شبكة ذي قار
عـاجـل










يمر العام وتأتي ذكرى ثورة الأحرار، وتتعاقب الأيام، وتتوالى مجريات الأحداث وتتجدد المواقف النبيلة والوقائع العظيمة، لكن تبقى العزيمة لدى ثوار ثورة تشرين المجيدة، الأكثر إصراراً وتحدياً وصموداً بالتعبير عن صدق الانتماء والإباء والشموخ الراسخ الذي روي بدماء الشهداء الأبرياء، والثابت على القيم العظيمة والمبادئ العريقة والأخلاق الحميدة، والإصرار على مواجهة كل التحديات والمؤامرات لانتزاع الحقوق والاستمرار بالمطالبة على عودة العراق إلى أهله النجباء ونصابه وموقعه المعروف عند الخصوم والأعداء قبل المحبين والأصدقاء، وطرد الخونة والجواسيس والعملاء والسراق، ليقتحم هؤلاء الشباب الموت المكتوب المحتوم بكل تحد وإصرار وإرادة حتى يرفع صوت الحق ضد الباطل ويزهق، تلبية لنداء الوطن الغالي المكلوم رافعين بأيديهم الأعلام العراقية الخفاقة، يشغفون النصر والفتح المبين للخلاص من أعداء الله والعراق والأمة والإنسانية جمعاء، في أقرب وقت وفرصة متاحة وفي كل مكان من بقاع بلاد الرافدين أرض الأنبياء والأولياء والرسل، وهم يواجهون الصعوبات والمحن والنار والرصاص الغادر بصدور عارية، إلا من الإيمان والحق، ينادون بأعلى الصوت، العزة والكرامة والمجد ونيل الحرية والعدالة الاجتماعية وتحقيق ونشر الود والألفة والمحبة والرحمة بين الجميع، لتشرق شمس العراق من جديد ويرفع عن الشعب حاجز الخوف والفرقة والفتنة والعدوان لطي صفحات السنين العجاف التي مرت على العراقيين، وقد عاشوا فيها الذل والمهانة والانحطاط والعبودية.

إن موقف الشعب العراقي اليوم والجماهير الأبية، لدعم شباب ثورة تشرين المجيدة هي رسالة جديدة متبادلة معبرة عن صدق الانتماء والشرف العظيم لنصرة الحق ضد الظلم والجور الذي يتعرض له أبناء العراق، وانطلاقاً من العلاقات الوثيقة المتينة الصلبة بين أبناء الشعب العراقي الصابر الواحد الموحد، والدعم اللامحدود للثوار والثورة من قبل الجميع، رجالاً ونساء وأطفالاً، معبرين عن الفرح والإسناد والتضامن لمواجهة العصابات والميليشيات الإيرانية التابعة إلى الأحزاب الفاسدة، بعد أن عملت تلك العصابات الرسمية وبكل ما بوسعها من الطرق والوسائل لبث السموم والفتن وإشاعة ثقافة القتل والانتقام وتشويه الحقائق والعلاقات الإنسانية المتينة بين أبناء الشعب العراقي الواحد المبنية منذ قرون من الزمن على أواصر الوعي والبصيرة في مواجهة أعداء الأمة.

عندما يدعو أهل العراق وينتخوا بعضهم البعض بكل فخر ومحبة واعتزاز وبهجة للحضور إلى التظاهر والتجمع في الساحات للمطالبة بعودة الوطن، والتعبير عن وحدة العراقيين ووحدة الصف ونشر الفرح والسرور الذي يغمر قلوب الشعب ليزداد رفعة وسمواً وعنفواناً، وبالرغم من كل الظلم والمعاناة التي مرت عليهم، واثقين من أنفسهم وخطواتهم والمشروع الذي خرجوا وتضامنوا لأجله، رؤوسهم مرفوعة وهاماتهم شامخة كالجبال في الصبر والصمود الأسطوري والثابت، أوفياء للعهد الذي قطعوه على أنفسهم لإخوانهم ورفاقهم شهداء ثورة تشرين والجرحى والمغيبين في سجون ميلشيات الأحزاب الفاسدة، تلك هي المواقف النبيلة والصور المعبرة الجميلة والمشاهد المبهجة السعيدة.

التاريخ المشرق المشرف، سيكتب موثقاً للأجيال اللاحقة، تلك الأحداث والمواقف وما جرى من حكايات وقصص، بأحرف من نور تبقى خالدة إلى الأبد.
سلام عليك يا عراق الثائرين الصابرين.
سلام عليكم يا شهداء ثورة تشرين.
سلام عليكم يا جماهير العراق الأبية الداعمة المساندة.
سلام عليك أيتها الماجدة العراقية الثائرة.




الخميس ١٩ ربيع الاول ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمود رشيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة