شبكة ذي قار
عـاجـل










العملية السياسة الاحتلالية تحتضر

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

نحن، نقول ما في ضمير العراق وشعبه، نحن لا نركب موجة ولا نمني النفس محض أمنيات لأننا لا نبحث عن مكسب شخصي ولا مصلحة حزبية أو فئوية، نحن الوحيدون من بين الأحزاب والحركات السياسية في العراق من جاء الغزو لاغتيالنا واجتثاثنا واقصائنا عن أرضنا وشعبنا.

نحن الذين قلنا قبل الغزو وبعده ولا زلنا نقول إن الغزو باطل ونحن الذين رفضنا وقاومنا العملية السياسية دون أن نتردد لحظة واحدة، هذا إقرار بحقائق وليس مباهلة ولا مفاخرة.

الآن، تدلي دول وأحزاب وأشخاص بدلوها في تجريم الغزو وتقديم براهين وأدلة نحن سقناها وسوقناها عبر كل يوم من أيام محنة وطننا وشعبنا منذ عشرين سنة. ومن بين من يتصدون الآن للعملية السياسية هم بعض عرابيها وصناعها ومن راهنوا على أنها مروج خضراء ستغطي ربوع العراق، وسعادة غامرة ستسعد قلوب العراقيين، وأمنيات ورجاءات طال انتظارها: قاتلهم الله منافقون خونة أدعياء مقامرون طلاب سلطة تخدم شراهتهم وشرور أرواحهم فسوغوا الباطل وزوقوا الظلام.

عرابو العملية السياسية الذين يعارضونها اليوم من واشنطن ولندن ويروجون الإشاعات والأقاويل والتحليلات والتقارير عن قرب سقوط العملية السياسية هم الذين لم تعطهم الدول الحامية للعملية السياسية ما أعطت لإيران وأحزابها مثلاً ففروا يبحثون عن فرصة جديدة تمنحها لهم بريطانيا أو الولايات المتحدة.

نسمع هذه الأيام أصواتهم تنادي بالتغيير يلبسون ذات ثياب النفاق التي لبسوها قبل ٢٠٠٣ دون حياء ولا خجل، إنهم يدعون أن بريطانيا مصرة على التغيير، وأميركا متفقة، والمجتمع الدولي تغيرت أحواله وصار ينبذ العملية السياسية.

أحدهم بث من لندن خطة بريطانية متكاملة وسيدة أخرى من واشنطن أقرت بأن العملية السياسية قد ولدت منغولية وأخطر مظاهر عوقها الطائفية والمحاصصة: لماذا لم يسمعوا ولم يقرؤوا ما كان أحرار العراق يصرحون به وبثبات وإيمان وصدق طيلة العشرين سنة الماضية؟

أحد عرابي غزو العراق واحتلاله ونائب في عدة دورات انتخابية احتلالية يقود الأصوات المعلنة عن أعاصير ستعصف بالعراق وينتج عنها إصلاح ذات بين ٢٠٠٣! ولا يفوته أن يمس من بعيد مشاعر الوطنيين حيث يذكر حسنات ما قبل ٢٠٠٣.

نعم العملية السياسية تحتضر، وهذه حقيقة لم تصنعها قناعات الغرب ولا الشرق بل صنعتها مقاومة شعبنا الباسلة وأفرزتها طبيعة الباطل والدمار والقتل والتهجير والنزوح والاعتقال والإرهاب والفساد المنقطع النظير للعملية السياسية وفشلها الذريع إلا في تدمير العراق وإذلال شعبه.

نعم العملية السياسية تحتضر وستزول لكن ليس بخطة بريطانية ولا بقوات أمريكية لأن أي تغيير يحصل بقوى صنعت العملية السياسية بعد غزو العراق واحتلاله لن يعبر عن إرادة شعب العراق ولن يلبي طموحه، ولن يحقق استقلاله وسيادته، ولن يحمي وحدته الأزلية، بل إن التغيير بيد الشعب، والشعب وحده وبالمقاومة المدنية والمسلحة.

أحرار العراق في شوارع العراق، كل العراق، هم قادة التحرير وهم إرادة التحرير لأن إصلاح العملية السياسية وهم تماماً كوهم العملية السياسية ذاتها يوم أطلقها الواهمون.






الاحد ٢٤ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة