شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

آراء وأفكار في الحراك الشعبي لانتفاضة تشرين

الكاتب والباحث السياسي جابر خضر الغزي

 

إن ثورة الشباب التشرينية هي معجزة العصر، فكانت استجابة حتمية لصمود شعب العراق العظيم الذي هز ضمائر الطلبة والشباب طليعة الشعب المتقدمة لما يملكون من وعي وعوامل الأصالة والغيرة والحمية والنخوة والشرف والروح الوطنية، حيث قدموا تضحيات جسام بلغت أكثر من 800 شهيد و30 ألف جريح ومعتقل ومغيب، وبالرغم من هذه التضحيات إلا أنها بحاجة إلى دعم بالحضور الشعبي والحر والسلمي وصولاً للاعتصامات ثم الثورة الشعبية الشاملة لكي ينطبق النصفان الجنوب والفرات الأوسط وبغداد مع الأنبار العصية وموصل أم الرماح وصلاح الدين وديالى والتأميم من أجل إسقاط العملية السياسية المخابراتية الجائرة والبائسة التي تعتبرها الإدارة الأمريكية المخدة التي تتكأ عليها بالتخادم السياسي مع الخمينية والصهيونية لتفتيت وحدة العراق أرضاً وشعباً ومقدسات.

فثوار تشرين الأبطال رفضوا رفضاً قاطعاً أي رأي من أطراف العملية السياسية، كما أن قيادتهم لن تخلط بين شعب العراق العظيم وبعض الظواهر المدانة هنا وهناك والتي خلقها الغزاة في شعبنا لذبحه وتدميره، ومن يستغني عن الشعب كأنما يستغني عن رحمة الله.

إن مشاريع القتل والتدمير والاعتقال والترهيب ومحاولات الأحزاب الدينية السياسية الآثمة التي تنفذ أجندات إقليمية ودولية من أجل تفتيت الشعب وسلخ الوطن برمته والحاقه في بلاد فارس.

فشباب تشرين أحبطوا كل الظنون والفنون والمكر والخداع والتضليل والتدجيل والكذب والغش لأعداء الله والوطن والشعب.

فكانت معجزة تشرين التي جعلت الذي يلطم على الإمام الحسين عليه السلام يطأ صورة خميني وخامئني والمالكي بحذائه ويهتف (إيران بره بره بغداد تبقى حرة) لا بل يحرق القنصليات الإيرانية وكر الخيانة والغدر في بصرة الصمود والتحدي ومدينة المدن في القادسية المجيدة وكربلاء عنوان الشهادة والفداء.

وعلى ضوء ذلك هناك حقائق أوجدتها ثورة تشرين الشبابية منها:

أولاً: إسقاط الهيبة المفتعلة لنظام المحاصصة الطائفية والفساد والظلم وجعلت فكرة الوطن والكرامة والأمة ملموسة.

ثانياً: كسرت حاجز الخوف والتردد ومهدت لجولات وصولات مقبلة.

ثالثاً: جعلت فكرة الوطن ملفاً رئيساً في ساحات الصراع مع العملاء والخونة، حيث أكدت رئيسة البعثة الأممية لتعلن بصراحة أمام العالم بفساد وظلم نظام المحاصصة الطائفية بغض النظر عن النوايا.

رابعاً: أعادت الشخصية العراقية الواحدة الموحدة.

خامساً: أعادت الفئات الاجتماعية بأسرها كالطلبة والشباب والمرأة إلى مراكز النضال الوطني التاريخي.

سادساً: انتفاضة تشرين كانت مثلاً جماهيرياً بامتياز، وإنها لم تكن عفوية بل كانت انفجاراً اجتماعياً ثورياً غير مسبوق.

سابعاً: ثورة تشرين جاءت تتويجاً لسلسلة الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات التي رفضت العملية السياسية المخابراتية جملة وتفصيلاً، وأنها ليست منقطعة الجذور أبداً ومن هذا السياق جاءت مليونية 25 شباط 2020 بعد مرور تسعة أعوام على انطلاق حركة الاحتجاجات العراقية في 25 شباط 2011 لتؤكد حقيقة ذلك.

وبناء على ذلك: لا نتوقع أن ثوار تشرين قادرون على إسقاط العملية السياسية الجارية في العراق دفعة واحدة، فلا بد من الاستمرار ودعم زخمها لأنها تحتاج إلى مركز قوة لإسقاط هذا النظام، وستظل تدق على جدار الخونة والعملاء وعمليتهم السياسية الباطلة لحين إنضاج المرحلة.

فالنصر عظيم وسيكون القادم أعظم بإذن الله.

                       

                 






الخميس ٢٤ ربيع الاول ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة