شبكة ذي قار
عـاجـل










حلم المعوزين

 

د- فالح حسن شمخي

 

إن ما يحدث اليوم بين العراق ، كقطر عربي كبير يمتد تاريخه إلى آلاف السنين، وفيه نهرين خالدين جَفا بفضل اهمال سلطة المنطقة الخضراء الكارثي فيه وبسبب  تركيا وإيران ، وفيه شعب مغوار ، يتحرك بعضه بفتوى من قم والنجف، وفيه آلاف الأنواع من الأشجار المثمرة التي قطعت بفصول الشتاء بسبب انقطاع التيار الكهرباء  ، وفيه حقول كبيرة من الغاز والفوسفات والكبريت،  لم تستثمر إلى الآن ، لأن الدولة العالمية العميقة لم تعطِ الإذن بذلك  ، ويقال إن هناك جبل من ذهب لم يكتشف إلى الآن ، وهو بانتظار الصهاينة لاكتشافه بعد تحقيق حلمهم بأرض تمتد ( من الفرات إلى النيل)، شعب بالمواصفات المذكورة أعلاه ، شجع الكويت الأخ الأصغر مستندين إلى  مثل عراقي يقول ( إذا الجلب حيز الواوي يفرح بالتبن ).

إن تطلع الكويت لضم العراق أمر وارد، فالكويت كقطر عربي شقيق يستند إلى تاريخ مجيد!!!

ينطلق من مفردة (كوت)، وهي مكان صغير لربط الخيول، وعائلة مالكة أصلها يهودي هربت من السعودية طلباً للأمان ، تقاتل الأخوة  بعضهم مع البعض  الآخر للجلوس على كراسي الأمارة ، بلد مثل الكويت ليس فيه ماء عذب ، وغالبية شعبه تبعية باكستانية وهندية وإيرانية وسريلانكية، يرقص الهيوة بشكل جميل وبارع ، من حقه أن يحلم بضم العراق كل العراق، وليس أم قصر وخور عبد الله فقط، فالعراق الذي اكتشف فيه زرياب  العود الموسيقية ، واكتشف   الفارابي   القانون لابد أن تحتله الكويت لضمه من أجل تطوير رقصة الهيوة بإيقاعاتها الهجينة.

لا أريد أن أصدع رؤوس أبناء العراق البررة المخدرين طائفياً ، من الذين يلطمون سنوياً ويركضون ركضة طويريج ، ويمسحون أحذية الإيرانيين والهنود والباكستانيين أيام عاشوراء ، والذين لا يتحركون إلا بفتوى جهادية  للدفاع عنه !!، والذين ينفذون الدبكة العشائرية بكل دقة للأخذ بالثأر لموت كلب أجرب ،لا أريد أن  اذكرهم  بعلي والحسين والمتنبي والجاحظ وابو العتاهية وهارون الرشيد وملوك الدولة العربية الذين بسطو نفوذ العرب والمسلمين على مشارق الارض ومغاربها منطلقين من  بغداد عاصمة العراق ، فهم لا يعرفون اليوم هذه الرموز التاريخية بقدر معرفتهم لقدر القيمة والسبسي الايراني .

للكويت كقطر عربي صغير شقيق الحق أن تراوده الأحلام بضم ممتلكات الأخ الأكبر، لا سيما وهو يرى أن الأخ الأكبر أصبح معتوهاً يتقاتل طائفياً وعشائرياً وعرقياً، وتسرق أمواله بلا حساب، وتنتهك أعراضه أمام الستار وليس خلفه، أخ شاخ، يعاني الزهايمر والموت السريري، أخ لا يذكر ما فعله العراق وجيشه في قادسية العرب الثانية، أخ فتح أبواب وشبابيك بيته على مصراعيها لنفوذ الفارسي الصفوي المقيت، فإيران الفرس اليوم تحكم العراق والعراقيين بإشارة من سفيه يدعى ولي الفقيه.

أتذكر حكاية عراقية قديمة تقول: أن نساء من الريف العراقي في الأهوار المحاذية لإيران كشفن عن الساق، فمر رجل، قالت أصغرهن هذا رجل، ردت الأخرى، أنا ما أشوف رجل، هذا عجمي، هكذا كان الشعب العراقي ينظر إلى إيران التي تتحكم فيه اليوم.

أنا كعربي أرى أن الكويت والعراق ومصر والمغرب وطن واحد منطلقاً من قول الشاعر العربي:

بلاد العرب أوطاني

من الشام لبغدان

ومن نجد إلى يمن

إلى مصر فتطوان.

 

لكني هنا أؤشر إلى نقطة مهمة وهي:

١- هل تستطيع الكويت الحفاظ على أمنها واستقرارها على الأمد المباشر والبعيد إن هي استغلت ضعف العراق الآني؟

٢- هل يستطيع الجيش الكويتي الذي يعتمد على المرتزقة الأجانب متعددي الأعراق، بالحفاظ على دولة الكويت العربية بمواجهة إيران وميليشياتها من دون العراق الشقيق، فالأطماع الفارسية التوسعية في العراق ليست نظرية الآن، فالواقع يشير إلى أن الفرس يحكمون العراق.

٣- هل اتفقت الكويت مع أمريكا على ضم العراق قضمة وخنقه داقة اسفيناً شريراً عميقاً ستكون هي أول ضحاياه باعتمادها سياسات قصيرة النظر؟

 

أخيراً أقول وبصدق إن ما يحدث الآن هو فخ ستقع فيه الكويت، فخ نسجته أمريكا وإيران والكيان الصهيوني، والهدف من وراء هذه الضجة، هو اعطاء المبرر لمحو دولة الكويت من الخارطة..

نعم محو الكويت وليس احتلالها، عبر المسيرات والبهبهاني والخلايا النائمة فهم ينتظرون ساعة الصفر، وهناك احتمال اصدار فتوى بتحويل ركضة طويريج إلى ركضة المطلاع، وبالتالي وكما يقول المثل العراقي (لاحظت برجيله ولاخذت سيد علي)، إن جزيرة بوبيان ستضيع وخور عبد الله تحصيل حاصل، وهذا كمرحلة أولى.

أرى أن يكون حكام الكويت أكثر حكمة، وينسوا ترسيم الحدود، فالذي حصل في الماضي سيكون أهون من دخول جموع الفقراء، والمليشيات الولائية إليهم، وهذه المرة ستتحرك الجموع بركضة المطلاع استناداً إلى الديمقراطية الأمريكية، فلا تنفعكم أمريكا ومن معها، والحكام العرب الذين حشدتهم أمريكا لمحاصرة وقتال العراق سابقاً، سيكون من الصعوبة بمكان الاعتماد عليهم هذه الأيام.

 أذكركم أن أم قصر قاتلت الجيش البريطاني ٢٩ يوم بلواء عراقي واحد ومؤازرة جماهير أم قصر، فلا تستهينوا بسكان أم قصر الأبطال.

نداء إلى أبناء العراق من الجياع والمعوزين جراء الحكام المستوردين والمعلبين أمريكا وصهيونياً وفارسياً، أفيقوا من أحلامكم ودافعوا عن العراق، فذيول إيران فيه يبيعونه لإيران ولغيرها ممن يدفع أكثر.






الاربعاء ١٥ محرم ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أب / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د- فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة