شبكة ذي قار
عـاجـل










الفارق شاسع جداً بين العرَّابين في مجالات الثقافة والعلم والأدب وبين عرَّابي الجهل والتخلف والهبوط والتردي، هذا البعد تُبصره القلوب والعقول وتراه العيون واضحاً جليَّاً.لقد صحت الدنيا قبل أكثر من ألف عام ونيِّف على اشراقة الحضارة والعلم والأدب من أرض الرافدين، بفعل عرَّابي الحضارة العربية من علماء العرب.ولم يعرف تاريخ العراق القديم منه والحديث هذا المستوى من العرَّابين الجدد للجهل والتخلف والاتِّضاع، إلَّا اليوم بعد الغزو الغاشم والاحتلال الاجرامي للعراق الأبي.فقد كان في العراق قبيل هذا التاريخ، رجال من النخب السياسية والثقافية والأكاديمية والعلمية، يتسابقون في تقديم الانجازات الحضارية في كل مجالات الحياة.وأولئك نسميهم بـ ( عرَّابي ) الخير، أمَّا الهابطون اليوم فنسميهم بـ ( عرَّابي ) الشرّ، الذين تحركهم أحقادهم وأضغانهم، ومطامعهم لتقديم كل ما هو في جانب الخراب والهلاك والفساد للبشر والشجر والحجر.هؤلاء العرَّابين الأشرار أياديهم ممتدة لكل شرّ وخبث وخراب في البلاد والعباد، استرخصوا الانسان العراقي وبعثروا وجوده، واستهانوا بقيمه ومعارفه.وشجَّعوا على استشراء مغيبات العقل والوعي، شجعوا على تخلف الانسان العراقي، والمجتمع ككل، وعادوا به الى الوراء لمئات السنين.في حين أنَّ الانسان، أي انسان في أي مكان وزمان تتنامى عنده المعرفة باستمرار، وهو يسعى دائماً الى هذه المعرفة مجبولاً بالفطرة، وما اكتسبه من أسرته وبيئته.فالمعرفة ذات أهمية قصوى في حياته، لذلك فالإنسان يُقبِل عليها لأنَّه تحقَّق من جدواها، من هنا نراه ميَّالاً للمعرفة دائماً.وهي تقوده الى الوعي والتحكم في سلوكه وطِباعه.وهكذا تغيَّرت الشعوب والأمم بفضل هذه المعرفة التي من خلالها تطورت الحياة وارتقت.هذا ما كان في عهد الدولة الوطنية ونظامها، أمَّا اليوم فلا نرى بارقة أمل في تطور المواطن العراقي في ظل شرذمة من المتخلفين والجهلاء الذين ( تسلطنوا ) على العراقيين الأُباة.

كانت الدولة العراقية في عهدها الوطني المجيد تُحشِّد كل الجهود والامكانات والخبرات المتيسرة، لتقديم أفضل الخدمات في التعليم والمعرفة والثقافة الوطنية الصالحة، وبأيسر الطرق لتكون في متناول كل أبناء الشعب العراقي.حيث كان النظام الوطني المبارك يَشُّد بالعراقيين في خطوات متقدمة ومتسارعة باتجاه العلم والمعرفة، لاستيعاب التطور المذهل الحاصل في العالم.وقد حظي النظام التعليمي في العراق، بالأولوية والأهمية البالغة في أهداف القيادة الحكيمة آنذاك، فكان فائقاً في الكفاءة والجودة باعتراف المنظمات والهيئات العلمية ذات الاختصاص في العالم.في عهد رجال العراق الغُرِّ الميامين أُنشِئَت مدارس ومعاهد وكليات في غاية الرقيّ، يعمل فيها أساتذة وتدريسيُّون أكفَّاء، هم قدوة طيبة في وطنيتهم وسلوكهم وفي براعتهم العلمية والتربوية وسيرتهم الأخلاقية.ولكنَّ هؤلاء المُكرِهون المتخلفون يصمُّون آذانهم عن كل مأثرة في الخير واسعاد الناس، أصمّ الله صَداهم، ويُغمضون أبصارهم عن منابر العلم والمعرفة، لكنَّهم يفتحون عيونهم العِمي للجهل والتخلف والضلالة، وينصتون لمنابر الدجل والفتنة والكذب، التي صَدَّعوا رؤوس الناس بها.هؤلاء الرِّعاعةُ لا يتحدثون إلَّا مع أنفسهم، ولا يسمعون إلَّا صدى نعيق أصواتهم النشاز، لذلك فمن الصعب أن يرعووا، وصعب جداً أن يفهموا، لأنَّهم مولعون بالكذب والافتراء والمراءات التي يُعجِز العقول ويشُّلها، ويسّد العيون ويُغمضها، ويُطبِق الصدور ويخنقها.عشقهم للكراهية أفقدهم القدرة على الرِضا والقبول بالحقائق والوقائع الملموسة الثابتة.وتالياً فهم في وادٍ والتعليم في وادٍ آخر.من هنا فلا غرابة في موقفهم من التعليم والمتعلمين، فنجاح رجال النظام الوطني الأوفياء على مدار ثلاث عقود في كل ميادين الحياة، لا يسعدهم، بل يبغضهم ويزيد في حقدهم وكراهيتهم، ليس للنظام الوطني ورجاله حسب، بل لكل العراقيين الشرفاء.وتبقى انجازات العراقيين الأماجد في عهد دولتهم الوطنية هي فخر لكل عراقي نجيب على أرض الفراتين الغالية.

يُضاف الى ما سبق فالنظام الوطني كان يسعى جاهداً لبناء وتطوير التعليم بكافة مستوياته، وأولى هذه المساعي هو الانجاز الكبير في اصدار قانون مجانية التعليم، بكافة مراحله الدراسية من المرحلة الابتدائية وحتى الدراسات الجامعية العليا.لم تكن مجانية التعليم حقَّاً فردياً، وانَّما هو حقٌّ للمجتمع.لقد اعتبرت الدولة الوطنية أنَّ التعليم في حقيقته، لا يعني تقديم خدمة لفئة معينة من الشعب، ولكنَّه قضية أمن وطني وقومي.لأنَّ التعليم أحد الأسلحة الأساسية في الهجوم المقابل على الجهل والتخلف والتطرف الديني والعرقي.وهو الوسيلة الأمثل لإعداد أجيال جديدة تنهض بالعراق وقادرة على قيادة مسيرة التنمية الظافرة في كافة المجالات.لذلك تم اعداد النظام التعليمي في العراق لكي يهيئ فرص التعليم والتفوق والرُقيّ لجميع الطلبة والدارسين من أبناء شعبنا العراقي الماجد.من خلال منظومة من التوجهات الأساسية التي تعزز امكانات التفوق والابداع والتطور بما يتماشى مع خطة الدولة في تحقيق التنمية النهضوية الشاملة.وهو ما يتطلب بناء المهارات العقلية والعملية المطلوبة، ابتداءً من الطفولة المبكرة حتى سن ومراحل عمرية مفتوحة.هذا في جانب الطلبة والدارسين، وفي الجانب الآخر تجري عملية تأهيل المعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعات للقيام بمهمة التعليم على أكمل وجه.وبذلك تكون هذه المهمة الوطنية والأخلاقية والتربوية هي المساعد والمعين في تعزيز امكانات الابداع والابتكار لدى شريحة واسعة من المجتمع العراقي.لم يتوقف دعم الدولة الوطنية لهذا المفصل الأساسي والحضاري في الدولة، حتى في سنوات الحصار الجائر على شعبنا العراقي.بل استمر هذا الدعم متواصلاً دونما هوادة أو فتور، وكما تقدم معنا فقد عَمَّقت الدولة ورَكَّزت على تهيئة نموذج المعلم والمدرس والأستاذ المتفاني والمجتهد والكفوء، ليقوم بهذه المهمة الوطنية الغالية.انَّ مجانية التعليم لم تقف عند حدود معينة في الدعم المادي بتوزيع القرطاسية والكتب وكل لوازم الدراسة مجاناً، انَّما يتعدى ذلك بكثير، حيث أنَّ مجانية التعليم توفر الآلية الضرورية لاكتشاف قدرات أبناء المجتمع العلمية والأدبية، وعدم حرمان أي فرد من فرصة التعليم.ذلك لأنَّ الحرمان من التعليم بسبب العوز والفقر وعدم تكفّل الدولة بتعليم كل أبناءها، يعني حرمان قدرات وطاقات نخبة من أبناء المجتمع الأذكياء والموهوبين والمبدعين، لمجرد عدم قدرتهم على دفع تكاليف تعليمهم.وهو حالهم اليوم في ظل الحاكمين من المتخلفين والمنحدرين، حتى استشرت الأُميَّة بين أبناء المجتمع دونما استثناء في المدن والقرى والأرياف.

وما يجري اليوم حيث يحكم البلاد هؤلاء الهابطين والمتسللين الأوباش، حيث تحولت المدارس الى بيئة منفرة يعافها التلاميذ ويهربون منها.ويمتنعون عن الذهاب الى مدارسهم ويتمنعون عن مواصلة تعليمهم، لأنَّ هذه المدارس قد تحولت الى بيئة طاردة أكثر منها جاذبة للدارسين.فالعلم والتعليم هما كالبذور تماماً، فالبذور لا تنبت إلَّا في تربة صالحة للإنبات تحتضن البذرة وتستقبل المياه التي ترويها، فتخرج الى الدنيا نباتاً وافر الأوراق والثمار.وهكذا هما العلم والتعليم، فالمدرسة يجب أن تتوفر فيها شروط المؤسسة التربوية الأقرب الى النموذج.أمَّا المدارس اليوم وفي حالها البائس فهي تبتعد كثيراً عن النمط والمنهج التربوي السليم.ولسنا نغالي إذا قلنا أنَّ في العراق اليوم بقايا من مدارس وبقايا من تعليم.فهؤلاء المتخلفون هيمنوا بشكل كامل على التعليم والجامعات في العراق.ووقفوا بالضد من أي نشاطات علمية وثقافية وفنية، ومنعوا اقامتها في صروح الجامعات، إلَّا ما كان له علاقة بالقضايا الطائفية المقيتة.والتي تخدم مصالحهم الخبيثة ولا تتقاطع مع أهدافهم الشريرة.وقد وصلت بهم السطوة والطغيان الى معاداة ومحاربة الأساتذة الملتزمين بأخلاق ومبادئ وقيم العملية التربوية على أصولها ونهجها السليم، فاتخذوا من أسلوب الوعيد والتهديد سلوكاً يلازمهم بأعذار وحجج جاهزة منها؛ ارتباط هؤلاء الأساتذة بالنظام الوطني السابق.وقد اغتالوا عدد كبير من هؤلاء الأساتذة في وضح النهار.وتم استبعاد الكثير منهم وتهجيرهم قسرياً.فالحاكمون من أحزاب الشرّ أدركوا أثر التعليم وأهميته وخطورته على وجودهم، ودور الجامعات في العراق، كما أنهم عرفوا أهمية احتواء هذه الجامعات والمؤسسات التعليمية والتربوية الأخرى.فأقحموا أفكارهم الظلامية الطائفية ونشروها، ورَوَّجوا لكتبهم الضلالية العقيمة وسَخَّروا كل الامكانات المادية والمعنوية لتسهيل تداول هذه الكتب ونشرها بين صفوف الطلبة والدارسين.وفي ظل هذه الأجواء الضبابية المشحونة بالطائفية تحوَّلت الجامعات الى حاضنات لتفريخ طلبة وأساتذة يسيرون وفق نهجهم الظلامي.وعلى العكس من ذلك كانت الدولة الوطنية وبدافع من تقديرها للعلم والتعليم ودور الجامعات في هذا الإطار، عند ذاك تحوَّلت الجامعات الى منابر للعلم والأدب، ومراكز للبحوث والدراسات تشجع الدارسين على التحليل والاستقراء والنقد الواعي الذي يغرس في عقولهم طاقة الابداع الخلَّاقة والمنتجة.ويشجعهم على القراءة والاطلاع والبحث.

وعلى هذا النحو الذي عرضناه فقد كانت الجامعات العراقية هي الرافعة الكبيرة للنهضة والتقدم في كل التخصصات الثقافية والعلمية، واعتادت الجامعات على تنفيذ برامج ولقاءات مفتوحة مع الأساتذة بمشاركة الطلبة، وهذه الجلسات والمناظرات لا تقتصر على المناقشات الضيِّقة في حدود المقررات والمناهج الدراسية.بل تتناول ما يشغل الطلبة من توجساتٍ وهمومٍ وطموحاتٍ وأمانٍ مستقبلية.كل ذلك كان يشمله التنظيم والتخطيط والتشجيع من الدولة الوطنية، وهذا كله يسهم في بناء الانسان السويّ، والمجتمع ككل والدولة الحديثة.ونود الاشارة الى قضية هامة، وهي أنَّه لم يكن هناك أحد من الدارسين يشعر بالـ ( دونيَّة ) بالمقارنة مع أقرانه من الطلبة، فالعدل والمساواة كانا حاضرَين في كل وقت ومكان.هذا ما كان في العهد الوطني لدولة العراق العظيمة.أمَا وقد حَلَّت على العراقيين السنوات العجاف في زمن المنحدرين المارقين، فقد هَلَّت بشائر القهر والضيم والتخلف والبدائية على هذا الشعب المكلوم.وكان للتعليم النصيب الأكبر من التردي والاتِّضاع، فقد دفعت التربية والتعليم والجامعات والمؤسسات التربوية الأخرى ثمناً باهضاً، بعد أنْ تحوَّلت هذه المؤسسات التعليمية الى منابر للفتنة والطائفية، والى ثكنات للحشود الميليشياوية المنفلتة والى دهاليز للمكر بأبناء الشعب، تحت أصناف من الترهيب والترويع والضغوط.ومن تلك الأساليب والوسائل الخبيثة تغيير المناهج الدراسية بما يتوافق وينسجم مع أفكارهم الضلالية وأهدافهم الشريرة.كما يحدث اليوم مما يسعون اليه بإضافة مادة تُدرس في مختلف المراحل الدراسية عن ( جرائم النظام السابق بحق التعليم ) !!.وكانوا قبلها قد ألغوا وأهملوا كتباً ومراجعاً ذات قيمة علمية في غاية الأهمية بحجة اتصالها بالنظام السابق!، فما كانت النتيجة؟ إلَّا بهذا التراجع السريع، والانحدار المريع في مستوى التعليم بل والانقطاع عن الحضارة العالمية.كل ذلك يجري لغايات شريرة ونوايا خبيثة تفضي الى شطب كل هذا الازدهار وذاك الابداع والابتكار والرقي الذي حققه نظام النخب والكفاءات الوطنية المخلصة طيلة ثلاث عقود من الزمن الجميل، في مجالات التعليم والبحث العلمي وفي تطوير الجامعات والمعاهد في العراق.ولا يفوتنا هنا أن نشير الى مسألة مهمة افتقدها التعليم اليوم مع ما فقد من أساسيات أخرى.وتتمثل في اعتماد الدولة العراقية في عهدها الوطني المخلص قاعدة بيانات متطورة وغاية في الدقَّة، هذه البيانات تستخدمها المؤسسات التعليمية على أوسع نطاق لتبيان ومعرفة عدد الملتحقين بالتعليم في مختلف المراحل الدراسية، بالمقارنة مع الاحصاء السكاني لمختلف الفئات العمرية، ومن خلالها يمكن متابعة هؤلاء الدارسين، وتقدير حجم ومقدار التكاليف اللازمة لهؤلاء الملتحقين بالدراسة، في كافة المناحي المادية والمعنوية والصحية والاجتماعية.كما تُمَكِّن هذه البيانات من استبيان أعداد المتسربين في مراحل التعليم المختلفة، لحصرهم واجراء الكشوفات اللازمة لمعالجة هذا التسرب بعد معرفة أسبابه.مع أنَّ الأرقام التي يتم الحصول عليها عن أعداد هؤلاء المتسربين لا تدعو للقلق، كونها أرقام بسيطة ليست ذا شأن.

نقول، انَّ هناك بَوْنٌ شاسع بين ما كان عليه العراقيون بالأمس في ظل النظام الوطني المجيد، وما هم عليه اليوم في كل مناحي الحياة.وليس فقط في مجال التعليم، فهؤلاء الفاسدون ليسوا من الثقافة والتعليم في شيء.فالتعليم والثقافة الصالحة مكَّبلة اليوم، عاجزة، فهما أسيرا الأفكار الضَّالة والمتخلفة، وتجري محاربتهما بكل الأشكال والألوان، ما أدى الى تآكل الطبقة المثقفة والمتعلمة، بعد أنْ جار عليها الفاسدون والرِعاع والمتخلفين.وهؤلاء الهابطون من الحاكمين اليوم يعلمون جيداً أنَّ خير وسيلة للتسلط على الناس واستعبادهم هو تجهيلهم ومحو ثقافتهم، وهذا لن يكون إلَّا بالإجهاز على التعليم وتهميشه، لذلك لا نستغرب حال التعليم الذي يعيش في غيبوبة وموت بطيء.حتى انكفأ المثقفون وانحسر المتعلمون، وهيمَن على المشهد التعليمي أصحاب منابر الهدم والفتنة، فاستشرت الثقافة ( الريزخونية ) على أوسع نطاق.
تلك كانت أحوال التعليم في العراق ما بين العرَّابين الأخيار في العهد الوطني المجيد للدولة العراقية، والعرَّابين الأشرار في ظل حكومة الفساد والتخلف اليوم.وبعد هذه الخلاصة القصيرة نتعرف على أسباب هذا المنحى الخبيث بإضافة مادة في الكتب المدرسية عن جرائم ( مآثر وفضائل ) النظام الوطني السابق، وهي كما نراها :

.أفرزت ثورة تشرين مجموعة من القضايا على الساحة العراقية، منها أنَّ هؤلاء الثوَّار بأعمار الشباب الباكر، فهم لم يعاصروا النظام الوطني السابق، ومع ذلك خرجوا بالملايين رافضين للعملية السياسية برمتها وليس للحكومة العميلة حسب، وهم أي الثائرون يُطالبون بنظام وطني مخلص يضمن لهم حقوقهم المشروعة ويكفل لهم كرامتهم وأمنهم ومعيشتهم بعزٍّ وإباء، وعيونهم تتوجه الى العهد الوطني بكل حيثياته، من خلال ما يتردد بين مسامع الناس.وعليه كما يرى هؤلاء الفاسدون لا بد لهم من محاولة تشويه صورة الرِّجال في النظام الوطني السابق.

.أصبح واضحاً للحاكمين الأوغاد أنَّ الشعب قد كشف خداعهم وتضليلهم للحقائق وخاصة فيما يخص العهد الوطني في زمن قيادة البعث للعراق، ولذلك وجدوا أنَّ الأمر أصبح خطيراً وعليهم تشويه وشطب انجازات رجال البعث الصِيد ومآثرهم الراقية من خلال هذا الأسلوب الرخيص.

.ومن مكرهم السيء أنَّهم يحاولون رسم صورة ضبابية معتمة عن النظام الوطني في عقول وأذهان الطلبة الصغار في مختلف المراحل الدراسية، وهو منحى خبيث يدل على التخبط واليأس والضعف والقلق الذي يعيش فيه هؤلاء المنحدرون الأوباش، بعد أنْ أصبحوا منبوذين مرفوضين من الشعب العراقي الماجد.

.وفي كل الأحوال فهذا الفعل الشائن لا يخرج عن كونه دعاية انتخابية قذرة ورخيصة، غايتها لملمة أصوات مَن في قلوبهم مرض من الخونة والعملاء والمهووسين والموتورين من أتباع أحزاب الشِرك والضلالة والشرّ.

وفي الختام نقول، انَّ تاريخ ومآثر رجال العراق الأشاوس في عهده الوطني المجيد، لن يستطيع هؤلاء الأشرار السير عليها بالممحاة، فهي محفورة في ذاكرة العراقيين جيلاً بعد جيل.قبل أن تكون أبراجها الشامخة المشيدة بالعرق والدم شاخصة للرائي.وليعلموا أنَّ محاولات الشطب لتاريخ العراقيين الأماجد لن تجدي نفعاً بعد أن قال الشعب كلمته الفصل، وبإذنه تعالى وبهمَّة أبناء العراق النشامى سَيُشْطَب الشَّطْب، ولن يتمكنوا من حجب نور الشمس بغربال!




الجمعة ٣٠ جمادي الثانية ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / شبــاط / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عباس العزَّاوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة