شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا "الأحزاب، آية 23

مقتطفات من حياة الرفيق المناضل عزة إبراهيم

 الأمين العام للحزب رحمه الله

بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاته يوم 25 ت1 2020

 

المقدمة: إن الكتابة عن الرفيق المناضل عزة إبراهيم الأمين العام للحزب سيد المقاومة والمطاولة والصبر والثبات على قيم المبادئ شرف رفيع لا أدعي استحقاقه، فهو من سمو المنزلة الفكرية والجهادية والأخلاقية والمبدئية لهذا الرجل الأمين المؤتمن على مسيرة البعث العملاق في الزمن الصعب والاستثنائي، الذي أنجبته الأمة للدفاع عن مصيرها وعظم المكانة في الأمة والوفاء للشهيد صدام حسين رحمة الله عليهما، أدعوا من الله أن يوفقني لصاحب هذه الذكرى قائد جبهة الجهاد والتحرير الذي لم أنقطع عنه في رسائل عديدة منذ الاحتلال إلى قبل أشهر من وفاته، كما أنني لا أدعي أيضاً أني أقدم شيئاً جديداً، اللهم إلا لمحات خاطفة وسريعة لمسيرته النضالية والجهادية والفكرية والاستراتيجية والتنظيمية والثقافية والإعلامية والعسكرية من أجل الإفادة من مواقف هذا الرجل الاستثنائي والمبدئي الذي كان يرد الكفر على الكافر مهما كان موقعه.

لذا أدعو إلى البحث المعمق عن العلاقة المبدئية بينه وبين الشهيد صدام حسين رحمة الله عليهما، وعسى أن تكون خطوتي هذه باباً مفتوحاً إلى ما هو أعمق للمناضلين العرب بالكتابة والبحث لمسيرة هذين الرمزين التاريخيين.

المحور الأول: السيرة الذاتية

_ الرفيق عزة إبراهيم خليل رحيم أمين الحربي الدوري تولد 1942.

_ أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة مسقط رأسه في قضاء الدور، وكان يعمل من أجل مساعدة والده ووالدته وأخيه الوحيد الأكبر محمد، حيث كان من الأوائل في مرحلة المتوسطة.

_ درس الإعدادية في بغداد، إعدادية الأعظمية النموذجية، ولم يكمل الإعدادية بسبب اعتقاله في إضراب البنزين الذي مهد لثورة 14 رمضان 1963 واعتقل بعد ردة 18 تشرين 1963.

_ أكمل الإعدادية في الثانوية المسائية، ودخل دورة الضباط بعد ثورة 8 شباط 1963  .

 

المحور الثاني: السيرة الحزبية

_ ارتبط الرفيق عزة إبراهيم رحمه الله بحزب البعث العربي الاشتراكي في أيلول 1958  ، وردد قسم شرف العضوية  .

_ أصبح عضو قيادة فرقة عام 1962 وعضو قيادة شعبة عام 1963 وهو في سجن خلف السدة.

وفي عام 1964 أصبح عضو قيادة المكتب العمالي المركزي، ونائب مسؤول المكتب، وفي عام 1967 أصبح عضو قيادة فرع بغداد مسؤول الكرخ.

_ أعتقل عام 1959 لمدة 23 يوماً مع  مدرسي المتوسطة وتعرض للاعتقال لقيادته إضراب الطلبة لثانوية قطاع الأعظمية، واعتقل بعد ردة 18 تشرين 1963 وبعد ستة أشهر أطلق سراحه وألقي القبض عليه مرة ثانية وبقي في المعتقل سنتين وأطلق سراحه، وبعد إطلاق سراحه صدر عليه إلقاء القبض فاختفى وواصل النضال حتى قيام ثورة 17 تموز 1968.

_ بعد المؤتمر القطري السابع للحزب بعد الثورة في 7 / 10 /1968في قاعة المجلس الوطني تم انتخاب أعضاء قيادة قطر العراق ، وانتخاب أعضاء قيادة، وكان الرفيق عزة إبراهيم الاحتياطي الأول في القيادة،  ، وبعد وفاة الرفيق عبد الوهاب كريم عضو قيادة قطر العراق أثر حادث مروري مؤسف أصبح الرفيق المناضل عزة إبراهيم عضو قيادة قطر العراق ومسؤول المكتب الفلاحي.

 

المحور الثالث: السيرة الثقافية والإعلامية

_ في عام 1958 تسلم الرفيق عزة  مسؤولية المكتبة الحزبية لتنظيمات قضاء الدور وكانت المحتويات في المكتبة هي: بماذا تتسم حركتنا وانقلابيتنا، وفي سبيل البعث، ومعالم الحياة العربية، وجريدة الاشتراكي، ومعركة المصير الواحد _ وتصريح هواري بومدين قبل استقلال الجزائر. فكان رحمه الله كثير الاطلاع على كتب التاريخ العربي الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة.

عام 1964 أصبح مسؤولاً عن توزيع جريدة وعي العمال وفي عام 1968 رئيس تحرير جريدة صوت الفلاح، وعضو نقابة الصحفيين ومحاضراً في مدرسة الضباط القادة.

_ في عام 1985 أتم المرحوم حفظ القرآن الكريم بالكامل وعن ظهر قلب، وكلف الرفيق القائد عزة إبراهيم رحمه الله كمحاضر أساسي في أكاديمية البكر للدراسات الاستراتيجية، وهو يمتلك خبرة كبيرة في التاريخ العربي الإسلامي وفي علوم القرآن الكريم.

_ ألف 34 كتاباً في علوم الدين والسياسة، أي الدين الرسالي في مفهوم البعث وآخر رسالة حول ذلك عنوانها الدين والإيمان ودواعيه في فكر البعث، أما بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني كتب الرفيق الأمين العام للحزب استراتيجيات البعث والمقاومة، وإعداد الدراسات الشاملة والعميقة عن المراجعة النقدية لتجربة الحزب والحكم في العراق لعرضها على أول مؤتمر قطري لتنظيم العراق، وعلى أول مؤتمر قومي للحزب، كما كتب مئات الرسائل إلى الملوك والرؤساء العرب والأجانب والمنظمات الدولية والعربية، وأيضاً الإجابة على كل رسائل الرفاق بالإشادة أو التصحيح والتصويب في الجوانب الفكرية والسياسية والإعلامية والتنظيمية، ولم يترك واردة أو شاردة.

 

المحور الرابع: المواقع الحزبية والوظيفية بعد الثورة

_ شارك الرفيق المناضل عزة إبراهيم بثورة 17 تموز 1968 فكانت دبابته الثانية بعد دبابة الرفيق الشهيد صدام حسين رحمهما الله.

_ أصبح وزيراً للزراعة والإصلاح الزراعي  

_ تسلم رحمه الله وزارة الداخلية عام 1973 بعد مؤامرة ناظم كزار.

_ تعرض الرفيق عزة إبراهيم لمحاولات اغتيال عندما كان نائباً لمجلس قيادة الثورة من قبل العملاء والخونة أعداء الله والوطن والشعب.

_ في 17 تموز 1979 تسلم الشهيد صدام حسين المسؤولية الأولى في الحزب والدولة، وتم انتخاب الرفيق عزة إبراهيم نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة ونائباً لأمين سر قيادة قطر العراق  ورئيس اللجنة التنظيمية للحزب وعضو القيادة القومية.

 

المحور الخامس: دور المرحوم في القادسية وأم المعارك والمقاومة

_ في عام 1982 في قادسية صدام المجيدة عقدت قيادة الحزب ومجلس قيادة الثورة سلسلة من الاجتماعات المشتركة وعلى مدى ثلاثة أيام واتخذت مجموعة من القرارات للقيام بحملة واسعة بالتعبئة للحزب والتنظيم العسكري والمدني والشعب والمقاتلين في جبهات القتال وكان من مقدمة هذه القرارات:

  يتولى الرفيق النائب الأمين المؤتمن عزة إبراهيم القيادة الميدانية، فاتخذ رحمه الله أن يكون مقره المتقدم في البصرة، ويرافقه بعض القادة والمستشارين، كما يرافقه أيضاً أعضاء المكتب العسكري ورئيس أركان الجيش ومدير الاستخبارات العسكرية والتوجيه السياسي والمعنوي.

_ عقد الرفيق رحمه الله سلسلة من المؤتمرات العسكرية مع قيادة الجبهة وكبار القادة في المقر العام في وزارة الدفاع وفي رئاسة أركان الجيش وتمخضت هذه الاجتماعات والمؤتمرات إلى سبعة وعشرين مقترحاً فأرسلها الرفيق النائب لقائده الشهيد صدام حسين رحمهما الله  ، أرسلها عصراً فجاء الجواب عشاء بالهاتف من القائد وأنه وافق على جميع المقترحات وتنفيذها فوراً وكل ما يتعلق بصلاحية القائد الشهيد بالتصرف والصلاحية ميدانياً لإدارة المعركة.

_ حصلت المعركة الأولى فكانت النتيجة سحق كل القوات الإيرانية المهاجمة مع غنيمة مئات الدبابات والعجلات وسبعة آلاف أسير ثم أعادوا الكرة ثلاثة مرات أخرى وتحققت النتيجة نفسها والنصر للعراق وهزيمة الإيرانيين.

هذا هو القائد عزة ابراهيم النائب الأمين على قيم المبادئ والرجولة والرفقة الصميمية والحب والصدق لقائده وللبعث والشعب والأمة حيث كسرت شوكة الصفوية الفارسية الخمينية الصهيونية في 8 آب 1988 وتجرع خميني السم الزعاف.

أما بعد الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق فقيادة البعث وبجيشها العظيم لم يسلم ولم يستسلم للغزاة والعدوان ولم يلق سلاحه في معركة التصدي والعدوان إنما انتقل من الحرب الرسمية إلى حرب التحرير الشعبية فوراً، ولم يترك فاصلة زمنية بينهما، فانتشر الجيش العراقي على جميع الفصائل والجيوش والكتائب، يدرب ويخطط ويقود وحتى وصلت عمليات المقاومة أكثر من 500 عملية في اليوم.

علما أن المقاومة بدأت فور دخول القوات البريطانية جنوب العراق وتحديداً في مدينة أم قصر والزبير وأول محطات المقاومة المسلحة والتي قاتل فيها معاً الجيش العراقي الباسل وتنظيمات الحزب بالبصرة وعجزت القوات البريطانية الغازية من احتلال المدن بالبصرة إلا بعد مرور أيام عديدة فكانت أول عملية في الزبير بقتل ثلاثة من الجنود البريطانيين وهناك عملية أخرى دور النفط بالبصرة سميت (مجموعة حلمي) حيث استشهد هناك أربع من مجاهدي القطر السوري وثلاثة من مقاتلي فرع البصرة، وكانت هناك مقاومة باسلة في الأعظمية وهور رجب بقيادة الرفيق الدكتور المرحوم حسن هاشم خلف الدليمي عضو قيادة قطر العراق كما هناك مجاميع بطولية بقيادة الرفيق المناضل أبو جعفر منها مجموعة التي أحرقت دبابتين في بغداد ولا ننسى الفصائل الجهادية لجيش الطريقة النقشبندية أصحاب الغيرة والحمية وجيش الصحابة وجيش محمد وجيش تحرير الجنوب وسرايا الزبير،   (فقد كنا أول من قاوم ومعنا المجاهدون العرب الذين تطوعوا قبل الغزو وقاتلوا معنا ضد الغزاة عندما بدأ الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق وبعدنا وبدعم منا ظهرت مقاومة أخرى إسلامية وغيرها ) الرفيق عزة إبراهيم مجلة كل العرب.

ونضيف على ما أكده الرفيق قائد جبهة الجهاد والتحرير وبطل المقاومة والمطاولة صاحب الذكرى العطرة أن المقاومة الوطنية العراقية هي ليست رد فعل على حادثة وإنما هي فعل منظم ومدروس، وهذا لا ينكر بأن هناك فعاليات قتالية من عناصر وطنية مستقلة بحسها الوطني وهويتها القومية وإسلامية جهادية، فالمقاومة هي اليوم كما كانت بالأمس ...

فالمقاومة كانت ولا زالت وطنية الطبيعة، وإسلامية الجوهر، وعربية الهوية.

فالمقاومة الوطنية العراقية هي حالة فريدة تختلف عن كل تجارب العالم وتجارب الأمة في سرعتها وتحملها أعباء الجهاد وبدون ظهير ساند معنوياً ومادياً كما (أصبح ما يميز مقاومتنا ويجعلها منفردة في تاريخ الحروب التحررية الشعبية هو إيمانها وثقتها بنصر الله وتأييده لقيادة الصابرين المحتسبين وهي لا تملك حاضناً خارج حدودها) الرفيق عزة إبراهيم مجلة كل العرب.

 

 خلاصة على ما تقدم لمحور المقاومة الوطنية العراقية بقيادة الرفيق بطل المقاومة والمطاولة عزة إبراهيم نقول: كانت مقاومة البعث معجزة من معجزات العصر ومنفردة في تاريخ الشعوب وليس لها مثيل على الإطلاق في كل تجارب حركات التحرر في العالم.

 

الخاتمة: هناك افتخارية للرفيق المرحوم عزة إبراهيم الأمين العام للحزب تليق بسيد المقاومة والمطاولة كتبها الأستاذ القومي العربي فهد الريماوي رئيس تحرير جريدة المجد الأردنية الغراء لكي أختم موضوعي ببعض اللمحات من حياة القائد بمناسبة الذكرى الثانية لرحيله قائلاً:

(لو لم تكن أيها الرفيق المناضل خريج مدرسة البعث ورجل المهمات الصعبة وصاحب تاريخ نضالي عريق ورمز الصفاء الصوفي دينياً ووطنياً لما أمكن لك أن تصمد فيما تنوء عنه الجبال وأن تقاتل بمواجهة أعظم آلة عسكرية عرفتها البشرية والتاريخ وتمارس الخفاء وسط غابة من العيون والأعوان والجواسيس وأجهزة الرصد والتنصت البالغة الدقة، ولم يكن بطلاً استثنائياً وقائداً أسطورياً وأستاذاً في فنون المكابدة والمجادلة والشجاعة، لما أمكن لك أن تهز أركان الامبراطورية الأمريكية).

إعداد / الباحث السياسي جابر خضر الغزي

 






الاحد ١٢ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠٢٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة