بقدر ما يعز علينا فراق قائد عظيم وانسان اعظم ، وبقدر ما يغمرنا من زهو وفخار ترتفع معه الهامات نحو الذرى من تأريخ حافل بالامجاد ومحطات حياتية مضيئة ومسيرة نضالية ثرة ، فان ما يحزننا ان تمضي هذه النجوم في ظل زمن اغبر وليال سوداء وسلطة جلاد حاقد ومحتل طاغ وشامت وكاره وعدو ، واكثر ما يثير الآلآم البعد عن ثرى الوطن الذي دنسه المحتل وبقاياه، مع ان الارض العربية كلها وطن الفقيد، وان الاردن وشعبه خاصة كان اثيراً على نفسه ، وفيه من اعز اصدقائه وممن يسعد بلقائهم ، لقد غادرنا بعًز وهو مرفوع الرأس لم يضعفه وهن الجسد وغلظة وعنف السجان وقساوة ظروف الاعتقال رغم شيخوخته وكثرة الامراض ، ورغم المعاناة والآلآم لاكثر من ١٢ عاماً التي واجهتها عائلته، وفي المقدمة السيدة الفاضلة ام زياد والاخ زياد ابو مريم واولاده وبناته والاحفاد والاصهار وكل افراد العائلة .. بصبر وشجاعة وتحمًل ظلم وتعنت وصلف ووقاحة السلطة الباغية، وقفة اجلال واحترام لهذه العائلة الشجاعة وعظًم الله اجرها واجر كل المحبين ، وتحية حب وتقدير للاوفياء من الاشقاء واصدقاء الفقيد الغالي والذين يحييون الذكرى السنوية لرحيله، ، فبقدر ما يؤلمنا رحيل احد رجالات العراق الافذاذ في ظل استمرار الوضع الكارثي لبلادنا، بقدر ما يجعلنا نفخر بالعزيز .. الانسان والمناضل والقائد والكفاءة والخلق والاخلاص والوفاء والنزاهة والشجاعة التي وقف لها الاعداء احتراماً وعرفاناً وتقديراً ، رحمك الله الاستاذ طارق عزيز .. عشت عزيزاً ورحلت كبيراً وستظل خالداً في ضمائر الشرفاء.