شبكة ذي قار
عـاجـل










البعث ولد ليبقى وإنجازاته لن تزول

سلام الشماع

لو تفحص المرء تاريخ العراق الحديث، بتجرد وموضوعية، لوجد أن أعظم مرحلة مرّ بها العراق هي حكم البعث، بعد 17 تموز 1968 من حيث النهوض الحضاري الذي عم جوانب الحياة كافة، إذ خرج البلد من خانة البلدان النامية وشرع يسير في طريق التقدم والازدهار والعمران السريع، مضاهياً دول أوربا، بل أن من عاش تلك الحقبة الزاهية وزار أوربا سيجد أن العراق كان متقدما في كثير من المجالات على بلدان أوربية كثيرة.
لم يرق ذلك التقدم العراقي المتسارع للبلدان الاستعمارية التي تريد ربط جميع دول العالم بعجلتها فحبكت الكثير من المؤامرات لإيقاف تلك المسيرة العملاقة والقضاء على المشروع البعثي الطموح، ففشلت الكثير من المؤامرات في الداخل برغم قوتها ومتانة خططها والتمويل الكبير المرصود لها، ثم لم تلبث القوى المعادية أن أدركت أن استهداف البعث من داخل العراق أمر مستحيل، فعمدت إلى المجيء بالملالي إلى إيران عبر التخلي عن الشاه محمد رضا بهلوي، فشن هؤلاء حرباً طويلة ضدّ العراق بهدف احتلاله وإسقاط النظام فيه، لكن العراق نجح في الوقوف بوجه هذا العدوان الغاشم وانتصر على إيران، فلم تجد تلك القوى بداً من النزول بنفسها وتحشيد قوى دولية لغزو العراق واحتلاله.
سئل أحد كبار الصحفيين العرب كيف أن الجيش العراق لم يصمد أمام القوة التي هاجمته 20 يوماً، فطلب من السائل قلب السؤال: كيف صمد الجيش العراقي 20 يوماً أمام هذه القوة الغاشمة الكبيرة كلها؟
إن عظمة إنجازات ثورة 17 تموز التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي تتبدى في أن وكلاء العراق يحاولون، منذ قرابة عشرين سنة، أن يدمروها وهي راسخة قوية في قلوب العراقيين والعرب، قبل أن تكون شاخصة في الواقع.
لكن حتى الغزاة والمحتلين شعروا أنهم، وإن احتلوا العراق لكنهم لم ينالوا من البعث الذي بقي قوياً متماسكاً، فعمدوا، هذه المرة، إلى تحريك أناس دربوهم وأغدقوا عليهم بكل شيء ليفجروا الحزب من داخله، معلنين الانشقاق، الذي لا اسميه كذلك، لأنه تآمر، في حقيقته، لكنهم، كما فشلوا في المرات السابقة خاب فألهم وبقي الحزب قوياً متماسكاً على امتداد الوطن العربي تحت قيادته القومية الشرعية، وفي مقدمتها الرفيق المجاهد علي الريح السنهوري وقيادته القطرية وفي مقدمتها الرفيق القائد أبو جعفر.
البعث ولد ليبقى ويناضل من أجل تحقيق أهدافه التي هي أهداف الأمة العربية كلها، ومن يتآمر عليه وعلى وحدته يبوء دوماً بالخسران المبين وتنبذه الجماهير العربية ويصبح خارج حركة التاريخ.




الاثنين ١٩ ذو الحجــة ١٤٤٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة