شبكة ذي قار
عـاجـل










ظهور وباء كورونا المفاجأ ، احدث هزة عنيفة في هذا الكون ، فتعطلت الحركة الجوية والبرية والبحرية ، وتجمدت الأنشطة الاقتصادية ، وتحجر الناس في بيوتهم ، وأصبحت الشوارع ،خالية من المارة وأغلقت المدارس والجامعات ودوري العبادة والفنادق والمنتزهات السياحية ، وأغلقت الحدود ، وأصبحت كل دولة أسيرة لأوضاعها الداخلية فتساوى الضعيف والقوي والغني والفقير في الإصابة بالوباء.فأصبح الجميع يطرح تساؤلات ، ماذا بعد كورونا ، أكيد أن القوى العظمى تكثف من نشاط مخابرها لرسم إستراتيجية مستقبلية للتعامل مع آثار الحالة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، التي خلفها الوباء.من أهم التساؤلات ، هل ستتغير الخريطة السياسية العالمية ، والعلاقات الاقتصادية والتجارية ، هل يجب إعادة النظر في النظرة المادية للحياة التي حكمت النظم السياسية في العالم وخاصة الرأسمالية منها ، وهل بات من الضروري الآن الاهتمام أكثر بصحة الإنسان ، مهما كانت جنسيته ولونه وهويته ، وهل بات من الضروري اليوم تنظيم الحياة الاجتماعية للبشر ، وإعداده من ناحية الانضباط ، للتعايش مع الثقافة الصحية والبيئية والغذائية لمواجهة أي وباء اخطر واشمل مما عاشته البشرية مع جائحة كورونا ؟ كل هذه التساؤلات ستكون محل نقاش بين العلماء والمفكرين والسياسيين.

وعليه فان الأمة العربية التي تعيش اليوم حالة من التمزق والصراع والاقتتال الدموي الغير مبرر الذي لا يخدم سوى القوى المعادية للأمة سواء الاستعمار والصهيونية أو القوى الإقليمية المحيطة بها.ويتساءل المواطن العربي اين هو التنسيق بين الأنظمة العرب لمواجهة الوباء ؟ علينا اليوم أن نتعظ من دروس الواقع المر ، فمواجهة أي مخطط أو اي إستراتيجية جديدة ، تتبناه القوى الكبرى ، لابد على الأمة العربية أن تتهيأ كقوة اقليمة ، لتفرض وجودها وتتبنى عمل مشترك بما يخدم مصالح المواطن العربي ، ولكي لا تبقى أسيرة لمشاريع الغير ، وتبقى أرضها فقط للصراع الدولي واستنزاف طاقاته وثرواته ، وأن الوقت مناسب جدا لأن لا يهمش الوطن العربي ، بل يجب أن يواجه المستقبل ، بروح من المسؤولية الوطنية والقومية ، وعلى الأنظمة العربية ، أن تجلس على الطاولة ، لطرح مشروع موحد يضفي بالدرجة الأولى الى إطفاء نار الفتنة المشتعلة في العديد من الأقطار ، والتخلص سريعا من هذا الوضع المفروض من قبل الأعداء ، ثم إحياء بنود ميثاق الجامعة العربية ، بدءا بدعم القضية الفلسطينية وإبعاد التدخلات الإقليمية والقطرية للسماح للفلسطينيين بجمع الشمل والتوجه نحو تحرير الأرض من الكيان الصهيوني ،كما يجب رفع القيود عن النشاط السياسي للسماح لكل الطاقات في المشاركة البناءة في الحياة السياسية ، إحياء مشاريع التكامل الصناعي والزراعي والتجاري ، وتسهيل الحركة التجارية وتنقل الأفراد ، ورسم سياسة صحية وبيئية ، بما يضمن السلامة الجسدية والعقلية للمواطن العربي ، وتوحيد الأساليب لمواجهة أي وباء قد يمس البشرية في المستقبل.ان الدروس التي نستخلصها بعد هذه الجائحة ، تتمثل في حاجة الأمة العربية الى الاهتمام بالإنسان في حريته وكرامته وصحته وهويته ، فالبقاء الا للقوى التي تهتم على ببناء الإنسان ، والتي تتبنى في مشاريعها التنموية حيزا كبيرا للتنمية البشرية ، ولقد أصبح اليوم أن الانضباط والالتزام عاملان مهمان في عملية الحشد لمواجهة أي طارئ مهما عان خطره ونوعه ومصدره ، ان حرية الفوضى ، والتمرد على القيم ، هما عاملان من عوامل التخلف والاختراق.فلنتخلص من الأنانية والقطرية الضيقة ، وننظر للمستقبل بعقلية الأمة لما تحمله من قيم ومبادئ وتاريخ وحضارة.





الاربعاء ٢٠ رمضــان ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / أيــار / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب س.ع / الجزائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة