شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد تابع العالم ومن ضمنه المجتمع العربي الانتخابات الأمريكية لأنتخاب الرئيس الامريكي، وكان الكل مشدوداً لما يطرح من خلال وسائل الاعلام ، وكان المحللون يدلون بآرائهم وحسب أهوائهم وخلفياتهم السياسية ، ولكن يبقى الاساس هو ما يمكن فهمه من الواقع الأمريكي ومؤسساته الفاعلة ، حيث رأى العالم وعلى وسائل الأعلام كيفية الديمقراطية التي يتشدق بها دعاتها والمطالبين بتصديرها الى الدول الأخرى بحسب تمنياتهم ، وقد كنا نرى كيف يتم التسقيط اللاأخلاقي واللاسياسي بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري ، وقد فهمنا بأن كلا المرشحين لايتصفان بأدنى أخلاقيات الديمقراطية الحقيقية ، فالديمقراطية تعني حب الآخر والتمني له بأعلى مراتب التقدم والانسانية.

ولكن الحقيقة هي عكس ذلك فكلا المرشحين كانا يتصيدان مثالب المرشح الآخر ، أضافة الى كل ما تقدم فأن الأثنيات التي يتكون منها المجتمع الامريكي أوضحت بشكل لايقبل الشك ، بأن هذا المجتمع –اي المجتمع الأمريكي - هو عبارة عن تجمع غير متجانس لعدد من البشر ينتمون الى عرقيات وأثنيات مختلفة غير متجانسة ففيهم الأمريكي الأصل وفيهم اللاتيني الأصل وفيهم العربي الأصل وفيهم الآسيوي الأصل وفيهم الهندي الأصل ومنهم الاوروبي الأصل ، وعلى هذا الأساس " كل يغني على ليلاه " كما يقول المثل العربي ، فكيف لمثل هذا المجتمع " اللملوم " يستطيع أن يتحكم بمصير شعوب وأمم مهمة كان لها دور مهم في صنع تاريخ الحياة مثل الأمة العربية التي علّمت البشرية ما لم تعلم .. ؟ 

فقد علمتها الكتابة والقانون وحب الأنسانية.وبناءاً على ما تقدم أستطيع القول بأن على الشعوب الحية مثل الأمة العربية أن تفهم جيداً بأنها تستطيع أن تصنع مجدها بنفسها ، ففي وحدتها واعتماداً على طاقتها البشرية والطبيعية تستطيع أن يكون لها دوراً مهماً في سياق الحياة البشرية ، ففي وحدتها قوتها ، فهي تملك أفضل المواقع الجغرافية على خارطة العالم ، كما أنها تملك الطاقة الفاعلة من نفط ويورانيوم وذهب ، وطاقة بشرية أقتصادية وزراعية هائلة.فأذا ما توحدت وكان لها دور سياسي مهم على صعيد العالم ، ووحدت قوتها البشرية والعسكرية واستطاعت أن تصنع كل ما تحتاجه بما فيها أعلى مفردات التكنولوجيا العسكرية والصناعية ، فأنها ستكون تحت ضوء الشمس وليس في الظلام.

فهل أن ديمقراطية الامريكان الفوضوية التي فشلت في بلدانهم يمكن أن تنجح في بلداننا ؟ هذا ما قاله ثوار تشرين في العراق عندما قالوا ( نريد وطن ) وأي وطن فهو العراق الذي تعرض لاعتى هجمة وحشية في التاريخ متمثلةً بالأحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي الذي أحرق الأخضر واليابس وأزال مدناً كانت حواضر تاريخية من الوجود كالموصل وصلاح الدين والأنبار والفلوجة ، وأستطاع بواسطة الخونة والعملاء أن يشوه تاريخ عاصمة آخر دولة عربية متطورة بغداد حاضرة الدنيا وأم الشرق.وبذلك فأن دماء ثوار تشرين شباب العراق ومناضليه هي التي صنعت ديمقراطية الدماء العراقية في انتخاب العراق ومناضليه وتاريخه ومستقبله ، فاي الديمقراطيتين هي الأصح ؟ ديمقراطية القاتل والخائن والمحتل ؟ أم ديمقراطية المناضل العراقي ضد الخونة والفاسدين.وعذراً لأبي الطيب المتنبي لأنني سأضع بغداد بدلاً من مصر بقوله :
نامت نواطير بغداد عن ثعالبها وقد بشمن وما تفنى العناقيدُ






الثلاثاء ١ ربيع الثاني ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٢٠ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أحمد فتحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة