شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

(ولَا تَهِنوا ولَا تَحزَنوا وأنتُم الأَعلَوْنَ إنْ كُنتُم مُؤمِنينَ)

صدق الله العظيم 

العِرَاقُ قُوَّةٌ وهَيبَةٌ وشُمُوخٌ

فلَا تَبْتَئِسوا أيُّها العِرَاقيُّونَ

د عباس العزاوي


يتَمادى أعداء العراق في بلاد الفرس، ويتجاسرون على بلدنا الحبيب، شعباً وأرضاً وسماءً ومياهاً، فيكَرّرون عدوانهم  بين يومٍ وآخر، كما حصل فجر الأحد الثالث عشر من آذار، عندما أقدمَ ملالي ايران على توجيه عدداً من صواريخهم الباليستية على أرضنا الطهور في شمالنا العزيز. وتَناسَوا أنَّه العراق، بلد الحضارات والتاريخ التليد، بلد البطولات والأمجاد، منذ آلاف السنين، نعم هوعراق بابل وسومر وآشور، عراق نبوخذ نصر، وصلاح الدين الأيوبي، وكأنَّهم تناسوا كيف أرغمهم العراقيُّونَ في قادسية العرب الثانية على أن يذوقوا السُّم الزُعاف، وأن يُمَرّغوا أنوفهم في أوحال الهزيمة والخسران. وتناسوا كيف كانت فرائص أسلافهم ترتعد فزعاً وخوفاً، وعظامهم تُطقطقُ رهبةً ورُعباً، وتصطكُّ رُكَبِهم عندما واجهوا جيش سعد بن أبي الوقّاص في القادسية الأولى. وتناسوا أنَّهم أمام العراقيين الأُباة، الذين لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها، فلم يتجرَّأ أسلافهم بعدها على العراقيين، وعندما أوقعهم حظَّهم الخائب والعاثر في ثمانينيات القرن الماضي، وتجاسروا على حدودنا الشرقية، كانت ملحمة العراقيين التاريخية، جيشاً وطنياً مقداماً، وشعباً عظيماً ماجداً، فكانت قادسيتهم المجيدة بقيادة شهيد الأمة وقائدها صدَّام حسين.

أيُّها العراقيُّون الأُباة..كنتم وستبقون أنتم المُبادرون والمتحفِّزون، فلا تنكصون يوماً عن معارك العراق والأمة، وقد كنتم وستبقون في عِزٍّ وكرامة وفخر ومجد، عندما كنتم في مقدمة شعوب الأرض في مواقفكم وأفعالكم. عندها كان العراق قويَّاً، شامخاً، مُهاباً، فكيف تصمتون اليوم وقد تجاسر عليكم أشباه الرجال، وأراذل القوم وأبخسهم، في بلاد السوء والرذيلة، ايران الفارسية. يا لتعاسة الأيام وغدرها، وتباً لغدر الزمان، بعد أن تطاولت الضباع والثعالب على الأسود الكواسر، واعتلَت الغربان على النسور والصقور!وتباً لأرباب الشرّ من أمريكان ومَن تحالف معهم في غزوهم لبلاد الرافدين، واقتحام عاصمة الدنيا، بغداد الرشيد، حاضرة العرب الأبيَّة. قد كان أعداء الأمة يخشون رجال العراق الشُّم، لأنَّهم:

                                    كانوا رِجالاً وكانوا للورى قبَساً******وجَذوةً من ضميرِ الحقِّ تَشتَعِلُ

هو العراق، شامخٌ بالعِزِّ والكبرياء والسُموّ، لم يكن العراقيون يحرسونه بسيوفهم وحسب، بل كانت تسبقها العيون والقلوب والمُهَج، فاحتسبوا يا أبناء شعبنا العراقي الأشاوس، ولا تَهِنوا، وتَصدُّوا للعملاء والخونة الحاكمين باسم الولي الخَرِف في قم وطهران(أُذِنَ للذينَ يُقاتَلونَ بأنَّهم ظُلِموا وإنَّ اللهَ على نَصرِهِم لقَديرٌ)الحج39. يامَن تَملَّكتم بطولة علي بن أبي طالب، وجرأة خالد بن الوليد، واقدام سعد بن أبي الوقَّاص، وعزيمة صلاح الدين الأيوبي،

يامَن ضربتم المثل الأعلى للصبر حين البأس، والتَجلّد على أشدّ المكروه، والتَمسّك بالمباديء والقيَم، والسَّيف مُسلَّط على الرؤوس، وثَبَتُّم في كلّ مأزق ومحنة يَفرُّ منها الشُّجاع، فوالله نفوسكم لتَستهوي البطولة، كما تَستهوي الهواء والماء.

أيُّها العراقيُّون الأماجد، يا مَن سمعت الدنيا صيحات الله أكبر تصدح بها حناجركم، وقعقعة سيوفكم، وصليل رماحكم، أيُّها الرجال الأفذاذ، يا صنَّاع التاريخ والأمجاد والمفاخر، عليكم بهؤلاء الفاسدين القابعين في المنطقة الصفراء، فاقتحموا أوكار العمالة والخيانة، واسترجِعوا بلدكم من أراذل القوم الحاكمين، واعيدوا العراق الى أهله، كما كان جبلاً أشَّماً عصيَّاً على الأشرار من صهاينة وفرس صفويين. فأنتم أهلٌ لها، وأنتم شعبٌ لا تَتصدَّع قلوبهم، ولا تذبل جفونهم، ولا تخور قُواهُم. قد شهِدت لكم الدنيا كلّها، شدَّة بأسكم، ورباطة جأشكم، وعظيم بسالتكم، وقوّة عزيمتكم، قد عرفتم طريق النصر وخبرتموه، ومَن سلك طريق لن يَهِن أو يُهزَم أو يُضَام.

يا أبناء العراق الغيارى، لقد اعتمرت قلوبكم بالإيمان بالله تعالى، وبعروبتكم الأصيلة، فقاتلتم أعتى قوى الشرّ في العالم، أميركا وأثخنتم جنودها بالجراح، وكسرتم هيبتها، ولم تخنعوا أو تستسلموا لارادة الشرّ، فأخرجتموهم خاسرين خائبين من أرض العراق الطاهرة، انَّكم والله شوامخ الرِّجال الرِّجال، وعندما تصولون صولتكم الكبرى، فإنَّكم لا تُبقون ولا تَذرون، تُفجِّرون بركاناً ثائراً، وتَتحوَّلون طوفاناً جارفاً، وريحاً صَرصَراً، فاقتلعوا هؤلاء الأوباش من أرض العراق، واركلوهم خارج الديار، الى مُستنقعات الخيانة التي تسلَّلوا منها.

اتَّكِلوا على اللهِ، وشُدُّوا عزمكم وعزيمتكم، وانصروا أبناءكم شباب ثورة تشرين النشامى ، فهم والله أملكم القويّ القريب للخلاص من حكومة الاحتلال المارقة، هو يومكم أيُّها الأخوة ولا مجال للتردد والتأجيل والتراخي، حَرّروا العراقَ من براثن المحتل الأمريكي والفارسي، وارفعوا رايات الله أكبر شامخةً تُرفرف فوقَ الرؤوس، وأعيدوا مجدكم السليب، ولا تخشوهم أبداً، فالله سبحانه يبشّركم بالنصر الناجز عليهم بإذنه تعالى(لَن يَضُرُّوكم إلَّا أذىَ، وإن يُقاتِلوكُم يَوَلُّوكُم الأدبارَ ثمَّ لا يُنصَرونَ)آل عمران111، ومن الله التوفيق...






الثلاثاء ١٢ شعبــان ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أذار / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د عباس العزاوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة