شبكة ذي قار
عـاجـل










في ذكرى ميلاد القائد صدام حسين:

هذه الأسباب الحقيقية لغزو العراق واحتلاله

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

المنهج العلمي في التقييم والتقويم يقتضي استحضار البدايات والنهايات معاً، ولا يجتزئ النهايات  .

المشاريع القومية الرسالية ليس لها خواتيم أياً كانت مصبات روافد فعلها طالما أنها تسقي أرض المشروع، وتنمي قدراته، وتعلن عن كينونته، وتثبت الإصرار على تحقيقه.

الحق والعدل صنوان متكاملان، فالعدل جزء من الحق، ولا يجوز استخدام العدل بمعزل عن الحق.

للأمة العربية حقوق تقتضي العدل، ومن أجل تحقيقها فإن ذلك يتطلب مواجهة سالب الحق ومانع العدل.

الموت نهاية كل حياة، والعبرة في أن تكون الحياة قد أنتجت حياة أخرى قبل موتها، إنتاج حياة جديدة يعني أن الموت ليس نهاية بل بداية تقترن باحتمالات تحقيق الأهداف السامية النبيلة.

إن الأسباب الحقيقية لغزو العراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها من العجم ومن معهم تكمن في تشكل قناعات صهيونية امبريالية ماسونية طائفية من ولادة الحياة في العراق، لم يعد بالإمكان تحجيمها، والإرادة العراقية قد خرجت تماماً عن مواضع الخطوط الحمراء التي وضعت من قبل أعداء الأمة العربية عند صناعة الدول القطرية من قبل سايكس وبيكو، وإن هذه الولادات العراقية التي غلبت حرب إيران، وخرجت من حرب الكويت، وقارعت حصار الأربعة عشر سنة المقترنة بالعدوانات العسكرية المتكررة، ومن أجل ذلك صار لزاماً اجتثاث العراق، عبر اجتثاث نظامه وحزبه وقيادته وجيشه وصناعته وعلمه.

لقد عجزت وفشلت خطط اسقاط العراق بالتمرد ، وسقطت خطط اسقاط المشروع القومي النابت في العراق زرعاً خرج عن السيطرة بعد نجاح تأميم النفط. وتم قبر كل محاولات التآمر الداخلية المغذاة من خارج حدود العراق ومن كل الجهات، وتمكن شعب العراق وقيادته التاريخية الفذة من الانتصار على العدوان الإيراني وما تبعه من حروب، وعدوان وحصار متمم غير منعزل عن عدوان إيران، فصار الحل الوحيد المتاح أمام أمريكا المتصهينة هو غزو العراق واحتلاله.

ويتحمل العربي الذي ينظر لغير هذه الأسباب تبعات تنظيره الساقط في أتون الشيطنة والتكفير والتجريم الذي صنعته الصهيونية وأمريكا ونظام الولي الفقيه الفارسي وذيوله الطائفية.

العربي الذي يجرم القائد صدام حسين ويتهمه بالباطل الذي بثته وحاولت أمريكا توطينه هو عربي بالكلام، معادٍ في حقيقته للأمة ولكل حراك عربي يهدف إلى استعادة حقوق الأمة.

إن العربي الذي يدعي أن قيادة صدام حسين والبعث هي التي جلبت أمريكا أنه أراد بهتاناً وباطلاً، ونقول لهم جميعاً: لو قدر لأي حزب قومي وحدوي ثابت على حق تحرير فلسطين فإنه سيستهدف من الصهيونية وسيتم غزو الأرض التي يحكمها، والخيارات أمام العرب مقيدة بخيارين لا ثالث لهما، هما إما القتال حتى الشهادة أو الاستسلام، وحق الوطن والأمة يجعل فرسانها يرجحون الشهادة.

إن الذين ينثرون البذاءات ضد شهيد الأمة هم الذين يديرون ماكينات التطبيع والاستسلام والتي تقتضي تيئيس العرب وسد منافذ الرجاء بالتحرير والوحدة في وجوههم، ألا خسئوا وساء ما يفعلون، وعليهم من الله الخذلان والعذاب، فحق أمتنا يولد مع كل ولادة لطفل عربي.






الثلاثاء ١٩ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة