ملحمة الفاو يا بوابة النصر
د قحطان
الخفاجي
هو يوم عظيم، قد قل مثيله. أو هو يوم مثله مثل الايام الخوالد في حياة
الشعوب الحية، الأيام التي كانت دالة أزلية أو أمدية لوجودها وعلو فعلها وسطوع هويتها.
نعم هو يوم عظيم في التخطيط له والإعداد. ويوم عظيم في التدبير التدبر
والتنفيذ. ويوم عظيم ودرس هو الأعظم في سفر المعارك المتميزة والخالدة.
يوم عظيم في سرعة الإنجاز، وكسب المعركة، وفي توظيف روح النصر، وهذه الملحمة
لم كسرت فيها شوكت أيران الطائفية، وأطفأت ناراً أرادوها أن تحاكي ناراً أطفأها رجال
الإسلام وطلائعه. ولم تتميز بكونها نصراً عراقياً عربياً بدد ما كانوا يضمرون للخليج
العربي وعمقنا العربي، فحسب، بل لأنها أجبرت رمزهم الأكبر لتجرع السم.
وإذ نتذكر هذا اليوم بعزٍ، وهو حق طبيعي وصورة للوفاء. كما هو حق كل شعب
في العالم أن يتذكر ملاحم أبنائه، وليس الإيرانيون ببعيدين عن هذا عندما يحتفون بما
يروه عز لهم، نقول، ليتعظ حكام إيران وغيرهم، أن العراق الذي سطر ملحمة كبرى كملحة
يوم النصر، حيث تحرير فاو العراق بسرعة مذهلة لم تتجاوز٣٥ ساعة، بعون ألله وهمة أبنائه
الغيارى، لقادرٌ على ملحمة مثلها بإذن ألله ليعيد الأمور لنصابها، ويحق الحق. سيما
وأنه رمح ألله في الأرض، وبلد الكرار غير الفرار الذي لا يشق لذي فقاره غبار
"عليه السلام". وها هو يوم تحرير الفاو بوابة النصر شاهد.
المجد والخلود لشهداء العراق في تلك الملاحم.
المجد والخلود لشهداء العراق عامة.
تحية إجلال واحترام لجيشنا الوطني الذي سطر الملاحم.
عاش العراق.. عاش الشعب.. وألله أكبر.