شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس جديداً على الولايات المتحدة الأمريكية نهجها العنصري الذي تجلى مجدداً منذ أيام في حادثة مقتل مواطن أمريكي من أصول "افريقية" نتيجة الخنق المتعمد من قبل شرطي "أبيض" وبدم بارد واستخفاف وتوسل القتيل ليدعه يتنفس لأنه يختنق، كما أظهرته أشرطة الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المرئي.

طبيعي أن تشهد الولايات المتحدة احتجاجات جماهيرية عارمة تدين الجريمة والممارسات العنصرية التي تقوم بها القوات المسلحة الأمريكية كافة التي تربت على المفهوم الامبريالي المتوحش منذ وطئت قدم الأوروبي أرض أمريكا وإبادتهم لأكثر من ١٠٠ مليون من السكان الأصليين "الهنود الحمر"، وتقارير أخرى تؤكد أن العدد الحقيقي يفوق هذا العدد بكثير، وقد استخدم الوافدون من أوروبا أقذر أنواع الإبادة الذي يمكن أن يتخيله إنسان، ومحاولة المستوطنين الجدد لاحقاً التخفيف من هذا الرقم!

وإليكم قانون من مجلد قوانين بحق السكان الأصليين :

( وكان ينص القانون الأمريكي إلى سنة ١٨٦٥ على حق الأمريكي الأبيض في الحصول على مكافأة مجزية إذا قدم لأي مخفر شرطة بالولايات المتحدة "فروة رأس هندي أحمر" ) منقول.

وانسحب هذا النهج نفسه على الإنسان ذي السحنة السمراء، الذين استرقوهم واستعبدوهم من موطنهم الأصلي في أفريقيا، وجلبهم إلى أمريكا عبيداً وخدماً لهم، وذاق هؤلاء المستضعفون شتى أنواع الذل والقهر والمهانة، وكان قتلهم وسيلة ترفيه وتسلية للرجل "الأبيض" الأوروبي ونترك لحضراتكم ماذا كانوا يفعلون بالنساء والأطفال !!

مقدمة لحدث طازج نستعين به لجلاء الأمر والإضاءة على العملية السياسية في بغداد بعد احتلال العراق من قبل الأصيل بعدما عجز عنها الوكيل، ليس تجنياً بل تأكيداً على ماهية إيران التي تحتل العراق اليوم، بموافقة سيدتها أميركا، إذ لا اختلاف بينهما في العقيدة والنهج،

فكلتاهما تعتنقان فكراً استبدادياً عنصرياً واضحاً كل الوضوح، أميركا الحديثة بسكانها الأوروبيين وتعاملها مع الملونين والأفارقة بكل عنصرية، فيما هي تدعي الحرية والديموقراطية، كذلك إيران الصفوية وقبلها الشاهنشاهية وازدرائهم بالشعوب الإيرانية غير الفارسية، ونظرتهم للعرب على أنهم بدو حفاة عراة لا ينفع معه سوى الاستعباد!
نعم، لولا أن هذان الشيطانان يعتنقان نفس النهج لما جيء بالخميني، وتبنوا فكره الذي يوافق مخططهم في الوطن العربي.

إيران الشر بعد تسلمها العراق من سيدتها أميركا وهي ماضية في مخططها بإحداث الخلل الديموغرافي وتسعير نار الطائفية والمذهبية، وتغليب طائفة على حساب باقي الطوائف في مسعى حثيث لتدمير النسيج العراقي، وتقسيم العراق إلى أقاليم تمهيداً لابتلاعه وضمه نهائياً.

إن مشهد المواطن الذي توفي من جراء العنف الغير مبرر المصحوب بالضحك واللامبالاة والاستخفاف من قبل الشرطي " الأبيض" إن صح التعبير، وبكل فظاظة ومن دون تأنيب ضمير!

هذا المشهد يتكرر يومياً من قبل عصابات قم وطهران، عراقيو الجنسية للأسف وبتوجيه من حثالة من أبناء الخسة وسقط المتاع وشذاذ الآفاق الذين باعوا دينهم ودنياهم للشيطان القابع في قم وخليفته العفريت خامنئي فتخلوا عن شرفهم طواعية لإرضاء عفريتهم، وتولوا تنفيذ القمع الدموي بحق أبناء العراق النشامى شيباً وشباباً وصبايا ونساء وأطفال وبدم بارد بمحاولة ثني الشعب عن ثورته الوطنية والكف عن مطلب التحرر من إيران والرضوخ لما تعلنه المرجعيات المتآمرة كافة وبدون استثناء ومن كافة المذاهب ( إلا من رحم ربي ).

واهم كل من يظن أن الاستبداد يدوم، ومخطئ من يعتقد أن إرادة الشعوب وتوقها للحرية والسيادة تذوي وتنطفئ، إن الثورات تولد من جراء تفشي الظلم المتستر بعباءات متنوعة، تارة باسم الديمقراطية وطوراً باسم الحرية والقضاء على الديكتاتورية أو بحجة نصرة الطائفة والمذهب وغيرها من وسائل يتكرر استخدامها في أمتنا العربية، وللأسف تنجح!

فما نراه اليوم في العراق هي ثورة شعب بكل المقاييس، وهي إن دلت فتدل على منسوب وعي متقدم وعزم وإرادة وثبات بوجه الظالم لنيل الحرية وطرد الإيراني الذي يمعن قتلاً وتدميراً في طول البلاد وعرضها، وتحقيق السيادة واستعادة المكانة العربية والدولية، وطرد العملاء والخونة

واللصوص وعمائم الشر العفنة التي اكتنزت الفضة والذهب تحت عنوان حق إنما يراد به باطل وهي مظلومية آل البيت الكرام سلام الله عليهم.

إن الثورة التي يشهدها العراق اليوم هي نتيجة زرع طيب لثلاثين عاماً ونيف من حكم وطني استمد فكره ونهجه الإنساني والرسالي من مدرسة البعث، التي أنجبت قادة على مستوى العراق والأمة العربية، فكانوا عنوان الشموخ والإباء والعزة والكرامة التي تعمدت بالروح والدم والاستشهاد، من أصغر مناضل وصولاً إلى الرئيس الشهيد القائد المناضل صدام حسين، إيماناً منهم بأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة، مسيجة بالوحدة والحرية والاشتراكية، مستعينة بالله وبصوت مدوي .. الله أكبر.
 





الخميس ٢٠ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو كفاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة