البعث ... مشروع ورسالة أمة

فوزي عبد الجليل

خمسة وسبعون عاماً هو عمر حزب البعث العربي الاشتراكي، وهي مدة كافية ليعمر الحزب على مدى وجود الأمة العربية.

البعث ولد مشروعاً رسالياً خالداً للعراق والأمة العربية، واكتملت جميع جوانبه الرسالية منذ الأيام الأولى لتأسيسه، فأهدافه ورسالته وأفكاره تجعل منه فكراً سامياً لأمة واحدة تعمل لتكون من أرقى الأمم ويعيش أهلها بأفضل ما يكون.

فقد أسس البعث لعقيدة عربية تعمل من أجل مصالح الأمة وتطورها وسعادتها وهي بعيدة كل البعد عن التعصب والعنصرية وتحتوي كل الأمة وأبنائها بمختلف ألوانهم وأطيافهم وتستلهم من الإسلام رسالته الإنسانية السمحة واحترامه للأديان والأعراق.

وهذه الأمانة التي حملها البعث على عاتقه، جعلته يعمل على تأسيس تنظيم دقيق حازم، لا يغفل عن أبسط الأشياء، من علاقات رفاقية وأخوية راقية، يسرت له العمل وطرق التنفيذ في الواقع، وشكل الانضباط الحزبي الملتزم العمود الفقري الذي يستند عليه البعث والاحترام المتبادل بين الرفاق ومسؤوليهم.

وكان النقد والنقد الذاتي عامل نجاح وإشاعة للثقة وتسامحاً وتبصيراً بين التنظيم، ومما زاد من تألق البعث هو زاد الثقافة اليومي الذي يتلقاه التنظيم خلال الاجتماعات الدورية والندوات وباقي النشاطات التي كانت الرافد الحقيقي لرفع مستوى الفكر الثقافي في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها.

وما زاد من قوة التنظيم هو السرية في العمل وعدم الثرثرة واعتبارها من الآفات التي حاربها الحزب، وجانب آخر هو العلاقات الطيبة مع الآخرين وتقديم الخدمات للجماهير، ورفع شعار أن البعثي أول من يضحي وآخر من يستفيد، لأن البعثي قائد كل في موقعه ومكانه.

وخلال الخمسة والسبعين عاماً ما زال البعث يعمل بنفس المستوى ولكن أكثر دقة وتحسباً وبأكثر سرية كونه يعمل في نضال سلبي وجهادي لكيلا يتعرض أعضاؤه إلى خطر الاستهداف وبالتالي تعيق عمله.

ولمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي نتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى قيادة الحزب وإلى كل بعثي أينما كان ...

والمجد والخلود لشهداء الحزب وعلى رأسهم الرفيق المجاهد صدام حسين والرفيق عزة إبراهيم، وإلى القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق والرفيق أحمد حسن البكر، وإلى أعضاء القيادة ممن استشهدوا أو توفاهم الله تعالى ... ونعاهدهم بالمضي قدماً على طريق الرسالة.

عاش العراق ... عاش البعث ... عاشت الأمة العربية.