شبكة ذي قار
عـاجـل










إيران وحلمها المستميت بإعادة امبراطورية فارس إلى العراق

خنساء الفارس

 

بعد خروجها منكسرة تجر أذيال الخيبة والهزيمة من معركة القادسية الثانية متجرعة كأس السم ، مثلما هزمت على يد العرب في معركة القادسية الأولى ، ومنذ ذلك التأريخ وهي تفكر بالانتقام لهزائمها المتكررة على أرض الرافدين ، فبعد احتلال العراق سعت سعيا حثيثا لتوسيع نفوذها في العراق مستغلة غياب حكومته الوطنية ، فبعد هروب القوات الأمريكية الغازية التي ذاقت الويل على يد أبطال المقاومة العراقية لاحت الفرصة الذهبية لايران للتدخل في الشأن العراقي والعمل على ترسيخ نفوذها ، فعمدت إلى  توسيع قاعدة القوى السياسية والأحزاب الموالية لها ، وخاصة الأحزاب المغطاة بالدين ، وسعت إلى  حثّها على عدم التفريط بالسلطة ، وكرست كل جهدها السياسي والأمني والاقتصادي لتحقيق هذا الهدف ، ودعمت الجماعات والميليشيات  المسلحة الخارجة عن القانون ، وقامت بتخصيص موازنات ضخمة لدعم شخصيات معروفة لديها وفقا لمبدأ ضمان الولاء ...

لقد عملت ايران جاهدة للتأثير على المشهد السياسي  والتحكم في القرار السياسي العراقي من خلال التعامل مع القيادات العراقية الجديدة التي تعاملت مع ايران في زمن ما يسمى ب "المعارضة" ، فهناك أحزاب وجهات سياسية تصدرت في الحكم بدعم مالي ولوجيستي ايراني ، مما ضمنت ايران بعد فوز هذه الأحزاب بالانتخابات المزورة الحفاظ على مصالحها ونفوذها وتوغلها داخل الأراضي العراقية  ...

لقد تغيرت معادلة النفوذ الايراني في العراق بعد اندلاع التظاهرات الحاشدة الغاضبة في بغداد ومدن وسط وجنوب العراق في الأول من تشرين الأول - 2019، وسماع هتافات المتظاهرين التي نددت بالوجود الايراني وطالبت بالتخلص منه «ايران برة برة .. بغداد تبقى حرة»، وخاصة وأن هذه الهتافات رددها أبناء النجف وكربلاء والفرات الأوسط والجنوب، فكانت صفعة كبيرة لها.

إن إيران الآن تمهد لرسم أدوار وخلق عوامل مؤثرة جديدة بصدد بقائها وتوغلها في العراق بعد انهيار اقتصادها، فالاقتصاد الايراني أصبح اليوم أضعف من أي وقت مضى، والشعب الإيراني بات يعاني الأمرين من جراء العقوبات التي فرضتها أمريكا على طهران، لذلك فالقيادة الإيرانية الآن منشغلة بإعادة حساباتها في العراق من خلال الموالين لها في الحكومة الحالية والأحزاب وخاصة الدينية.

إن النفوذ والتوغل الايراني في العراق بعد الغزو والاحتلال كان نتيجة الظروف والمتغيرات الداخلية العراقية، فقد استغلت إيران تلك الظروف والمتغيرات للتدخل السافر في شؤون العراق الداخلية، فدورها في العراق كان سبباً رئيسياً في عزل العراق عن حاضنته العربية، وقد استطاعت من خلال حلفائها والموالين لها أن تسيطر على العراق من خلال استراتيجيات عدة أهمها ايصال عملائها إلى  السلطة ودعمهم للبقاء في سدة الحكم، إضافة إلى دعم وتسليح الميليشيات وجعلهم سيوفا مسلطة على رقاب العراقيين، فقد حولتهم إلى جنود أمناء يدافعون عن أمن إيران وبقائها في العراق، فضلاً عن توغلها داخل المجتمع العراقي بوسائل شتى ، ان كل هذا الذي عملته إيران لتحقيق حلمها المستميت بإعادة امبراطورية فارس إلى العراق.






الخميس ٩ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / تمــوز / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب خنساء الفارس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة