شبكة ذي قار
عـاجـل










الموازنة وسلم الرواتب ومعاشات المتقاعدين

 أوراق ابتزاز ومساومات

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

من يراهننا أن نوري المالكي سيفرش باب مكتبه أو باب بيته وروداً ويستقبلها استقبال الفاتحين لو قررت السفيرة الأمريكية تكريمه بزيارة؟

من يراهننا أنه لن يتأخر ثانية واحدة لو استدعته إلى مكتبها؟ ومع أننا نعرف طباع المستعمر، ومنها قساوة جلده وانعدام الأخلاق عنده والكرامة إلا أن نوري لن يتجرأ إعادة كلمة نقد واحدة من التي وجهها على تلفاز من ممتلكاته التي سرقها من أموال شعب العراق كانتقادات للسفيرة، وما سماه تدخلاتها في الشأن العراقي، بل سيخرس ويطأطئ رأسه، لأنه يعرف أكثر من سواه أنه وصل بغداد بقرار أمريكي، وحكم ولا زال بقرار وبحماية أمريكية.

نسوق هذا الأمر لنؤكد مجدداً على كذب أحزاب الاحتلال وزعاماتها ونفاقهم المقرف وتناقضاتهم المفضوحة في صراعات الديكة التي صنعت لهم حلبتها الولايات المتحدة الأمريكية للإمعان في تمزيق العراق وإذلال موقفه أمام العالم.

نوري المالكي هو من وقع وثيقة احتلال العراق قبل الانسحاب المزعوم فيما يعرف باتفاق الإطار الاستراتيجي.

وجزء من صراع الديكة ما نشاهده من تحركات بهلوانية فيما يسمى بإقرار الموازنة التي بتأخيرها يجري وضع رقاب العراقيين ولقمة عيشهم في مهب رياح الفساد الصفراء واتفاقات الغرف الخلفية على تقسيم مغانم الفساد من جهة، وإذلال العراقيين من جهة أخرى.

إن من يتابع تحركات ومساومات والابتزاز السياسي المصاحب لموضوع الموازنة يظن لوهلة أن العراق هو البلد الوحيد الذي تقر فيه ميزانية وأن إقرار الموازنة هو نعمة ربانية تنزل متى شاءت الأقدار بعد أن تنتهي بهلوانيات السيرك السياسي المنتفع منها بطرائق لا عد لها ولا حصر.

أما موضوع سلم الرواتب ومعاشات المتقاعدين فقد أسست لها حكومة الخضراء محطات تلفازية وإذاعات ومواقع تواصل على اليوتيوب والفيس بووك وتويتر، وجندت لها محللين سياسيين وإعلاميين وباحثين اقتصاديين وسياسيين، بعضها يسير طولاً، وبعضها يسير عرضاً، وآخرون يشدون، وسواهم يرخون، وبعضهم يهاجم، وآخرون يدافعون، والأغراض مجدداً هي تحويل الموضوع الروتيني إلى منجزات تاريخية.

ما يثير الدهشة أن حكومة الاحتلال في الخضراء إن كانت تبحث عن مجد وعن إنجازات فإنها لا تحتاج إلى هذا اللغط واللهو الممجوج، فطرائق الإنجاز وأغراضه يعرفها كل ذي بصر وبصيرة، ولا تحتاج إلا للإخلاص للوطن وحب الشعب، وهو ما يفتقده أوباش الإطار ومرتزقة الأطراف الأخرى الباحثة عن الفتات.

إن اللغو واللهو العبثي المعبر عنه في مماحكات الموازنة ومساوماتها وابتزازاتها مرتبط ارتباطاً عضوياً بابتزاز العراقيين في لقمة عيشهم المرتبطة بالرواتب والمعاشات، وهي صلة العراقيين الوحيدة المتبقية لهم مع سلطة الخضراء الخائنة العميلة.






الاربعاء ٢٧ شــوال ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيــار / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة