الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
هي ضرورة تاريخية عراقيا وعربيا ودوليا لأن العراق
المتطور في كل مناحي الحياة الخارج من شرنقة الفقر والجهل وتدني الأداء البشري هو ضرورة
لأمن ولاستقرار ولانسيابية الحياة الطبيعية في المنطقة وفي العالم. وقد استقت ثورة
تموز ضرورتها كحدث لا مناص من حدوثه بل ان حدوثه جدل منطقي وتاريخي من واقع العراق
السياسي والاقتصادي والاجتماعي بكل تفرعاته. فمن الناحية السياسية كان العراق يئن تحت
وطأة عدم الاستقرار الناتج عن ضعف الحكومات التي تواترت عليه خاصة بعد ثورة تموز
١٩٥٨ وتعصف به صراعات سياسية أغلبها دموي بين القوى السياسية المتحركة على أرض هشة
تعوزها الرؤية الوطنية الخالصة والانانيات والاطماع وتؤجج خلافاتها المرضية اجندات
خارجية بالأعم الأغلب تحركها مصالح الشرق من جهة والغرب من جهة أخرى.
وكان العراق اقتصاديا يعاني وهنا شديدا في الموارد
وينتشر الفقر بين أبناء الشعب في الوقت الذي تقوم شركات الاحتكار الأجنبية بنهب ثرواته
النفطية الهائلة واستغلال كل ثرواته المعدنية. وكانت الزراعة تعاني من تخلف طرائقها
وعدم استقرار منتجاتها وبدائية حياة الفلاح العراقي وضعف عام في تطبيق قوانين الاصلاح
الزراعي وعدم استقرار حصص العراق المائية لتلاعب دول الجوار التي تخرج منها روافد نهري
دجلة والفرات فضلا عن ضعف وسائل الري وتخلفها.
كان مستوى معيشة الفرد العراقي والدخل ومستوى تعليمه
ومستوى الخدمات المقدمة له هي الأقل نسبا في كل المنطقة. وكان الدخل القومي فقيرا وثروات
البلد المختلفة إما بيد شركات الاحتكار أو غير مستغلة.
كانت الامية تغطي على قدرات الانسان العراقي والامراض
والاوبئة تفتك بشعبه فكانت إنتاجية الفرد العراقي متدنية جدا وحياته بائسة معدمة.