شبكة ذي قار
عـاجـل










إضاءات فكرية

القيادة القومية في حزب البعث …ضرورة تاريخية ومسؤولية قومية

أ.د. طارق السامرائي

 

البعث حركة ومنظمة سياسية فكرية قومية شعبية اشتراكية انقلابية ،ومنذ الولادة ونشوء البعث عاني الحزب جملة من التحديات المصيرية في الداخل العربي والخارج كونه شكل محطة انتقالية لوعي طليعة المناضلين وطرح فكره ليستوعب الواقع العربي بكل ملماته وارهاصاته كما طرح مشروعه النضالي واستقرأ آفاق الحاضر والمستقبل وحدد أولوياتها، ومنها معركة المصير الواحد وتجسدت هذه المسيرة في مؤسسته المركزية القيادة القومية التي تحملت عبء هذه المسؤولية التاريخية ونشر الفكر البعثي القومي، وفي ضوء هذا الواقع تشكلت القيادات القطرية في طول وعرض الوطن العربي، ومنذ تلك المرحلة أصبحت القيادة القومية هي المؤسسة الشرعية لدور الحزب في معارك متعددة الجوانب ومتواصلة ضد من يحاول أن يعيد رسم خارطة المنطقة العربية وبث الفكر القطري ومفهوم التجزئة والابقاء على حالة التقسيم والشرذمة، مخطط اشتركت فيه قوي عربية وإقليمية ودولية بغية اجهاض هذا المشروع ،إلا أن حزم وإيمان القيادة القومية وطليعتهم الشباب العربي المؤمن بعقيدته حال دون ذلك، وعبر الحزب هذه التحديات وتجاوز أزماتها بصبر وأناة واصرار تقوده القيادة القومية بكل عزم وثبات ووظف نضاله البعثي المتفتح وصولاً إلى مرحلة سياسية يحافظ فيها على وحدة الحزب فكراً وممارسة بعيداً عن أية مؤثرات خارجية أو انشقاقات تلامس جوهر مسيرته وتشوه أهدافه.

كانت القيادة القومية وبذكاء حاد أعلم أن طريق نضال البعث ليس مفروشاً بالورد وإنما هو معركة وصراع من أجل الوجود والتواصل كما استطاع وبعناية قياداته المسؤولة أن يتصدى للتطرف وموجات الردة والانشقاقية والطفولية في إحداث المغامرات والإرهاب الذي بكل حلقاته استهدف الحزب وكيانه وديناميكية استمراره في بناء مجتمع مثقف يتطور باستمرار وفي ظل قيادة حكيمة ذكية قادرة على استنباط الآليات في مواجهة سلوك الردة والانشقاق والمحافظة علي المبادئ السامية وقيم الرجولة.

ومن هذا المنطلق كان للقيادة تصور كامل أن المواجهة مع الباحثين عن المواقع والمناصب بلا غطاء شرعي هي مؤامرة هدفها اسقاط مشروع الحزب في صياغة إيدليوجيته والنضال لإرساء رسالته الخالدة .

لقد تعرضت قيادات الحزب وفكره العميق ومهامه التاريخية إلى جملة من التشويه من مرتزقة دكاكين الأجنبي واليسار العربي، ولم يقتصر حدود التجاوز والمؤامرة على كينونة الحزب بل تعرضت القيادة القومية إلى سلوك أعوج من التشويه في ظرف حساس وزمن صعب وتعرض شخوصها لأساليب شرسة وعدائية نمطية وشاملة واعتماد أسلوب التجريح الرخيص جندت لها البعض في الإعلام والبروباغندا السطحية ومحاولة احراز كسب في تعطيل دور القيادة وتشظية مسؤوليتها التاريخية واضعاف وحدة ترابطها وقدرتها على مزاولة واجباتها في الرقابة الثورية ومتابعة المستجدات ووضع الخطط والالتزام بالواجب المقدس وهو تحرير العراق.

إن هكذا مواقف في ظروف قاهرة تتطلب استجماع القدرات لمواجهة أزمة العراق والأمة تبدي القوي المنحرفة اصطفافاً مع العدو في رعاية الطائفية والترهيب المجتمعي وخلق المقاربة مع فئات تناصب الحزب ومشروعه العداء.

لقد مارست قوى فردية وجماعية أدواراً من المغامرات الانشقاقية عبر مراحل نضال الحزب وباءت بالفشل بسبب سلوكها الشاذ المعادي لقيادة الحزب خرجت منه دوماً بالفشل والانهزامية.

إن الاستفراس المعادي المتشدد بهدف ايقاف عمل القيادة لدورها وإلغاء حضورها في مواجهة التحديات المعاصرة والمواصلة على مقاومة المحتل واستمرار برنامجها السياسي في تجذير وتقوية الروح المعنوية والانتماء الوطني والقومي وصيانة الفكر وقدرته في استيعاب المعادلة وتعزيز الروح الوطنية في مقاومة الاحتلال وقواه المعادية الميليشياوية الظلامية المرتبطة بمراكز التحكم والتوجيه الإيراني.






الجمعة ٥ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. طارق السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة