شبكة ذي قار
عـاجـل










تنص نظرية التطور لدارون على أن الحيوانات الراقية ومنها الإنسان قد نشأت كلها من بكتريا بدائية وحيدة الخلية، وهي بذلك تتقاطع تقاطعاً كلياً مع القرآن المجيد والإسلام الحنيف، حيث أن الله سبحانه وتعالى وفقاً للقرآن المجيد قد خلق الإنسان في أحسن تقويم أي دون المرور بمراحل تطور.

إن من يؤمن بنظرية تطور الخليقة هو إنسان ملحد وجودي، ونحن نقول بقناعات نهائية إن من آمن بغزو العراق طريقاً لتغير النظام والوصول للسلطة تحت أجنحة طائرات وصواريخ الغزو وفوق سرف دباباته وفتك أسلحته وجبروت قوته المتغولة فهو مادي وجودي ملحد يؤمن بنظرية دارون، وليس مسلم ولا ينتمي إلى الله بأي عنوان من عناوين الانتماء.إنهم اقتبسوا نظرية دارون في التطور لتطبيقها على سلطة الخضراء فسقطوا في الإثم مرتين.

شيعة ولاية الفقيه الفارسية ومنهجهم الكهنوتي الاحتلالي الاستيطاني للعراق والأمة العربية، اقتبسوا الكثير من مضامين نظرية دارون الإلحادية واعتنقوها، لأنهم وضعوا نصب أعينهم أن استلام السلطة من قوات الاحتلال سيكون هو البلورة التي بحجم بكتريا وحيدة الخلية التي لا ترى بالعين المجردة ثم ستنمو البلورة لتصبح ثنائية الخلية ويكبر حجمها ووزنها إلى أن تصير جرادة ثم ضفدعة ثم قرد.وينمون هم معها نمواً دارونياً حتى تصير السلطة الاحتلالية كائن راقي مثل الفيل والإنسان.

ونظرية تطور السلطة وفقاً لحيثيات نظرية الخليقة التي يتبناها العالم الملحد الوجودي هو بالضبط ما قامت عليه تحالفات شيعة إيران، خونة العراق عملاء الماسونية والصهيونية مع غزاة العراق ومحتليه ظناً منهم أنهم سينتقلون تدريجياً تحت حماية قوات الغزو والاحتلال حتى يصير العراق كله كائناً متكاملاً يخضع لسلطتهم الممثلة للاحتلال الإيراني الاستيطاني.

ما جعلني أربط بين نظرية دارون للنشوء من وحيدة الخلية هو ما يروج له الآن من أن مقتدى الصدر سيتبنى سلطة الأغلبية وليس سلطة التوافق، سلطة الأغلبية إن حصلت فهي نمو سياسي وإنضاج للعملية الاحتلالية السياسية ينقلها من مرحلة الجرادة والضفدعة إلى مرحلة القرد، وهذه هي سنة نظرية التطور.

إن من يصدق بطروحات مقتدى يمكن أن يجنح به الخيال ويقع في سراب أن العراق صار بريطانيا مثلاً، حيث سيكون هناك في الخضراء برلمان وحكومة ظل معارضة في البرلمان وحكومة أغلبية هي من الكتلة التي فازت بعدد أكبر من مقاعد البرلمان.

هذا محال أن يحصل يا سادة، نقول محال أو مستحيل لأن طبيعة المنتج الأمريكي تقتضي الطائفية والمحاصصة، ولأن كل الأطراف المتصارعة على نتائج الانتخابات تنتمي للبيت الإيراني المحتل، وصراعها كمثل صراع الديكة سينتهي بالعراق إلى المربع الأول كما يقال.

عموماً، حتى لو تشكلت حكومة أغلبية فهي بنت الاحتلال وصنيعته ولن تخرج بالعراق والعراقيين إلى أي بر خارج سلاح المليشيات وعمالة الأحزاب الفارسية منها والصهيونية، ولن تقف عجلات الفساد بل تكبر وتتغول حيث تحولت إلى مظهر من مظاهر المنتج الأمريكي المسخ الإجرامي.

وإذا كانت نظرية تطور دارون قد أغشت أبصار البعض ببعض الأدلة المعملية والنظرية فإن نسخها على العملية السياسية وهم وخرافة، لأن العملية السياسية هي نتاج غزو العراق، وغزو العراق له أهداف محددة من بين أهمها أن يصير العراق مللاً ونحلاً ودكاكين وعصابات ومافيات وكيان خانع للكيان الصهيوني، وجفت الأقلام.

الأمل بالله ثم بشعب العراق وقواه الوطنية، إذ هي لوحدها من ينقذ العراق وليس مقتدى ولا عمار ولا هادي ولا نوري، فهؤلاء محض أدوات بيد إيران التي تحتل العراق شراكة مع أميركا.




الثلاثاء ٣ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة