شبكة ذي قار
عـاجـل










في الخامس عشر من آذار ٢٠٢١، طلع علينا مقتدى الصدر بتغريدة من ثلاث صفحات بدأها بتعاطف كاذب مع شباب النجف المتظاهرين قائلا " إن اعمدة دخان الاطارات هي اعمدة الغضب التي تعتري صدورهم من جراء الفساد الذي حرمهم من الكرامة والسعادة وأدخلهم نفق الفقر والخوف والجوع والحرمان" ووصف مقتدى شباب النجف بأنهم "شباب يشعرون أن وطنهم سرق منهم" ثم سرعان ما انقلب على عقبيه بعد اسطر قليلة وطالب المتظاهرين بأن لا يحرقوا اطارات السيارات وأن لا يقطعوا الطرق وأن يكون "سلاحهم الورد وهتافهم الصمت"، كما طالبهم "بزرع الأزهار لتثمر الأشجار وينهض الاعمار وتنوّر الأفكار وتُبعد الأخطار".

هل يوجد استخفاف واستهانة بحقوق الشعب مثل هذه؟ الشعب جائع يبحث عن الخبز والكرامة ومقتدى يطالبهم بأن يكون سلاحهم الورد وهتافهم الصمت ؟؟؟

تغريدة مقتدى هذه تذكرنا بماري انطوانيت إبنة امبراطورة النمسا ماريا تيريزا وزوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر التي عاشت حياة باذخة ماجنة في قصر فرساي بينما كان الشعب الفرنسي يتضور جوعا، وعندما خرج الفرنسيون متظاهرين مطالبين بالخبز والكرامة قيل لماري انطوانيت إن الشعب جائع ولا يجد خبزاً يأكله، فردت بكل سخرية "إن لم يجدوا خبزا فليأكلوا الحلوى ".

وانتهى المطاف بماري انطوانيت بإن قطع رأسها ورأس زوجها الملك لويس السادس عشر بالمقصلة بعد نجاح الثورة الفرنسية عام ١٧٨٩، وبقيت جملتها عن الخبز والحلوى نموذجا للحاكم المتسلط الذي يجهل معاناة الشعب أو يستخف بها فيلقى مصيره المحتوم.

والمأساة تكون أعمق والسخرية السوداء تكون أمًرّ عندما يكون المتسلط الفاسد الذي يطالب الشعب "أن يكون سلاحهم الورد وهتافهم الصمت" مدعيا تمثيل الحسين ( ع ) وثورة الحسين ويتفاخر بأنه يلبس عمامة الحسين، متناسيا أن الحسين الثائر رفع السيف وليس الورد بوجه الظلم وصدح بالحق ولم يصمت.

ألا يستحق هذا المتسلط الفاسد المتخلف مصيراً مثل ماري انطوانيت؟ الجواب عند شعب العراق.

والله المستعان

بغداد / الخامس عشر من آذار ٢٠٢١





الاربعاء ٣ شعبــان ١٤٤٢ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بدر الدين كاشف الغطاء نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة