إن حقيقة الصراع القائم بين الشعب العراقي والسلطة القذرة هي حول تحقيق مطالب الجماهير المشروعة، فالشعب لم يخرج للنزهة وإنما خرج ليقول كلمة حق بوجه سلطان جائر لا يعرف الحق، إنها مطالب شعبية من أجل تحرير العراق وتحقيق طموحات أبنائه.

ولكن السلطة تمادت في طغيانها وأهملت مطالب الجماهير وراحت تقوم بعملية تدوير النفايات وتستعرض حميرها واحداً تلو الآخر ليكون سيد الغابة في المنطقة الغبراء من أجل نهب العراق وبيعه للأعداء وقتل شعبه لأجل أن يحيا أسيادهم الأشرار.

عقدين من الزمن تقريباً والشعب العراقي يعاني جراحاً ويزداد أنيناً في ظل سياط الجلادين لإسكات صوت الانتفاضة الحرة ضدهم التي انطلقت من عمق الجماهير الفقيرة التي لا حول لها ولا قوة سوى أنها وقفت بكل شجاعة وصلابة بوجه هؤلاء الخونة والعملاء الذين نسجوا موال بقائهم على الخديعة والكذب والمطاولة بإلهاء الشعب في كل مقولة جديدة لتخدير الفقراء وفق أهوائهم وخطط أسيادهم الصفويين والصهاينة.

إن الجماهير الثائرة مستمرة في رفضها للانتخابات المزيفة وغير الشرعية، لكل من ترشح ووُلِد من بقعة الرذيلة والفساد، وبكل قوة وصلابة وعنفوان ستقف الثورة بوجه كل فرد ذيل لإيران وأعوانها ولا تريد قائداً لها إلا من صفوف الجماهير وابنا باراً بها من صلبها ورحمها، وأنها ستبقى يداً بيد مع أبناء الشعب أكثر قوة وصلابة لتحقيق هدفها النضالي من أجل تحرير العراق واسعاد شعبه الأصيل.

إن ثورتنا بحشودها الشعبية نساء ورجالاً، طلاباً وموظفين، ومثقفين وبسطاء وفلاحين ستستمر بإذن الله، وستقف ضدهم إلى أن يركعوا ذلاً لمطالبهم مهما كانت التضحيات الجسام.

وما الشهداء الأبرار الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم إلا ديمومة لاستمرار مسيرة النضال والجهاد عبر الانتفاضة المباركة لأنها انتفاضة الحق ضد الباطل لتحقيق النصر المؤكد، وما النصر إلا من عند الله.