شبكة ذي قار
عـاجـل










في هذه الايام تطل علينا الذكرى الثالثة والسبعين لذكرى تأسيس حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي؛ يوم السابع من ابريل نيسان عام ١٩٤٧م يعتبر ذكرى الانطلاقة ونقطة البداية نحو افاق العمل القومي العربي الصادق والجاد ضد التجزئة والاستغلال والعبودية.

لم يأت حزب البعث العربي الاشتراكي إلا نتيجة لما يعانيه الشعب العربي من تفكك وعبودية واستغلال واحتلال، جاء معبراً لمعاناة العرب في كل أقطارهم، جاءهم بطريقة سلسة مرنة لصالح الأمة العربية، همه تحقيق أهدافها الثلاثة المتمثلة في الوحدة والحرية والاشتراكية.

فالبعث مؤمن أنه لابد أن يجتمع العقل النير مع الساعد المفتول مقترناً بالإيمان، لسنا أصحاب نظريات جامدة آلية، هذا ما تعلمناه في مدرسة البعث، كوننا نستمد جهدنا الفكري والنضالي من الجماهير، وبعبارات أخرى طليعة شعب نعبر عن آماله واحتياجاته وتطلعاته، وبهذا المعنى فإن البعث كائن ينمو ويتطور باستمرار لصالح الأمة العربية، ويستفيد من تصحيح أخطاء أعضائه لبناء مستقبل الأمة في ظل الوحدة والحرية والاشتراكية.

فيما قبل السابع من نيسان كانت مرحلة الإحياء والانبعاث وتكوين الأرض الصلبة التي ينطلق منها الحزب، وبعد السابع من نيسان ١٩٤٧م كانت الانطلاقة نحو آفاق العمل والبناء والحوار الفكري لبناء أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.

وعليه فإن للبعث صفات وموجهات كثيرة سنذكر بعضها للفائدة حتى يتبين لنا انعكاساتها على أعضائه وهي :

- دائماً وأبداً ينظر البعث إلى العرب بوصفهم أمة عريقة ذات حضارة عظيمة، قدمت للإنسانية خدمات كبرى، وعليه يجب أن يأخذ العرب مكانهم الطبيعي لحفظ الإنسانية، فالعرب شوكة الميزان ضد الظلم الإنساني.

- البعث يسعى إلى تحرير الوطن العربي من الاحتلال والهيمنة الأجنبية، وجعل القرار مستقلاً عربياً ( استقلالية القرار ).

- البعث يرفض الاستغلال الطبقي، مهما كان نوعه وشكله وطريقة تواجده أو إنتاج طبقات سلطوية بعيدة عن سلطة الشعب، لذا نرى تجليات الاشتراكية فيه تنظر للجميع، جماعة وأفراداً، نظرة متساوية في الحقوق والواجبات، مما يجعله حزباً مدنياً من الطراز الأول.

- البعث يرى إن الوحدة والحرية والاشتراكية أهداف مترابطة متكاملة، فلا يمكن أن يتحقق أحدها بدون الآخر ولا يجوز تغيير ترتيبها كحصيلة منطقية لتحقيق الآمال النضالية للشعب العربي.

- البعث حزب قومي عربي إنساني ضد التعصب والانغلاق وقهر الأمم الأخرى.

- البعث حزب مؤمن ينفر من الإلحاد، وهو ليس حيادياً بين الإلحاد والإيمان، وإنما هو الإيمان دائماً، ويعتقد أن العروبة جسد روحها الإسلام.

- البعث ضد الطائفية والعشائرية والتعصب المناطقي أو الجهوي أو الاقليمي أو القطري، فهو بمجمله حزب قومي ووطنيته تفهم في إطار الكل لا في الجزء.

- البعث حزب ثوري يؤمن بالحلول الجذرية لا الحلول الترقيعية.

- البعث قومي الانتشار، قومي التنظيم، يستمد شرعيته من قيادة تشرف وتنظم عمل القيادات القطرية.

- البعث حزب ديمقراطي في حياته الداخلية، يضمن للجميع التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم والحوار مع الآخرين.

- البعث يؤمن بالعلم والبحث العلمي وتطوره، ويضع كل ما توصل إليه من نتائج علمية إيجابية في خدمة الأمة لتحقيق نهضتها وتحرير الفرد والمجتمع من الجهل والفقر والمرض.

- البعث حزب نضالي له تاريخه الحافل المجيد من أجل الأمة وأهدافها منذ تأسيسه وحتى الآن، فلا توجد معارك قومية أو قطرية لصالح الشعب والأمة إلا وخاض غمارها، وأبلى فيها بلاء حسناً.

- البعث حزب شجاع لا يهاب حاكماً فاسداً، ولا يخشى قوة أجنبية، ولا يخاف خوض المعارك ضد المستعمرين، أعداء الأمة من أمريكان وصهاينة، وفرس مجوس، أو غيرهم، وحكام الرجعية العربية عملاء الامبريالية، لصالح الشعب العربي، وهو مجّرب.

هذه صفات البعث ومزياه، وهذا غيث من فيض، فمدرسة البعث تخرج منها أجيال من المناضلين والشهداء، أمثال كمال ناصر وعلي عبد المغني، وتوج نضالاته بالكثير من شهدائنا البعثيين في قطر العراق، قبل وبعد الغزو البربري له عام ٢٠٠٣م وكان درة الشهداء وسيدهم الرفيق القائد المجاهد الشهيد صدام حسين رحمه الله.

ومازال يعطي ويقدم الكثير من الشهداء، ولايزال يناضل من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية، ولايزال يجاهد من أجل فلسطين العربية المحتلة، ولايزال يقاتل من أجل العراق والأمة العربية كلها.

لذا فصفات المناضل البعثي الحقيقي هي من صفات حزبه، يطهر نفسه من أدران الواقع الفاسد وأمراضه، ويحرر عقله من التعصب والانغلاق، ويصبح صورة مصغرة من الحزب كما هو الحزب صورة مصغرة للأمة في حالة نهضتها وانبعاثها.

هذا ما تعلمته من يوم التأسيس يوم السابع من نيسان عام ١٩٤٧م، هذا ما تعلمته من مدرسة البعث العربي الاشتراكي، هذا ما تعلمته من الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله.

هذا ما تعلمته أيضاً من سجايا ونهج ونضال الرفيق القائد المجاهد الشهيد صدام حسين رحمه الله، وهذا ما أنا عليه في ظل قيادة الرفيق المجاهد الأمين العام لحزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي عزة إبراهيم حفظه الله وكان بعونه، ونحن عوناً له بإذن الله.





الاربعاء ٢٦ شــوال ١٤٤١ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / حـزيران / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الحماطي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة