شبكة ذي قار
عـاجـل










المقاومة الفلسطينية والوعي والاسطورة
 
#الهدف_أراء_حرة

بقلم ✒️ الاستاذ احمد مختار البيت

نشر الكاتب آري شبيت مقالا في هآرتس العبرية ، أشار فيه إلى أن < الصهاينة > أصبحوا يمتلكون جوازات سفر < نفسية > للبلدان التي قدموا منها إلي فلسطين . وأن الحرب الدائرة الآن دفعتهم إلى تحسس تلك الجوازات، قبل آن تلفظ اسرائيل أنفاسها الأخير،  علي حد وصفه وأن الإسرائيليين يواجهون أصعب شعب عرفه التاريخ، وما لا يعلمه آري أن هناك ملايين من العرب الشرفاء والمسلمين الحقيقيين يملكون بذات القدر جوازات سفر < نفسية > لفلسطين والقدس الشريف، ولكل الأرض العربية التي اغتصبها يهود جاءوا من الشتات في أزمنة سابقة قبل العام 1948م وفي 1967 و 1973م . وعبر عمليات الاستيطان والتهويد التي تجري يوميا في أراضي الفلسطينين، حتي طالت أكثر من 60 % منها. وفق مراقبين لتاريخ وجغرافيا الصراع العربى الصهيونى ..

وما لم يقله آري شبيت هو أن الفلسطينيين في هذه المعركة لا يقاتلون بالبندقية وحدها .وهي كما يرى ويرى العالم لا تساوي شيئا مقارنة بالأسلحة الامبريالية -الصهuونية والقنابل المدمرة والطيران المتعطش لتدمير وقتل كل شيء، الأبرياء و النساء والأطفال والشيوخ،المساكن ودور العبادة ،والمدارس ،والمشافى ،والمزارع والتجارة...وكل ما يمت للحياة بصلة . فالذي يقاتل إلى جانب الفلسطينيين 
- الحق 
_الأرض 
_ والزيتون 
_والتاريخ 
_والنخيل 
او كما قال مؤسس البعث ان الله والتاريخ والجغرافيا ...
ورغم سياسة الأرض المحروقة والتدمير الممنهج، يلمس متأمل مشهد العدوان الانتقامى بوضوح أن الفلسطينيين كفوا عن الشكوى للأمم المتحدة ومنظماتها المتآمرة ، وبلغوا حق اليقين أن انتصار قضيتهم واسترداد حقوقهم في أرضهم معقود بناصية إيمانهم بقضيتهم وبعدالتها وبوحدة إرادتهم وسواعدهم وإبداع عقولهم .التي تخوض معكركة غير تقليدية في عصر قل فيه النصير، وكثر فيه المهرولون إلى التطبيع مع العدو بلا مقابل.

إن عظمة الثورة الفلسطينية التي أقنعت أري شبيت بعدم جدوى الحياة في فلسطين هو قوة إيمان أبطالها وصلابة رجالها ،ولأنها تحدّت نفسها ،وتساوت لدى شعبها قيمة الموت والحياة ،وتلك ذروة أي ثورة في الوجود وقد عبر عنها الشاعر بقوله : (إمَّا حياة تسر الصديق وإمَّا ممات يغيظ العدا ).
لقد استحضر رجال المقاومة كل مفردات الصمود والبطولة في التاريخ العربي الإسلامي وعانقوا حلقاته المشرقة، فكان الفعل بقدر الإيمان والعزيمة. اختفت مشاهد نواح النساء علي القتلي الشهداء والجرحي المصابين، لم يتحسر الفلسطينيون علي المباني المهدمة والبيوت والمساجد والأبراج التي سويت بالأرض،فهذا ما ظلت تفعله "إسرائيل" عشرات المرات،الا انها هذه المرة طلبت ،رغم ترسانة الاسلحة ،ممن صنعوها الدعم اللا محدود ،للانتقام والتشفى ومحاولة محو اثار عار الهزيمة التاريخى .وما زالت الآلة الصهuونية تواصل غريزتها في أجساد الأبرياء ومنازلهم ،وتنشر أرقام طلقاتها الجوية والأهداف التي طالتها في غزة ،ولكنها عاجزة تماماً أن تمنع الأرض أن تقول أنها (هذه الارض لنا عربية فلسطينية) أو تحجب القضية أن تفصح عن نفسها  وتشرح مأساتها وقدرتها على تحريك القوى الحية فى المجتمعات، ففي كل ورقة من أشجار الزيتون في فلسطين قصة شهيد وحكاية بطولة، لم يطلع عليها آري أو تغافل عنها
فأرواح مئات الشهداء وجراح الآلاف كفيلة برد الإنسانية إلى صوابها، حتى تقول : (إن فلسطين عربية والقدس إسلامية وهيكل سليمان تحتها تحريف وكذب فاضح).
إن وعي المقاومين الفلسطينيين بالأسطورة الصهيونية وأكاذيبها هو الذي تحدى الموت الحتمي وآلة الدمار والخراب العمياء ،وشيع في لحظات لا تشيخ من عمر التاريخ أحلام المطبعين والخونة والعملاء إلى مذبلة التاريخ ووضع شعوب العالم ودوله أمام مسؤلياتهم الأخلاقية والإنسانية.
وإذا كان الجيش "الإسرائيلي" يفتخر بعدد طلعات طائراته وبحجم الدمار الذي أحدثه في البنية التحتية في غزة وفي منازل المواطنين، فإن ضرباته هذه بلا شك أيقظت ضمائر ملايين العرب والمسلمين واحرار العالم ، ونبهت أحرار العالم لخطورة هذا الإجرام وأزالت الغشاوة من عيون الطيبين والأغبياء معاً.
وعلى الكاتب آري أن يقرأ على "الإسرائيليين "قصيدة محمود درويش (عابرون في كلام عابر)
فاخرجوا من ارضنا
من برنا... من بحرنا
من قمحنا...من جرحنا
من كل شيء، واخرجوا
من مفردات الذاكرة
ايها المارون بين الكلمات العابرة!

 أو إن شاء في سفر صموئيل ( وتأهب الفلسطينيون لاستئناف الجهاد ومطاردة الغزاة)




الاربعاء ٢٦ ربيع الاول ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الاستاذ احمد مختار البيت نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة