شبكة ذي قار
عـاجـل










ويساهم في إضعاف موقع منافسها الفكري الذي يستمد قوته ليس فقط من طهران ، بل من مدينة قم أيضا ، ويمكن القول أن فترة ما بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق كانت فترة التطبيق العملي لكافة الأهداف والاستراتيجيات التي رسمها قادة الفكر في ايران وقادة صنع القرار بخصوص ما يسمى بتصدير الثورة والسيطرة على العراق والتي سبق الإشارة اليها حيث استطاعت ايران خلال هذه المرحلة ومن خلال الطابور الخامس من إيرانيين متواجدين في العراق بصورة شرعية وغير شرعية ، ومن عراقيين موالين لها ، ومن المنظمات المسلحة مثل فيلق القدس وفيلق بدر بالإضافة الى الفصائل التي انشقت على التيار الصدري بدفع من ايران لإضعافه وترويضه ، وعدد كبير من المنظمات الإيرانية العاملة في مجالات مختلفة ، ولابد من القول تعتبر ايران المستفيد الأول من الاحتلال الأمريكي للعراق ، وإسقاط نظامه الوطني القومي الذي ظل يناطح ايران لسنوات ويحول دون تمددها الإقليمي ، وقد ساهمت إيران بشكل فعلي في الاحتلال الأمريكي للعراق بواسطة خلايا فعالة وقوى مدربة عسكرياً واستخباراتيا لصالح القوات الأمريكية الغازية في مراحل الاشتباك المختلفة ومن ذلك تأمين خطوط الإمداد والتموين للقوات الأمريكية وتعزيز تقدمها نحو بغداد وهنا لابد من الإشارة الى الدور الخسيس الذي كان يقوم به أبو مهدي المهندس ببرنامجه اليومي - حرب تحت السيطرة - الذي يبثه من خلال قناة سحر الإيرانية اثناء الغزو والاحتلال الامبريا صهيوني ٢٠٠٣ ، والقيام بإشاعة الفوضى والنهب والقتل لإرباك الوضع في الداخل والتأثير على أداء القوات العراقية في الدفاع مما ساعد في تسهيل مهمة القوات الأمريكية والمتحالفين معها ، قد أقرّ القادة الإيرانيون بذلك وخلال النصف الأول من عمر الاحتلال الأمريكي للعراق استطاع النظام الإيراني من خلال أجهزة مخابراته الهيمنة بشكل كامل على معظم المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، من خلال بعض عناصر المجلس الأعلى ألمرتبطة بأجهزة المخابرات الإيرانية واستطاعت ايران خلال هذه الفترة تغذية حالة عدم الاستقرار الأمني في العراق حيث لعبت دوراً مهماً في دعم الميلشيات المسلحة التابعة للحرس الثوري بالسلاح والمال ، وذلك بفتح مؤسسات وشركات وهمية استخدمت للتغطية على عمليات القتل والخطف والتهجير المنظم بهدف إشعال الحرب الطائفية والمذهبية ، وعملت هذه الشركات تحت غطاء البناء وأعمار المراقد المقدسة وشركات نقل الزوار الإيرانيين {{ شركة الكوثر والنور ودار القرآن }} ، إضافة الي شركات ومؤسسات أخرى عملت في المجال الصحي والهندسي والثقافي {{ تجاوز عدد هذه الشركات الوهمية أكثر من ٣٠٠ شركة كبيرة ومتوسطة وصغيرة }} وان معظم هذه الشركات تفتقر الى الاطار القانوني ، ولمعظمها ارتباط واضح بالسفير الإيراني في العراق وبقنصليتها المنتشرة ، حيث تجاوز الوجود الاستخباري الإيراني في العراق تحت غطاء العمل الدبلوماسي السياقات البروتوكولية المعمول بها وفق القوانين الدولية بين الدول حيث وصل عدد القنصليات الإيرانية في العراق إلى ستة قنصليات منتشرة في محافظات عراقية في الشمال والوسط والجنوب وعلى النحو التالي {{ بغداد – البصرة – السليمانية – أربيل – النجف – كربلاء }} ويهدف هذا التواجد إلى التحكم بالوضع الأمني والسياسي والتدخل بالشؤون الداخلية للمحافظات واستخدام مقرات القنصليات لتنفيذ السياسات الإيرانية مستفيدين من الحصانة الدبلوماسية فضلا على الأحزاب والمؤسسات - ذات الواجهات المختلفة - التي أنشأتها من اجل تكريس احتلالها للعراق كما استطاعت ايران التأثير في تشكيل الرأي العام في العراق من خلال اختراق بعض دوائر الإعلام ، وإنشاء بعض الفضائيات ذات الصلة بها ومن أهمها الفضائية العراقية وكذلك فضائية الفرات التابعة لفيلق بدر ، ومحطة المسار التابعة لحزب الدعوة ، وفضائية بلادي التابعة إلي الجعفري والكوثر والنجباء والفرقدين .. الخ ، حيث تخدم هذه الفضائيات الخط العام الإيراني في العراق تحت توثيق من شخص يدعي الدكتور رشيد عبد الحميد رضا وهو معروف باتصاله المباشر بقادة قوة القدس في العراق وإيران ، وله أيضا صلات بقاسم سليماني قائد قوة القدس ورغم اتفاق إيران والولايات المتحدة علي مصلحة استراتيجية واحدة وهي إسقاط النظام العراقي والتزامها بالحياد الإيجابي في الأشهر الأولى من عمر الاحتلال ، وتأكيدها على أن الحرب التي تدور على حدودها الغربية حرب بين أعدائها ، لكنه و بعد نجاح الاحتلال بجريمته بدأت ملامح التدخل الإيراني في العراق واضحة مستندة في ذلك الى العامل المذهبي والإرث الاجتماعي والتاريخي والعامل الجغرافي بالإضافة الى ابتعاد النظام العربي عن العراق وترك الساحة لإيران وادواتها الذين استثمروا إعلاميا من اجل التضليل تواجد عناصر التوحيد والجهاد ومن ثم القاعدة لان قسما منهم من السعوديين والفلسطينيين والتوانسه والليبيين وارتكابهم الجرائم الإرهابية بحق العراقيين ، إضافة الى مستجدات الساحة العراقية في حينه وعلى رأسها الفراغ الاستراتيجي والسياسي ، وكان من الطبيعي من أن يؤدي هذا إلي إثارة المخاوف لدى ايران من أن يكون للاحتلال تأثير على المصالح الإيرانية بشكل عام وفي العراق على نحو خاص ، وفي هذا الاطار وضعت ايران أولوية لمنع {{ تشكيل حكومة مستقرة بعد الاحتلال تكون موالية للولايات المتحدة ومعادية لإيران ، يمكن استخدامها كقاعدة انطلاق أمريكية لتهديد ايران ، والحرص على إيجاد حكومة مركزية قوية في بغداد تمنع حدوث فوضي يمكن أن تصل الى إيران ، ومنع عملية انفصال لأي إقليم عراقي خاصة إقليم كردستان الذي من شأنه أي يؤثر على وضع القومية الكردية في ايران ويشجعهم علي تصعيد مطالبهم السياسية ضد الدولة الإيرانية }}

يتبع بالحلقة الاخيرة





الاربعاء ٢٥ جمادي الاولى ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٢١ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامل عبد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة