شبكة ذي قار
عـاجـل










الفارس الراحل شيخ المجاهدين عزة ابراهيم الدوري جسد حقيقة نجوميته وانتمائه لدينه ووطنه وعروبته ليس عبر اسمه المجرد ، بل عبر مسيرة حياته العامرة وتاريخه الحافل.

عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين.عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية.

لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا أو حتى أحد رموز الأمة المترامية من طنجة إلى البحرين ..

نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم في موقع رثاء رجل بأمة .. رجل حمل الراية وعمل ليل نهار لخدمة قضايا أمته التي تآمر عليها القريب والبعيد، في زمن التبعية والهوان والردة عن المبادئ الناصعة والمعاني الجميلة.

الراحل القائد عزة ابراهيم واحد من عظماء امتي العربية تميز بقدرات وطاقات متميزة ارتقت به الى قمة المجد وذرى العمل والتضحية والعطاء.

عزة ابراهيم الدوري رجل ليس ككل الرجال، ورمز ليس ككل الرموز، فما تركه الرجل الفذّ بين دفتي كتاب حياته الذي تتقاطر من صفحاته المضيئة كل صور العطاء والإبداع، يضعه - حتما ودون جدال - في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا نفر قليل من القادة الوطنيين ، بالغي التفرد والتميز والإبداع، في العصر الحديث.

ربما لا يعرف الكثيرون سيرة حياة القائد ابا أحمد الذي شكل نموذجا للإصرار والمواجهة والتحدي في كل الميادين وفي مختلف الأوقات، أو يدركون بعضا من العناوين العريضة التي بزغت في مرحلة ما من مراحل حياة الرجل التي تختزن في صحائف أعماله مدونات كتبت بمداد الذهب والمجد والفخار، على إيقاع مراحل وعهود زمنية عصفت بها التحديات وسرت فيها المؤامرات سريان النار في الهشيم.

لقد مثل القائد عزة ابراهيم مدرسة نضالية وجهادية متكاملة الأبعاد والزوايا، طبعت بصماتها المؤثرة في في حياة العراق والأمة جمعاء.

من الصعب رثاء قامة كبرى كقامة الفارس عزة ابراهيم الذي أفنى حياته في سبيل نصرة دينه وإعلاء شأن شعبه وأمته، وأعطى القضية القومية الكثير الكثير.عاشت القضية الفلسطينية في روحه وعقله ووجدانه، فكان لها سندا وداعما وظهيرا ونصيرا أينما حل أو ارتحل.

رحل الفارس ابا احمد وغاب عن مشهد الحياة ، وانطوت صفحة جسده الهرِم، لكن فكره المبثوث في العراق وكافة أرجاء وربوع الأمة سيظل متأججا يافعا يحمل الراية ويقود المسير إلى حيث المجد والسؤدد والانتصار.






الاثنين ٩ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصري حسين كساب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة