شبكة ذي قار
عـاجـل










ثورة تموز ١٩٦٨: أسباب العداء والاستهداف حد الغزو العسكري

الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس

 

 هذا عنوان يجب أن يتكرر لملايين المرات وان يكتب فيه كل الاحرار من العراقيين والعرب بل ومن أحرار الإنسانية عامة. لقد كذب الامريكان والانجليز وكذب من اصطف معهم من العرب والعجم في تسويغ وتبرير غزو العراق واحتلاله سنة ٢٠٠٣. كذبوا في تصوير العراق رائد حرب وعدواني وهو المدافع عن حياض ارضه وكرامة شعبه وسيادته واستقلاله وكذبوا في تسويق عدوانية موجهة ضد الكويت في الوقت الذي تجنب فيه العالم الأطرش الأخرس كل الأسباب والحقائق التي أجبرت العراق على الدخول في أرض الكويت ومنعته من الانسحاب بكامل ارادته لكي تشن العدوان الغادر عليه سنة ١٩٩١م وكذبوا في تجميع أسباب ما أنزل الله بها من سلطان لإصدار قرارات ( أممية ) فرضت على العراق وشعبه حصارا ظالما جائرا لم يشهد له العالم مثيل استشهد بسببه قرابة مليونين من أطفال ونساء وشيوخ العراق جوعا ومرضا فضلا عن عدوانات عسكرية متكررة دمرت كل البنى التحتية والفوقية على مدار ١٤ سنة.

 إن الله سبحانه وكل من آمن بالله وبحقوق الانسان والدول وكل من اعترف بالقوانين والشرائع الدولية يدرك ويعلم وعليه أن يقول ويصرح بالحقائق التي تقف وراء العدوان المتواصل على العراق منذ عام ١٩٧٠ وأولها ان العراق أمم نفطه وأنهى احتكار الشركات الغربية لثرواته وهو احتكار قد جوع شعب العراق وأبقاه فقيرا جاهلا عرضة للإصابة بالأمراض والاوبئة.

  إن سياسة التنمية الانفجارية التي نفذتها ثورة تموز ١٩٦٨ قد خلقت عراقا مختلفا يمتلك عوامل استقرار ومنعة وقوة وتأثير لم ترق للإمبريالية والصهيونية وأدواتهما في المنطقة فجربت التآمر عليه طيلة عقود من الزمن وصولا إلى  غزوه. كان لا بد من اغتيال ثورة تموز وقيادتها وخلق واقع جديد مختلف وعلى النقيض مما كان العراق يسير عليه قبل الغزو.

   دخل العراق في صناعة الذرة للأغراض السلمية وتطورت قدراته العلمية والبحثية في الفضاء والفلك والزراعة والصناعة والتعليم بكل مراحله فعبر كل الخطوط التي تخيف الصهيونية فقرر الامريكان غزوه وانهاء مسيرته التنموية التي خرجت من شرنقة العالم المتخلف.

  رفض العراق المساومة على مبادئه وشرف عروبته والانتقاص من سيادته واستقلاله ورفض وقف بناء قوته العسكرية والتصنيعية فكان لا مناص أمام أميركا الا ان تصنع مبررات كاذبه واهية لتغزو البلد وتحتله وتحوله إلى  شبه دوله تنخرها الصراعات العرقية والطائفية والقبلية ويعصف بها الفساد وتعيش تحت سلطة اميركا وبريطانيا وإيران وتعبث بها عشرات المخابرات الدولية.






الخميس ٩ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة