شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

عزة إبراهيم حكايةُ نصرٍ خلَّدها التاريخ

 

 

يموت العظماء فلا يندثر منهم إلا العنصر الترابي الذي يرجع إلى أصله، ويبقى ذكرهم حياً على الأرض، قوة تحرك، ورابطة متينة تجمع، ونور ساطع يهدي، وعطر فواح ينعش، وهذه هي العظمة، وذاك هو الخلود، فكل ما يخلفه العظماء من ميراث وآثار مشهودة، هي أمجاد يُعتز ويُفخر بها، وأعمال جليلة يُنتفع بها، وأفكار نيرة يُهتدى بها من بعدهم، كما قال الشاعر:

المرء بعد المــــوت أحدوثة … يفـــــنى وتبــــــقى منه آثاره

فأحسن الحالات حال امرئ … تطيب بعد الموت أخبــاره

 

إذا ذُكر اسم القائد عزة رحمه الله تفاءل الوطنيون خيراً، والمقاومون رفعة وشموخاً، وإذا ذُكر اسمه أمام أعدائه ارتعدوا وأصابتهم الرجفة، وزلزلوا من تحتهم فهو القائل (خرس يا صغير، أنت أمام العراق).

كل عراقي وعربي إذا ذُكر "عزة إبراهيم" سيمر على ذاكرته شريط لمواقفه النبيلة وقيادته الحكيمة التي أذهلت العالم ليصبح اسمه مخلّداً محفوراً في ضمير كل مقاوم شريف، ومثالاً يحتذى به، قدم دروساً في الدفاع عن الوطن، مسح بصموده آلام الجميع، أحبه الكبير والصغير، اقتدى به الرفاق في كل الدروب.

 

عزة إبراهيم رحمه الله يشكل في ذاته حكايةَ نصرٍ خلَّدها التاريخ، تعرفه الأهوار والجبال والوديان والسفوح، لأنه قصة مقاوم أرخص روحه وأهله فداء للعراق والأمة، فتمكن هذا المقاوم الأسطوري مع رفاقه أن يذيقوا المحتل مرارة الهزائم.

عزة إبراهيم رحمه الله قائد اختاره الله واختصّه بصفات يقدر بها على حمل الأمانات الجِسام، فالعملية عملية اختيار دقيق، دقة مقاييس السماء، التي ترفض كل جزاف واعتباط. فالله الذي أتقن كل شيء، وأحاط بكل شيء علماً، لا يمكن أن يكون اختياره جزافاً أو اعتباطاً، إن القيم التي حملها الرفيق عز العرب رحمه الله، مثل الإيمان والشجاعة والتجرد والتضحية والاستشهاد، حملت معانيها الذاتية، التي هي قريبة من النفس الإنسانية، لكنها أخذت معناها الحقيقي حينما أتت في ميدان العمل الجهادي في قتال المحتل وإعادة بناء الحزب، لتغني أهداف النضال، وإرادة الأمة من أجل الاستقلال والتقدم والحرية ولتجعل من الرفيق القائد رمزاً لكل المجاهدين في ساحات النضال.

يقول القائد رحمه الله في أحد رسائله المباركة ( أنا من فضل الله وكرمه بخير وعز ومجد لم ينله أحد قبلي منذ عصر الرسالة الأول، منذ عصر الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحبه الأحبة الأبرار الأخيار، فأنا اليوم في قمة الجهاد، وبفضل الله وفي سبيل الله، وأنا مهاجر إلى الله ورسوله بفضل الله، وأنا مرابط في سبيل الله، وحياتي اليوم كلها ومماتي موقوفان لله وفي سبيل الله ولشعبي ووطني وأمتي، أجاهد مع الجهاديين وفي قلب الميدان، ميدان الشكر ثم التسليم المطلق لإرادة ومراد ذي العرش المجيد الفعال لما يريد، ثم الجهاد الأصغر جهاد الكفار والمشركين الغزاة وعملائهم وأذنابهم وجواسيسهم من المرتدين المنافقين، أبتغي وأتشوق للتشرف بإحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة في سبيل الله".)

حالة متفردة من البهاء والنقاء في ظرف لم يكن لغيره القدرة على الثبات فيه والوقوف في وجهه.

ذهب بعض الرفاق من قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي إلى مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة وفي لقاء مع الرفيق الشهيد صدام حسين رحمه الله بعد عودتهم (تحدثوا الرفاق عن صعودهم إلى جبل عرفات وأن بعض الرفاق تعبوا فمنهم من وصل إلى منتصف الجبل ومنهم قبل المنتصف أو بعده بقليل إلا الرفيق عزة إبراهيم رحمه الله فقد وصل إلى قمة الجبل)، وأضاف الشهيد صدام حسين رحمه الله مكملاً وتعليقاً على ذلك (إن كل واحد صعد بقدر إيمانه)، صدق القائد الشهيد بهذا الوصف الرائع، نعم كلٌّ قاتل وجاهد بقدر إيمانه عند محنة الاحتلال.

في الذكرى الثانية للرحيل أقول لك سيدي القائد: "العظماء لا يموتون، يرحل الجسد ويبقى الفكر والممارسة".

سيدي القائد الشجاع سنبقى أوفياء لمسيرتك، وسنواصل الطريق برغم كل الصعوبات، نستمد من تجربتك الصمود والثبات والتحدي، ولن نتراجع حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا وتحرير العراق، وإقامة دولة العدالة والمساواة التي طالما ناضلت من أجلها.

وختاماً نقول سيدي وقائدي أبا أحمد، نم قرير العين، لقد تركت الأمانة لمن يصونها، ورفاقك سيواصلون المسيرة من دون كلل أو ملل وسيواصلون المسيرة النضالية للوصول بالأمة لتحقيق أهدافها..

 

الرفيق

مدير عام مكتب أمانة سر القطر

24 / تشرين الاول / 2022






الاثنين ٢٨ ربيع الاول ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق مدير عام مكتب أمانة سر القطر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة