شبكة ذي قار
عـاجـل










عام يمر على انتفاضة الشباب الثائر ومعه يتجدد التساؤل عن خلاص العراق بعد الدمار والتردي والانحدار لما يقرب من ١٨ عاماُ فهولاء الشباب هم الامل وعليهم يتم الرهان بوضع نهاية للوضع المأساوي بوجود المحتلين وقواتهم وبالأخص الوجود الفارسي وما يرتبط به من سلطة واحزابها وميليشياتها ،فبعد تدمير ممنهج للعراق واضعاف قوته والايغال بالنيل من إرادة شعبه بانتهاج سياسة القمع الدموي والتشريد والملاحقة والاعتقالات واغراق السجون الكثيرة بالابرياء وما صاحبها من عمليات الخرق والغدر مما اضعفت المقاومة التي كانت في سنوات الاحتلال الأولى على قاب قوسين او ادنى من طرد المحتلين وتحرير البلاد فأجهضت الانتفاضات واحرقت مخيمات الاعتصام على من فيها وابرزها انتفاضات عامي ٢٠٠٩ و٢٠١١ وتشريد مئات الالاف من سكان مناطق عديدة ادمى شبابها المحتلين وذيولهم وقتذاك حتى تجاوز عدد المهجرين في الداخل ٣ ملايين يتوزعون على مخيمات بائسة ، فشعبنا الصابر لم يسكت منذ عام ٢٠٠٣ والى اليوم وقدم قافلة من الشهداء لوحشية ودموية أجهزة السلطية القمعية ومئات المليشيات وعناصر الحرس الإيراني ،وكانت انتفاضة ٢٥ تشرين اول / أكتوبر عام ٢٠١٩ ثورة شبابية بوجه السلطة الفاسدة واحزابها العميلة وميليشياتها المجرمة ،وهي مكملة لمسيرة المقاومة للمحتلين وسلطتهم وذيولهم ،والامل للخلاص المطلوب فرغم غزارة الدماء واستشهاد بضعة الاف في بغداد والمحافظات لم تهن عزيمة الشباب ولم يخرج عن سلميته ليجهض مراهنة الأعداء في جره للصدام المسلح واستمر رغم كل المصاعب والمخاطر فهل يتحقق الخلاص على أيديهم قريباً ؟ ان الخلاص لا يتحقق بالمراهنة على هذا الطرف الدولي من ذاك ، فلا ترامب ولا غيره يريد للعراق الاستقرار ولشعبه الخير والأمان ،وورقة العراق عندما يلوح بها من قبل ترمب و منافسه بوجه ايران في انتخابات الولاية الثانية التي تجري اليوم فلاهداف انتخابية بحته اذ ان الشركاء في تدمير واحتلال العراق مازالوا ضمن مخطط التدمير التدريجي للعراق في البداية لانه الأقوى والامل في نهضة عربية والذي سيسري على باقي القطار العربية تباعاً وبما يحقق لهم التخلص من القوة العربية المتكاملة بالتفتيت وافتعال الحروب باثارة الخلافات الاتنية والطائفية ونهب ثرواتهم فالعالم ،كما يؤكد ترامب،تحكمه اليوم المصالح ولا وجود للمقاييس الأخلاقية والولايات المتحدة تخطت مرحلة شرطي العالم لتصبح شركة لابد لها من السيطرة على النفط العربي كي تحكم العالم وتسيطر على اوربا والصين واليابان!ومن الوهم الاعتماد على ترامب في التخلص من الوجود والهيمنة الايرانية فاعلى ما وصلته إدارة ترامب من تصعيد في الموقف على نظام ملالي ايران الارهابي هو هذه العقوبات الاقتصادية وتشديد الضغوطات لااكثر !كما ان المراهنة على حكومة الكاظمي هو الاخر سراب فهو من ذات عجينة المتسلطين وممن جاءوا مع المحتل واذا ما وعد بشيء فهو من باب التخدير ولامتصاص نقمة الشباب والشعب الرافض للسلطة وللعملية السياسة اجمع بكل رموزها واحزابها وميليشياتها والداعي الى اخراج كل المحتلين وعلى رأسهم الفرس " ايران بره بره .. " فما الذي تحقق في ظل حكومة الكاظمي غير اطلاق المواعيد ؟ هل حلت الميلشيات وحصر السلاح بيد السلطة ،وهل تمت محاسبة وملاحقة قتلة المنتفضين مع انهم معروفون ؟ وهل اعيدت الأموال العامة المنهوبة وهل ادين السراق وعزلوا من مناصبهم العليا بدلاً من تسوّل القروض لدفع الرواتب ؟ وأين هو من شعار لا للمجرب ؟ 

واي خدمات ضرورية أنجزت فما زالت الكهرباء شحيحة وكذلك الماء والخدمات الضرورية الاخرى فها هو وباء كورونا يفتك بالعراقيين في ظل واقع صحي بائس؟ وما الذي تم إزاء الفضائيين وأصحاب الشهادات المزورة وهل قلصت اعداد الدرجات الخاصة وماذا عن القطاعين الصناعي والزراعي المدمرين بقصد كي يغرق السوق العراقي بكل ما نحتاجه من ايران وتركيا بما فيها الخضروات ؟وماذا وماذا وماذا ؟ فلم يتحقق أي شيء حتى اليوم والشباب المنتفض يدرك ان السلطة تضلله بمواعيد لا تنفذ !وحتى حماية الشباب المسالم المنتفض عجزت حكومة الكاظمي عن تأمينها فالاغتيالات والتهديدات والاختطاف ورشق المنتفضين بالرصاص الحي والغازات القاتلة مستمرة كانت اخرها في تجمع الذكرى الأولى للانتفاضة في ٢٥ تشرين اول / أكتوبر الجاري؟ 

اذن لاامل في الخلاص الا على ايدي أبناء العراق الاصلاء وليس على ايدي العملاء والذيول ،وشباب تشرين الثائر ورغم كل ما يتعرضون له اثبتوا اصالتهم وشجاعتهم وانهم الامل في الخلاص المرتقب فديمومة الانتفاضة والالتزام بالسلمية وشعار "نريد وطن" ولا للمحتلين ولا لليأس والضعف، هو ما سيعجل باسقاط العملية السياسية برمتها وبما يلحق الهزيمة بكل أعداء العراق والعرب من امبرياليين وصهاينة وفرس، فالنصر والخلاص يتحقق باستمرار انتفاضة الشباب الثائر ومواصلة التحدي والإصرار على تنفيذ المطالب المشروعة والحذر من المندسين لاسيما وان سلطة ما بعد ٢٠٠٣ ونظام الولي الفقيه في ضعف وانهيار على كافة المستويات، وان اغلب التوقعات تؤكد ان المنطقة ستشهد تغييرات وتطورات سياسية مقبلة هي بالتأكيد ليست في صالح نظام الملالي واذياله.






السبت ١٤ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تشرين الاول / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة