إضاءات فكرية

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي (القسم الثاني)

أ.د. طارق السامرائي

إن القيادة القومية التي اكتسبت شرعيتها باطار ديمقراطي وقانون تنظيمي جماهيري وحزبي لا تتوقف التزاماتها العقائدية عند الانحدارات في المستوي الهابط تعرجات تعطيليه، فهي مؤسسة تعاهدت علي احتراف العمل النضالي الشريف لكي تبقي جدران حياتها صلبة وحضنًا دافئ لتجاوز المحنة في احتلال العراق وبقية اجزاء الامة التي تعرضت لعدوان متعدد الأطراف والأهواء يسعي بجد إلى إنهاء دورها المتطلع لمستقبل تحرري جديد واغتصاب هويتها القومية وتركها عرضة ممزقة النسيج الاجتماعي.

إن المؤامرة بصورة الردة والانشقاق هو درب من دروب الخيانة لسرقة دور القيادة القومية رأس حكمة البعث وعقله المفكر وهو جزء من نظرية المؤمرة لخلق حالة التشظي في مسيرة النضال. وبسبب قصور وعيها وانحسار شمولية عقيدتها ونزعتها اللامشروعة باءت بالفشل والانكسار في أبشع ردة في زمن صعب ووقت يتطلب السعي للمواجهة وإنقاذ الأمة من مأزقها التاريخي.

إن هذه الزمر ومعها قوي الردة والتكفير الديني ودعاة الاحتلال ومنظومة التشكيل الارهابي الطائفي والمذهبي في العراق وسوريا ولبنان واليمن بدعم من الألة الامريكية وبفعل نظام ولاية الفقيه.

ولهذا الواقع المرير تحتم دوراً جديداً مضاف على مؤسسة القيادة القومية لمنازلة جديدة من نوع جديد تجلت معالمه في عديد من الطمع الأجنبي الشرس تمثل في انتشار المافيات الايرانية والارهاب تحت مظلة الدين في مصر والاطماع التركية والتهديدات المائية والاتفاقيات الاقليمية وتجنيد المرتزقة للعبث في ساحات الامة العربية والحرب في اليمن واستنزاف الثروات الوطنية شكل مهمة تاريخية جديدة يتحمل وزرها البعث وقيادته الرأسية.

في هذا الوقت العصيب تشرق علينا خيوط مؤامرة بثوب الشرعية الغير مشروعة لكي تتطاول وتتجاوز تاريخ ودور القيادة القومية سابقا ولاحقا وهو نتاج سلبي ضعفت فيه النفوس وفقدت فيه لمعان العقيدة العربية والانكفائية ونكران هذا الدور والواجب والتضحية لقيادة البعث، الأمر الذي جر هذه الفئات إلى فشل ذريع ببعديه الأخلاقي والقيمي.