شبكة ذي قار
عـاجـل










هل سيندلع ربيع عربي حقيقي؟

 

أخذ مصطلح الربيع العربي مساحات واسعة من الجدل، وسقط كثيرون بين مؤيد وبين رافض لهذا الربيع مع وجود تكوين عربي ثالث قرأ الربيع من زاويتين تضعان اشتراطات ليكون للربيع معناه الحقيقي وأفقه المشرق المخضر اليانع الواعد.

 ومحصلة الحاصل، نجد أنفسنا كعرب أمام حقيقة أننا بحاجة إلى ربيع عربي.

نعم نحن بحاجة إلى ربيع تزهر به أرضنا بالزرع لا بالدم والموت، ربيع تولد فيه ديمقراطية عربية، لا شرقية ولا غربية، وليس ربيعاً هو بمثابة جسر لتوطين الخوف والتخلف والتشرذم. ربيعاً يحكمنا فيه عرب يؤمنون بحق الإنسان العربي في الوحدة والحرية وازدهار الحياة، ربيعاً تنتهي فيه حقب الطائفية السياسية وسلطة الخرافة والجهل والكهنوت. ربيعاً يعيد ثروة أمتنا إلى أبنائها ويفتح مسالك وحدتها التي أقرها الدين والقانون والتاريخ والجغرافية.

كيف السبيل إلى هذا ربيع؟

لا تستعصي السبل والطرائق على أمة أصيلة لتثور وتثأر لنفسها من الظلم والجور والاستلاب، ولا تعجز أرحام ماجدات الأمة عن ولادة قادة يصارعون الواقع ولا يلهون بالعبث الحزبي والسياسي الغارق بروح الارتداد والانشقاق وخيلاء وتيهان الأنترنيت ومشتقاته.

العرب قوة بشرية قد لا تضاهيها قوة أخرى، قد يعوزهم المال والسلاح لكننا تعلمنا من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن ننتصر ونفتح الكون بالكلمة الربانية الحرة الغائصة في عمق الضمير الإنساني، نعم، أول أدواتنا أن نستلهم تراثنا وتاريخنا وبطولات أمتنا ومنجزاتها الحضارية، نستحضرها بصيغتها الحية الخلاقة المبدعة لا بصيغة اقتتال الأفكار والعقائد التي لم تبن حضارة ولم تكون دولة على مدى التاريخ.

 نصنع ربيعنا بوعي قومي وبإرادة وطنية قومية مؤمنة واعية متفتحة تستلهم وتتفهم عطاء الإنسانية وجوهر تطلع الإنسان للحرية والنماء.

 ربيعنا الحقيقي هو الذي يولد ثورة عارمة لا تبقي ولا تذر من أنظمة الهزائم والانتكاسات والركود والهوان والاستسلام والتطبيع، ولأن ربيع العرب السابق لم ينفذ إلى عمق حاجاتنا ولم ينتج إرادتنا ولم يُكّوِّن أنظمة ولا برامج خلاص بل تم حرفه وارتداده وتحول إلى  كوابيس رغم دماء شعبنا التي سالت فيه ومعاناة أبنائنا التي خطت مساراته، وآمالها التي تعلقت به، ولكن ما لبث أن سيطر عليه الأجنبي الغاشم وأدواته المرتزقة العميلة الخائنة ووجهته إلى  وجهات وأنتجت منه نتائج هي غير ما أراد العرب ومن ثار على طريق وحدة الأمة وتحرر أبنائها وعز شعبها.

نريد ربيعاً يحرر فلسطين.

وينقذ العراق.

ويعيد عروبة الأحواز.

 وينير أرواح الخليج.

 ويوحد سوريا.

وينهي مآسي اليمن.

نريد ربيعاً يجتث الاجتثاث والفساد والاعتقال والتهجير.

نريد ربيعاً يعيد اشراقات الوحدة مع اشراقات كل فجر ويجعلها كما كانت خبزاً وماءً وعافية.

 نعم نحن بحاجة إلى ربيع عربي حقيقي ينتصف لربيعنا المسروق. ويكون ربيعاً عربياً ليس لقوى الكهنوت والارتداد والجاسوسية والأمركة والتصهيُن والتفرس أصبعاً فيه.

ندعو ونحرض علناً لثورة عربية عارمة تحرر الإنسان والأرض وتبني دولة قومية قوية مهابة.

 






الاحد ٣ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الافتتاحية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة