شبكة ذي قار
عـاجـل










إيران الصفوية في مواجهة الأمة العربية

عبد الله الحيدري

 

اشتهر الفرس في فترة علانية معتقدهم المجوسي بالقدرة الفائقة على تخطيط وتنفيذ الدسائس والمؤامرات وأشهر صناعاتهم كانت السم وهم أكثر الأقوام استخداماً له.

وفي العلوم السياسية وتحت باب الاغتيال يكون السم نتاج عقلية تآمرية توصف بالعادة بالجبن على عكس الوسائل الأخرى من الاغتيال. وبالتوقف عند مفاصل التاريخ الفارسي نجد أن كهنة النار تحولوا بعد الفتح الإسلامي إلى شبه منظمة سرية هدفت إلى صناعة الدسائس لإسقاط دولة الخلافة، وفي ظل حرب دسائسهم وبعد أن تصدى لهم الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب عمدوا إلى اعتناق الإسلام وبمرور الوقت صاروا معممين بدل كهنة، وزاد حجم تآمرهم بما يتناسب مع حلم تحقيق مشروعهم القومي وسخروا مذهبهم المبتدع لهذه الغاية.

 

وتعرض الفرس إلى محن تاريخية تراجعوا فيها وتقلص نشاطهم السياسي والعسكري العلني وانخفض تأثير مؤامراتهم في مراحل تاريخية مختلفة ومما لا شك فيه أن قائد النهضة القومية الفارسية الذي أعادهم لسابق عهدهم التاريخي كان (الخميني) والذي طور المذهب الديني بما يتناسب مع حجم الحلم والطموح وابتدع قواعد شرعية تخدم المشروع الفارسي القومي.

فالبعد الاستراتيجي في الحلم التوسعي الفارسي قائم على انتشار مكثف للوجود العسكري من خلال قواعد شعبية مرتبطة عقائدياً بالقيادة، وأصاب القيادة الفارسية غرور بعد قيامها بمساعدة الاستعمار الأمريكي على غزو أفغانستان وتعاونها المكشوف بملاحقة عناصر المقاومة من تنظيم طالبان مما أعطى للمساعدة بعد طائفي واضح وحاولت إيران بفعلها إعطاء بادرة حسن نية للإدارة الأمريكية فيكون غطاء لالتهام الخليج العربي، وجاءت المساعدة الإيرانية للقوات الأمريكية مرة أخرى في العراق بتوفير غطاء سياسي وعسكري وشرعي للاحتلال، وعملت إيران في العراق بخبث ودهاء وغرور لتقسيم الشارع العراقي طائفياً وجهوياً، خلاصة القول هي أن القيادة الفارسية ومنذ تغير استراتيجيتها على يد (الخميني) اعتمدت على المذهبية العقائدية في تحقيق الحلم القومي واستخدامها للبعد الديني اكسبها شرعية التفاف المريدين تحت غطاء عباءة الدين مع أن المذهب طور لصالح القومية، فصار المريدين يخدمون المشروع القومي الفارسي باسم الدين.

بينما يعتبر العراق اليوم  مركز المقاومة التحررية العربية فالمقاومة العراقية تقاتل ثالوث اعداء الأمة العربية الفارسية الصفوية والامبريالية الأمريكية والصهيونية، مما يكسب الساحة العراقية أهمية خاصة كونها معركة تحرير عالمية ضد ثالوث اعداء الأمة مجتمعاً مدعوماً من أنظمة عربية وإقليمية ودولية وأحزاب وتجمعات مختلفة والطرف الأخر هو المقاومة العرقية بتمثيلها الشرعي للشعب العراقي  فهي معركة عالمية بكل المقاييس بدأت منذ الحرب الثلاثينية على العراق، ولا زالت مستمرة للان مع اختلاف أسماء في المعادلات والأطراف.

وتدرك المقاومة العراقية جيداً عن عقلية الحكم الفارسي وتعرف جيداً أن الصراع صدام حضاري وأمام قيادة المقاومة الكثير من الإشكاليات ما بعد التحرير، فهي أمام بناء العراق والتخلص من بؤر الفرس وحلفائهم فالمقاومة العراقية لا تمثل الشعب العراقي فحسب بل هي الممثل الشرعي والوحيد للأمة العربية، والكل ينتظر منها أن تعود لقيادة الشارع العربي خدمة لقضاياه ومن أهما فلسطين المركزية.

 






الجمعة ٥ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الحيدري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة