شبكة ذي قار
عـاجـل










لمن لا يعلم، إن آخر الحروب الصهيونية على لبنان جرت في ٤ آب ٢٠٢٠، واستغرقت فقط دقيقتان، وانتهت بتدمير ثلث بيروت ومرفئها البحري الشهير واستشهاد أكثر من ٢٠٠ شخص وأكثر من ستة آلاف جريح، والكثير من الأضرار في الثلثين المتبقيين من بيروت من جراء معلومات متضاربة عن تخزين لقطع وذخيرة الحشوات الدافعة للصواريخ الباليستية إلى جانب شحنة الأمونيوم ( المثيرة للجدل حول من اشتراها ولصالح من هذه الشحنة والمدة الزمنية الطويلة في تخزينها وعلم السلطات بها وتقاعسهم عن أداء واجبهم، وأسئلة كثيرة تدور حول هذا الموضوع ) المزدوج الاستعمال في الزراعة والتصنيع العسكري والدليل الانفجار الهائل والمفجع مع ما يسمى السحابة الهائلة التي تشبه "فطر المشروم" وهي العرض الرئيسي لانفجارات القنابل النووية!

ولكنها طبعاً ليس تفجيراً نووياً، والجدير ذكره أن نترات الأمونيوم مادة تُستخدم في صناعة المتفجرات، فإنها تحتاج إلى ظروف مناسبة للانفجار ويجب أن يقوم أحدهم بالإشعال!

فهل تم تفجير العنبر بواسطة عملاء صهاينة أو بواسطة صاروخ متطور وشديد الانفجار؟ وقد أفيد بأن الناس في قبرص وعلى مسافة أكثر من ٢٠٠ كيلومتر، قد شعروا بالانفجار!

نعم جميع المعنيين في هذه المواجهة التي جرت بسرعة الضوء إن جاز التعبير يدركون إن المنخرطين في عباءة الولي الفقيه ليسوا سوى دمى تم غسل أدمغتهم وإيمانهم الديني بمعسول الكلام الإيماني المبطن بالخيال العلمي الماورائي، حجب عن عقولهم خاصية الإدراك والاستدراك لما وراء الكواليس والهدف من ورائه، ومن فطن منهم استغلها لمآربه وطموحاته الشخصية المريضة في عشقه للسلطة والنفوذ والتحكم والسيطرة حتى لو أدى ذلك إلى استخدام دين الله ولفظ الجلالة في سبيل تحقيق مآربهم الدنيئة في السلطة و"السلبطة " إن جاز التعبير ولو على حساب كرامة الأمة وأمنها القومي وتقدمها وازدهارها، إذ أن لا قيمة لهم مجتمعياً بسبب تفاهتهم وسخافتهم وشخصياتهم المريضة والشريرة والجهل والتعصب والتخلف والتقوقع في مساحة زمنية ضيقة تضعهم مع أترابهم في الغطرسة والغرور والأنا المريضة.

وما جرى في الحديقة الخلفية لهذا الزمن من دسائس ومؤامرات حيكت لهذه الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة والواعدة بغد مشرق يتسلل شعاعه إلى الدنيا بأسرها وأقطابه ثلاثة لا رابع لهم، وهم أتباع :
*اليهود المتعصبون أصحاب المؤامرات والكره لهذا الدين السماوي الجديد الذي نزل في أمة العرب، أبناء عمومتهم اللدودين وتم إجلاءهم من أرض الجزيرة العربية!

*الروم وحقدهم على العرب ورسالتهم السامية الذين استطاعوا من خلالها اجلاءهم عن أرض العرب ودحرهم !!

*الفرس المجوس الذين ذوا ملكهم تحت وطأة سيوف العرب المسلمين وشجاعة القادة التي لا نظير لها في علم الحروب حتى الآن !!

فما جرى في بيروت كشف عن وهم مقاوم وممانعة حنونة وحكم وحكومة ونظام يحتاج للتخلص منهم سريعاً لأنهم أوهن من بيت العنكبوت ومزحة سمجة لا سبيل لهضمها!

منذ ١٩٧٩ والشعار الموت لأمريكا والموت "لإسرائيل" يتردد صداه في العالم إلا في أمريكا و"إسرائيل" وشعار زحفاً زحفاً نحو القدس لم نقتف آثاره إلا في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء!

والأنكى أن معركة بيروت لم تقنع الطبقة التي تحكم لبنان بمعادلة فسادنا مقابل سلاحكم وسلاحنا مقابل فسادكم أن ترضخ وتستسلم لإرادة الشعب وثورته التشرينية المجيدة بل زادته عتواً وعنفاً، فهي باشرت بقمع الثوار العزل بإطلاق الرصاص المطاطي والخردق الذي أودى بفقدان أعين العديد منهم أو بتأجيج النبرة الطائفية والإيعاز لمناصريهم بمواجهة الثوار هاتفين ( شيعة شيعة ) !

وقيام الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها "المؤمن الأول" في لبنان باعتقال العديد من الناشطين والناشطات والتنكيل بهم.

ما زال أركان حكم الفساد والسلاح الغير الشرعي وبكل وقاحة لا مثيل لها وكأنه لم يحصل شيء في البلاد من وباء فتاك وجهاز حكومي وطبي كارثي، اقتصاد مدمر ومصارف تتمنع عن إعطاء الناس ودائعهم بذريعة أن أموالهم مودعة في مصرف لبنان الذي قام بتهريب عشرات المليارات للسياسيين اللصوص وقام بتحويلها لحساباتهم خارج لبنان ناهيك عن تحكم النظام السوري والإيراني بالسوق السوداء للصيرفة دون تدخل واضح للدولة لقمعها، وليزداد الفقر والعوز بين اللبنانيين، واقفال العديد من المؤسسات والمحال التجارية وتسريح موظفيها، وما زال همهم وشغلهم الشاغل تشكيل حكومة يتقاسمون فيها الحقائب الوزارية فيما بينهم.

إن ما حصل في بيروت جريمة كبرى طرفاها الكيان الصهيوني والممانعة، بعدما تمادت الأخيرة في دورها المرسوم لها ووجب تأديبها لتعود لصوابها، فهل نشهد لاحقاً معارك جانبية في أقطار عربية وفي مقدمتها بغداد بعد اشتداد القمع والظلم والقتل للناشطين والناشطات من قبل "زمرة" الموت لأمريكا، فالأيام حبلى بالمفاجآت، ووصول الكاظمي من أمريكا وتوجهه إلى البصرة هل يصب في صالح الثوار المنتفضين؟!أشك في ذلك ولنا في ثورة الشعوب الإيرانية ضد حكم الشاه حينها وسرقة أمريكا لها واحلال الخميني لمتابعة مخططها الجهنمي في إنهاك الأمة في أمنها وسيادتها وثرواتها، إن الثوار يعون ما يجري ولن تنطلي عليهم الخدعة، وهم مستمرون في نضالهم والكاظمي مجرد امتداد للعملية السياسية .. والله المستعان.




الجمعة ١٦ محرم ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيلول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو كفاح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة