شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
( إنَّ اللهَ اشْتَرى مِن المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وأَموالَهُم بأنَّ لهُم الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللهِ فيَقتُلونَ ويُقتَلونَ )
صدق الله العظيم

ببالغ الحزن وعميق الأسى، ننعى المناضل العربي الغيور حسين قيس، عميد الأسرى العرب في أقفاص الأسر الفارسية.والذي أُسِر خلال معركة قادسية العرب الثانية المجيدة.حيث كان البطل ( أبا علي ) يقاتل على الحدود الشرقية للأمة مع اخوانه العراقيين والعرب.لقد أبلى المناضل حسين بلاءً حسناً مع رفاقه من مناضلي البعث على امتداد جبهات القتال مع العدو الفارسي.كان الفقيد البطل مثالاً للإقدام والمواجهة والتحدي، في قتال شرس استمر لسنوات، برهن من خلالها على وحدة الدم العربي، والأرض العربية.

لقد تمسك المناضل ( أبا علي ) بعروة العروبة الوثقى، بعروة الصدق والتضحية والأمانة وبذل النفس في سبيل الدفاع عن الأرض العربية أينما كانت.فتقدم الفقيد ببندقيته مع رفاقه الآخرين للذود عن حياض العروبة، عن الحدود الشرقية للأمة العربية.وهكذا رابط المناضل حسين مع أخوته من أبناء الجيش العراقي الباسل، ومع رفاقه المقاتلين من أقطار العروبة.ورغم اسره الذي زاد على العشرين عاماً الا انه كان مثالاً للأسير الصابر المحتسب بقوة ارادته وعمق ايمانه بالحق الذي من أجله يقاتل.فكان بحق عميداً للأسرى العرب، عميداً في ايمانه بعروبته وانتمائه للأمة، كان عميداً في شجاعته وتضحيته.

انَّ كل عربي أصيل لابد له أن يفتخر ويتباهى بهذا المناضل الفذّ، رغم ما يغمر النفوس من حزن وألم لرحيل هذا البطل العربي المقدام.انَّه الفخر والاعتزاز الذي يشعر به كل عربي غيور، فقد كان المناضل الفقيد قدوة في عروبته، وفي ايمانه القوي الذي لا يتزحزح بوحدة الأمة، في ترابها الطاهر، وفي تاريخها ووجودها ومصيرها الواحد.ومن خلال هذا الإيمان الذي يملأ نفسه، كان يبرهن على أنَّ العرب متوحدون في عقولهم وقلوبهم وفي أرواحهم، وأنَّ الحواجز والأسلاك الشائكة التي وضعها المستعمر لتجزئة الأمة وتفريق العرب، لن تقف عائقاً أمام وحدتهم في الوجدان وفي الروح.من هنا انبرى الفقيد رحمه الله مع رفاقه في البعث الخالد في التصدي للعدوان الفارسي على أرض العراق الطهور، فاندفعوا كالليوث مع اخوانهم العراقيين على امتداد جبهات القتال.وهكذا كان للعرب الغيارى دوراً في القادسية الثانية المجيدة قدموا مئات من الشهداء والجرحى ومثلهم من الأسرى في أقفاص الفرس.ولم يتوقف أبناء العروبة الأشاوس عن القادسية وحسب، بل كان لهم دوراً مشهوداً في التصدي للعدوان الثلاثيني الغاشم على بلدهم العراق، ولم يكن دورهم القتالي في التصدي للغزو الأمريكي الغاشم بأقل من ذلك.فقد تعطرت أرض العراق الأبيَّة بالدم العربي الزكيّ، على امتداد أرض الرافدين الطهور.

هكذا كان المناضل الفقيد ( أبا علي ) مأثرة من مآثر أبناء العروبة في كل مكان، انَّها مآثر بطولية خالدة عبر الزمان، تؤرخ له ولرفاقه الآخرين عن نخوتهم العربية وشهامتهم التي ليس لها حدود وهي شهادة حية على وحدة الامة مهما تكالبت عليها مؤامرات الاعداء.

واليوم ونحن نُبكي الفقيد عميد الأسرى العرب رحمه الله تعالى، والذي تُبكيه الأمة كلها، يبكيه رفاقه في العراق وأقطار الأمة المرابطين في سوح النضال والمجاهدة حتى تحقيق النصر المؤزر على الفرس الصفويين وأذنابهم القابعين على صدور العراقيين.


نقول للمناضل الفقيد الذي وافته المنية يوم امس في لبنان، نَم قرير العين يا أبا علي، وسلام على روحك الطاهرة، فقد أدَّيت ووفَّيت خير وفاء للقيم والمباديء التي آمنت بها، ومن خلالها أثبتَّ بالفعل البطولي الجريء أنَّ أمتنا العربية أمة واحدة وأنَّها ذات رسالة خادة.وكفاك فخراً وشرفاً وعِزَّاً ورفعةً أنَّك من رجال البعث الغيارى، رجال الأمة الأصلاء.

نسأل الله أن يتقبل الفقيد المناضل حسين قيس في عداد الشهداء الأبرار، وأن يُجزه خير الجزاء لما قدَّمة لأمته من مآثر في الشجاعة والتضحية والفداء.

وتحية الى شهداء البعث والأمة العربية المجيدة الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمتهم وحزبهم المناضل وفي مقدمتهم الرئيس القائد صدام حسين والرفيق عزة ابراهيم الامين العام والقائد الاعلى للجهاد والتحرير رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته.


مكتب الثقافة والاعلام القومي
١٠ / ١ / ٢٠٢١






الاحد ٢٦ جمادي الاولى ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / كانون الثاني / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مكتب الثقافة والاعلام القومي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة