وقفة احتجاجية امام الاسكوا في بيروت
ومذكرة الى الامين العام للامم المتحدة تدعو لوقف الحرب
بدعوة من اللجنة الوطنية اللبنانية لدعم انتفاضة الشعب السوداني ، نظمت بعد ظهر يوم الثلاثاء الثاني من ايار ، وقفة امام مقر الاسكوا في بيروت رفعت فيها شعارات ضد الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع واخرى تدعو الى اخراج العسكر من المشهد السياسي وتأمين شروط التحول الديموقراطي . وقد شارك في الوقفة ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وفصائل الثورة الفلسطينية والحركة النقابية في لبنان وممثلين عن الجالية السودانية في لبنان.
وقد القى الرفيق حسن بيان ، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ،كلمة في الوقفة ، شدد فيها على اولوية وقف الحرب واخرج التشكيلات العسكرية بكل مسمياتها من المشهد السياسي ، وعدم ترتيب اية نتائج سياسية على القتال العبثي.ودعا الى توفير المناخات التي تساعد على السير قدماً في مسار التحول الديموقراطي. واعتبر ان مايتعرض له السودان لا يهدد وحدته وبنيته الوطنية وحسب وإنما الامن القومي برمته. وانه كفى هذه الامة ازمات بنيوية ،خاصة وان جماهير الامن كانت تعلق امالاً على انتصار ثورة ديسمبر واقامة الدولة المدنية. ودعا المحامي بيان الامة العربية والامم المتحدة الى المساعدة على وقف القتال وعدم الاستثمار السياسي بهذا الصراع الدامي . وفي نهاية كلمته وجه التحية الى الجبهة المدنية التي تشكلت من طيف سياسي وطني ونقابي ومهني والدور الذي تضطلع به لاجل وقف الحرب واعادة الامور الى مسارها السياسي.
كما القى النقابي محمد قاسم كلمة الحركة النقابية في لبنان ، دعا فيها الى وقف القتال ومؤكداً على ديموقراطية الحياة السياسية ، وهاجم نهج التطبيع الذي اسس له البرهان وسار ركبه حميدتي والذي سبق كثير من انظمة الخليج في تطبيع علاقاتها مع العدو ، وختم بدعوة الامم المتحدة لتحمل مسؤولياتها حيال مايجري في السودان.
بدوره القى الاخ سمير ابو عفش امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت وعضو قيادة ساحة لبنان في حركة فتح ، كلمة دعا فيها الى وقف القتال موجهة التحية لشعب السودان الذي لم يتردد يوماً في دعم واسناد الثورة الفلسطينية وان المسؤولية القومية توجب مساعدة السودان لتجاوز هذه الازمة التي لاتهدد امن السودان الوطني وحسب وانما الامن العربي برمته كما امن القرن الافريقي الذي تخطط الدوائر الاستعمارية والصهيونية لزعزعة ركائز استقراره.
كما القى ممثلو الجالية السودانية كلمات في الوقفة دعوا فيها الى وقف القتال ووجهوا التحية الى الشعب اللبناني وقواه الوطنية المبادرة دائماً لدعم انتفاضة السودان من اجل التحول الدبموقراطي.
وكانت كلمة النهاية للجنة الوطنية اللبنانية لدعم انتفاضة الشعب السوداني القاها الرفيق محمود ابراهيم ، وجه فيه الشكر للذين شاركوا بالوقفة الاحتجاجية ضد الحرب في السودان.
وفي نهاية الوقفة سلم وفد من ممثلي القوى المشاركة في الوقفة مذكرة مرفوعة الى الامين العام للامم المتحدة وفي مايلي نص المذكرة.
نص المذكرة المرفوعة باسم اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب السوداني الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريتس
مذكرة مرفوعة الى سعادة الامين العام للامم المتحدة
بواسطة حضرة الامين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب اسيا ( الاسكوا )
سعادة الامين العام للامم المتحدة السيد انطونيو غوتيريس المحترم - نيويورك
بعد التحية
منذ ثلاثة اسابيع والسودان يعيش تحت وطأة قتال طاحن بين وحدات الجيش بكل صنوفه العسكرية وقوات الدعم السريع. هذا القتال الذي يدور في المدن والارياف ويكاد يغطي كل ولايات السودان ،اودى بحياة مئات الضحايا من المدنيين والاف الجرحى ودفع مئات الالوف لا بل الملايين الى النزوح والبحث عن ملاذات آمنة في داخل السودان وخارجه.
ان هذا الذي يجري في السودان حالياً ينذر بحصول كارثة انسانية بعدما ادى القتال الى تدمير المرافق الحيوية والحياتية وخاصة قطاعات المواصلات والاستشفاء والكهرباء فضلاً عن نقص حادٍ في الادوية والمستلزمات الطبية حيث اصبحت غالبية المستشفيات والمراكز الصحية خارج الخدمة .
واذا كانت جهود المجتمع الدولي تنصب على اجلاء الرعايا الاجانب وتأمين خروج آمنٍ لهم ، وهذا حق انساني لهم ، وواجب على دول هولاء الرعايا والمنظمات الدولية ذات الصلة بعمليات الانقاذ وتقديم الاسعافات في اوقات الحروب ، فإن لشعب السودان الحق ان يعيش في ظل مناخات آمنة تتوفر فيها كل شروط الامن الحياتي والسياسي . وهذا الحق الطبيعي للانسان المهدده حياته بالخطر ، خطر الموت والجوع والتشرد والانسلاخ عن بيئته الاجتماعية والوطنية ، تملي على المجتمع الدولي وعبر هيئاته المعنية بتوفير الامن والسلام للشعوب وعلى رأسها الامم المتحدة التي تتشرفون بتولي مسؤولية امينها العام ، المبادرة السريعة ، لوقف هذه الحرب التي اندلعت نتيجة الانسداد السياسي في مسار الازمة في السودان وتعطل مسار التحول الديموقراطي والذي يتحمل مسؤولية هذا التعطيل طرفا القتال العبثي الذي يدفع شعب السودان ثمنه بزهق ارواح ابنائه وتدمير ممتلكاته ،وتهديد استقراره الاجتماعي .
سعادة الامين العام
ان استمرار القتال في السودان بكل ما يخلفه من كوارث انسانية وتهديد لبنيته الوطنية لن يبقى محصوراً بتداعياته ضمن النطاق الوطني السوداني ، بل سيضغط على دول الجوار و سيكون عاملاً لتفجر اوضاع دول المحيط الجغرافي مهدداً بذلك السلم والاستقرار في القرن الافريقي وفيه مايكفية من ازمات سياسية اقتصادية و تستوطنه تناقضات وصراعات قبلية وجهوية وعرقية حادة.
اننا ونحن نتوجه اليكم بهذا النداء ، فإنما نناشدكم العمل السريع من أجل وقف القتال في السودان وتوفير سبل الحماية للمدنيين ، عبر تلاقي الجهود الدولية الخيرة البعيدة عن الاستثمار السياسي في هذا الصراع الدامي والمدمر مع جهود القوى السودانية الداخلية ، التي تدعو لوقف الحرب وعدم ترتيب اية نتائج سياسية عليها والمساعدة لتوفير مناخات ملائمة لانجاح مسار التحول الديموقراطي وابعاد القوى العسكرية بكل تشكيلاتها عن المشهد السياسي ، وحصر دورها بمهمة الدفاع الوطني تحت اشراف سلطة سياسية منبثقة من ارادة شعبية تمثل كل الطيف الوطني السوداني.
ان ثقتنا كبيرة بكم وانتم الذين بادرتم لاطلاق مبادرات انسانية للمساعدة في تلقي نتائج النزوح الداخلي واللجوء الى دول الجوار ، والامل معقود عليكم للمساعدة في انهاء القتال وتأمين البيئة الامنة التي تمّكن من غادر بحثاً عن ملاذٍ آمنٍ ، من ان يعود ليجد سكينته تحت مظلة خيمته الوطنية و استناداً الى عملية سياسية تقيم دولة مدنية تسودها العدالة والمساواة وسيادة القانون .
وتفضلوا بقبول فائق احترامنا وتقديرنا
اللجنة الوطنية اللبنانية لدعم انتفاضة الشعب السوداني
بيروت في ٢٠٢٣/٥/٢
هذا وقد وجهت رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية السيدة عائدة نصرالله رسالة الى اللجنة الوطنية اللبنانية للتضامن مع انتفاضة الشعب السوداني ، اعربت فيها عن اعتذارها عن المشاركة في الوقفة الاحتجاجية ضد الحرب في السودان لارتباطها بإجتماع على الزوم في ذات توقيت الوقفة ، وانها تؤيد وتتبنى كل ماورد في المذكرة المرفوعة باسم اللجنة الى الامين العام للامم المتحدة.
الخميس ١٤ شــوال ١٤٤٤ هـ ۞۞۞ الموافق ٠٤ / أيــار / ٢٠٢٣ م
أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللجنة الوطنية اللبنانية لدعم انتفاضة الشعب السوداني
نسخة للطباعة
عودة الى صفحة مقالات
دليل كتاب شبكة ذي قار
تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد
إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة
