شبكة ذي قار
عـاجـل










قيادة العراق

د- فالح حسن شمخي

 

 

من هو المؤهل اليوم لقيادة العراق وبعد عشرين سنة من العدوان الهمجي الامبريالي الصهيوني المجوسي الشعوبي على الأرض المقدسة، أرض الحضارات، في ٩/٤/٢٠٢٣؟

 

شارف الاحتلال الأمريكي والفارسي الصهيوني  للعراق سنته العشرين والحقائق تشير وبدون أدنى مجال للشك إلى أن الشعب العراقي ورغم انتماءاته العشائرية والطائفية يؤمن إيماناً مطلقاً بوحدة العراق وطن للجميع ويمقت الصهيونية والصهاينة ويمقت الشعوبية والصفوية وأنه قد فقد الثقة بالطروحات التي جاءت بها الأحزاب العميلة التي حملتها الدبابات الامريكية والسبب في ذلك بالإضافة الى دعم محتل اجنبي لاحتلال ارض الوطن ، هو قصر النظر الذي ميز هذه الاحزاب العميلة والمشاركة بالعملية السياسية البائسة بدون استثناء في دراسة ومعرفة القوانين المحركة للواقع الاجتماعي العراقي، فبالرغم من  الدعم المفتوح امريكيا وايرانيا والحمايات الخاصة التي تكلف الشعب اثمان طائلة والتي يدفع لها بالدولار لا يتجرأ اي عضو من اعضاء الحكومة الحالية والبرلمان والاحزاب  من الخروج الى الشارع العراقي ولقاء الجماهير.

 

إن الاحزاب التي ظهرت اليوم والتي تزيد على المئة حزب والتي لا يعرف الشعب العراقي عنها شيئا، ليست سوى دكاكين صغيرة لا تصمد امام هبوب رياح العراق فالأحزاب التي حملتها الدبابات الامريكية والتي كانت قياداتها تعيش في الخارج وعلى حساب عذابات الشعب العراقي ايام الحصار اللعين وجلهم من الديناصورات التي تحجرت عقولها على الحقد والبغضاء وحب الذات، والتي لم تعرف العراق وابناء العراق الذي عاش معاناة الحصار الذي فرضته اميركا على الشعب العراقي.  لم يعرفوا طبيعة هذا الشعب ، فلو عرفوه حقا لعرفوا بانه لا تخفى عليه خافية فهو يفرق بين الحزب الذي يحافظ على عزته وكرامته ووحدته وشرفه  وامنه  وبين الحزب الذي جاء او تأسس في غفلة من الزمن وبمساعدة الاجنبي ليمتص دماءه ويحطم منجزاته ومؤسسات دولته التي تحققت  عبر سنين النضال الطويلة ، فالقادمون الجدد لم يكتفوا بأيام الحصار المدمرة بل كان همهم الاكبر على ما يبدو وجراء حقدهم الدفين على العراق والعراقيين هو الاجهاز على ما تبقى وذلك من خلال عمل مدروس كان اوله تفكيكهم  المعامل  والمصانع الكبيرة وبيعها خردة الى ايران وغير ايران واستوردوا بدلا عنها المخدرات والامراض وكاتم الصوت لقتل اي عراقي شريف يرفع صوته بالمعارضة و الذي اصبح يشكل هاجس خوف لدى الدوائر الامبريالية والصهيونية والشعوبية، فخارطة الاحزاب التي جاءت من الخارج هي تعبير عن هذه الدوائر فما يسمى بحزب الدعوة والمجلس والعمل يرتبط بالدوائر المخابراتية الايرانية وبالدليل الملموس ، اما البقية الباقية من شيوعيين وعلاويين واسلاميين ومن لف لفهم فهم موزعين بين المخابرات البريطانية والامريكية ، واي عاقل ، نبيه ، فطن يعرف ان تلك الدوائر بمخابراتها لا تريد الخير للعراق ،  ناهيك عن افتعالهم الخلافات التي تدور بينها والتي تصل الى حد التقاتل والاهداف معروفة . فالرابط الوحيد بين هذه الاحزاب هو النهب والسلب والمخابرات الاجنبية.

 

وبالإضافة الى كل ذلك فقد افرز المشهد السياسي تناقضات جوهرية لم يسبق لها مثيل وكأنها كوميديا سوداء كالحة. فما معنى ان يؤيد الحزب الشيوعي، الذي طالما صدع رؤ الناس بمكافحة الامبريالية، الاحتلال الامريكي لبلده؟ وما معنى ان يتوحد الشيوعي الملحد مع الاسلامي المتشدد؟ وما معنى أن يتفق حزب الدعوة والمجلس الذي يؤمن بولاية الفقيه مع احزاب المناطق الغربية والاكراد؟ وغير ذلك الكثير.

 

لقد ذكرت جريدة من الجرائد الصفراء في هولندا انها التقت اسلامي معارض قبل الاحتلال وهو يتحدث باسم الديمقراطية وسألته عن موقف حزبه من الحزب الشيوعي في حالة استلامهم السلطة، اجاب الرجل الديمقراطي بهدوء، سنعاملهم كما كانت الدولة الاسلامية تعامل الزنادقة، هذا الديمقراطي الاسلامي يجلس اليوم مع الشيوعيين في المجلس العميل في ظل الاحتلال!

 

إن الأحزاب العميلة في العراق التي ساندت المحتل في احتلال الوطن، والتي ليس  لها منهج سياسي يستوعب تطلعات وامال واحلام ابناء العراق، بل فعلت العكس حيث عرَّضت الوطن للتقسيم والفرقة وسفكت دم احراره ، ونهبت شعبه وسرقت امنه واستقراره وموارده وثرواته، وهدمت مؤسساته،  عزفت الجماهير عن الانتماء اليها  رغم الأساليب الملتوية التي تمارسها في الخداع ، وكما قلنا فان ابناء العراق لا تخفى عليهم خافيه وكما يقول المثل العراقي ” مفتحين باللبن ” لذا فان شرف قيادة العراق ستكون حتما وحتمية تاريخية للحزب الذي انبثق من الارض ومن معاناة الناس ، الحزب الذي يوحد ولا يفرق،  الحزب الذي يجلب الامن والامان والحرية والكرامة لأبناء العراق. أما ما دون ذلك فهو مستورد أو خرج إلى الوجود بطريقة قيصرية أشرفت عليها الدوائر المخابراتية العالمية.

 






الخميس ٢٢ رمضــان ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / نيســان / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د- فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة