شبكة ذي قار
عـاجـل










إعادة السيادة للعراقيين وليس نقل السيادة للعراقيين

فليتفضل رامسفيلد بتعداد إنجازاته!

 

فؤاد الحاج

 

في آخر يوم من أيام الشهر الماضي نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) مقالة لرامسفيلد وزير دفاع بوش وعصبته انتقد فيه وسائل الإعلام لأنها لم تتحدث عن الجسور التي أعاد بناءها في العراق!!.. قائلا: "إننا نعيد بناء الكثير من الجسور، وهذا لا يشكل معلومات (بنظر الإعلام)، في حين ان خبر انفجار جسر يتصدر الصحف".

ورأى رامسفيلد إن إنجازات القوات الغازية الأميركية والبريطانية "جديرة بالذكر"، وأشار إلى "إعادة فتح عدد من المستشفيات والجامعات وتشكيل وتجهيز جيش عراقي جديد يضم 56 ألف عنصر وإنشاء سلطة وأجهزة دولة وبلديات جديدة"!!.. ثم أعلن "أن الطريق لن تكون سهلة وستشهد انتكاسات"!!.. هذا أهم ما ورد في مقالة السيء الصيت رامسفيلد.. وقد كان بودنا أن نسمع منه أرقاماً وأدلة وشواهد حال على ما ادعاه في مقاله، ولست أدري إذا كان رامسفيلد كان جاداً في كلامه وحملته على أي من وسائل الإعلام يشن حملته هذه مع العلم أن معظم الإعلام الذي يشاهد ويقرأ في الغرب بشكل عام مسيطر عليه من قبل أعداء الإنسانية وتجار الحروب والبشر، وبواسطة هذا الإعلام نجح مع رئيسه بوش وعصبة أشرار الإدارة الأمريكية بنشر الأكاذيب والتلفيقات ضد العراق ورئيسه.. ولست أدري فعلاً إذا كان رامسفيلد قد أخذ منه الخرف مأخذه منه كي يتفوه بهكذا كلام!!.. وإلا لماذا جنابه لم يتفضل ويعدد إنجازاته في العراق الذي تم غزوه ضد أي شرعية دولية أو مفاهيم قبلية ومن ثم احتلاله والتدخل في شؤونه الداخلية!!.. وكأن العراق كان بدون مستشفيات وبدون أطباء وبدون جيش وبدون جسور؟ ترى ألا يعلم رامسفيلد هذا أن بوش الأب وباول وكل أشرار الإدارة الديمقراطية الأمريكية قد هدموا 136 جسرا في عدوان عام 1991 وأن العراقيين أعادوا بناءها كلها في ظروف وأوقات استثنائية وزمن قياسي معتمدين على عقولهم وسواعدهم وأنه لو أرادت كافة شركات أمريكا أن تبنيها لما قدرت على ذلك رغم كل ما يملكونه من معدات وآلات وتكنولوجيا متطورة؟!.. وألا يعرف رامسفيلد أن كافة محطات الاتصالات السلكية واللاسلكية المحلية والدولية قم تم تدميرها في عدوان أمريكا الغاشم عام 1991 ومن ثم أعاد العراقيون بناءها بأفضل مما كانت عليه قبل العدوان؟!! وألا يعرف رامسفيلد بأن كافة الوزارات والقصور الرئاسية وقصر المؤتمرات الذي يلتقي فيه مندوب أمريكا السامي الجنرال بريمر مع دمى الحكم المعينين صهيونياً وأمريكيا قد تم تدميره ثلاث مرات وأن العراقيين الأبطال قد أعادوا بناءها بسواعدهم؟!.. وألا يعرف رامسفيلد بأن المستشفيات التي يتحدث عنها قد تم إعادة بناءها وكذلك المدارس والمساجد والكنائس ومحطات توليد الطاقة ومصافي تكرير النفط وكل البنى التحتية التي دمرها العدوان الأمريكي الأطلسي عام 1991 قد تم إعادة بناءها بأيد عراقية وزادوا عليها من مفاخرهم متحدين الحصار الظالم والعدوان شبه اليومي الذي كان متواصلاً منذ عام 1991؟!.

كل ذلك وأكثر مما لا يعرفه رامسفيلد وعصبة إدارة الشر الأمريكية ولكن الأيام القادمة لا بد وأن تعيد كتابة تاريخ هذه المرحلة وتكشف فيها حقيقة زيف وادعاءات عصابة الشر الأمريكية وستسجلها ربما ببضعة أسطر يقال فيها أنه في نهاية العقد الأخير من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين حاولت إدارة الشر الأمريكية وفشلت في السيطرة على بلد عضو في هيئة الأمم المتحدة اسمه العراق لأنها كانت إدارة تشتهر بالكذب والخداع وأن هذه الإدارة قد أطلقت رصاصة الرحمة على هيئة الأمم المتحدة، في الوقت الذي استعملت فيه كافة صنوف أنواع الأسلحة المحرمة ضد العراق وشعبه وقد تم كشف زيف وادعاءات رئيس تلك الإدارة الذي كان اسمه بوش الصغير وتابعه البريطاني الذليل بلير من قبل الرأي العام الأمريكي ومن كافة شعوب العالم..

من هنا نقول بأنه لو كان هناك عدل حقيقي في العالم وفي كافة المنظمات الدولية الرسمية والشعبية يجب عليها إعادة الشرعية الحقيقية للعراق أي إعادة السيادة للعراق التي كانت قبل الغزو الأمريكي البريطاني لذلك البلد في العشرين من آذار/مارس 2003، وليس نقل السيادة كما يحاول البعض أن يتفلسف ويدعي في أمريكا وفي بريطانيا وأستراليا وبعض الدول الأوروبية!!.. وفي الوقت نفسه يجب الاعتذار لشعب العراق ودفع كافة نفقات ما تم تدميره ونهبه خلال الغزو الصهيو-أمريكي الأخير إضافة لدفع كافة نفقات الظلم الذي تعرض له العراق وشعبه منذ العدوان الثلاثيني الغادر عام 1991.. كما نطالب بوش الابن وبوش الأب كذلك ليس فقط الاعتذار وتغريمهم بدفع عن كل ما نتج من خسائر ودمار مادي ومعنوي عما فعلوه من مظالم بحق الشعب العراقي بل بمحاكمتهم أيضا من قبل العقلاء من شعب أمريكا الحر بتهمة الكذب والخيانة للقسم الرئاسي وتبديد أموال أمريكا وزرع العداء مع شعوب الأرض قاطبة حتى مع شعوب الدول التي تحالف معها لغزو العراق بتهم ملفقة وأكاذيب. مع العلم أن كافة مليارات أمريكا ومعهم أموال البنك وصندوق النقد الدوليين لا يمكن أن تعوض خسارة طفل عراقي أو شاب أو كهل أو امرأة وفتاة تعرضوا لصنوف أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها أسلحة اليورانيوم المنضب التي ذهب ضحيتها حتى الآن أكثر من مليوني شخص عراقي معظمهم من الأطفال على اعتبار أن نسبة الوفيات في العراق شهرياً جراء تلك الأسلحة ونقص الغذاء والدواء كان حوالي (6) آلاف معظمهم من الأطفال، وقد تم وقف أو منع الإحصائيات منذ بداية شهر نيسان/إبريل الماضي حيث كانت الإحصائيات حتى شهر شباط/فبراير الماضي تقول أن عدد الوفيات جراء نقص الغذاء والدواء والإصابة بالسرطانات نتيجة استعمال أمريكا وبريطانيا واستراليا لليورانيوم المنضب أكثر من مليون ونصف المليون شخص معظمهم من الأطفال.






السبت ٦ ذو الحجــة ١٤٤٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / حـزيران / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فؤاد الحاج نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة