهداف استعمارية على منطقة لطالما حلم الغرب استمرار هيمنته عليها .. فاصطدموا بواقع لم يدركوه تمسك الفلسطينيين بأرضهم ودعم الشعوب العربية لهم، فوضعوا أي الغرب خاصة أمريكا كل ثقلهم مع هؤلاء اليهود وأمدوهم بكل أسباب القوة وآزروهم عسكرياً ولوجستياً والتأليب ضد الفلسطينيين الذين يملكون معول هدم كل مخططات التحالف الصهيو - يورو أمريكي، حين أدركوا أن دولة يهود التي توفرت لها ترسانات أسلحة متنوعة وقفت عاجزة عن قهر شعب فلسطين شبه الأعزل، بعد أن نالت من بني جلدتهم بحروب مباغتة رتبت لها الدوائر الاستعمارية لتظهر عجز مناوئيها العرب عن تحقيق إنجازات ضدها.فلجأت الدولة العبرية من خلال استخباراتها وبمؤازرة الدوائر الاستخبارية الغربية في سبيل النيل من الصمود الفلسطيني بترويج كذبتهم من أن الفلسطينيين هم من مكنوا اليهود من أرضهم حتى يثيروا العالمين العربي والإسلامي ضدهم ويحملونهم مسؤولية ما حصل لهم، ووصم مقاومتهم بالإرهاب.وروجوا بحملات إعلامية منسقة ضد الفلسطينيين في العالم أجمع من أنهم لجأوا لأعمال إرهابية معادية للسامية ضد المستوطنين اليهود قبل قيام الدولة العبرية ، مع أنه وفق كتاب غربيين نقلاً عن مذكرات صهاينة أوائل بينت أن الفلسطينيين عاملوا القادمين منهم معاملة إنسانية وقدموا لهم المأوى، وعلموهم كيف يزرعون الأرض، لكن النظرة إليهم اختلفت عندما بانت مآربهم الخبيثة بأنهم ما قدموا إلا ليكونوا بدلاً عنهم في المكان، فبدأت مقاومتهم للاستيطان، وهذه مقاومة مشروعة ضد مخاطر الاستيطان المرتب لها مسبقاً في دوائر صنع القرار الغربية .. فالمقاومة الفلسطينية انطلقت منذ تكشفت أهداف الهجرة اليهودية، وهي مشروعة ضد استيطان احلالي احتلالي هدف وما زال لخلع الوجود الفلسطيني من الأرض الفلسطينية لاستيعاب مهاجرين يهود قادمين من مختلف أرجاء الدنيا ليكونوا ركيزة أساسية للهيمنة الصهيو أمريكية على الأرض العربية بدليل ما أقدم عليه ترامب من إعلانه لصفقته التي وضع بنودها فريقه اليهودي في البيت الأبيض الذي انتزع بموجب صفقته المعلنة الحق الفلسطيني في أرضه ليمكن اليهود من تحويل كذبتهم لواقع على الأرض هكذا يتوهم هو وذيوله، لكن عليه أن يعلم أن فلسطين أرض عربية وستبقى لأهلها الشرعيين شاء من شاء وأبى من أبى.





الاربعاء ٢٠ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابن فلسطين العربية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة