شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

 

قمة السلام في القاهرة ... هل تحقق رغبة الشعب العربي؟

الدكتور شاكر عبد القهار الكبيسي

 

عقد في القاهرة مؤتمر السلام يوم السبت 21 أكتوبر 2023م بدعوة رسمية وجهها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى 31 دولة عربية وإسلامية وأجنبية مع ثلاث منظمات دولية وعلى رأسها السكرتير العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية والممثل الأعلى للاتحاد الأوربي  وتأتي هذه القمة بعد فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار بشأن النزاع العربي الإسرائيلي القائم حالياً كما يأتي انعقاد هذا المؤتمر بعد رفض قادة مصر والأردن وفلسطين القمة الرباعية التي كان من المؤمل انعقادها في عمّان بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن حيث مثّل هذا الرفض استنكار عربي واسع وجماهيري واستهجان رسمي  للانحياز الأمريكي التام وغير المسؤول  للكيان الإسرائيلي الغاصب ومساندة عدوانه على الفلسطينيين والّذي شهد استنكارا عالمياً كبيراً حتى من شعوب الدول التي ساندت العدوان الإسرائيلي كفرنسا وألمانيا وإيطاليا وغيرها وربما نتفق أو نختلف مع قرارات هذا المؤتمر الّا  أنه مثّل ولو من قبل المشاركين من العرب والمسلمين موقفاً جيداً لكنه لا يصل إلى درجة الرضا لدى الجماهير العربية التي كانت ترى أنه كان بمقدور العرب ومنظمة التعاون الإسلامي أن تتخذ موقفاً أشد صلابة من موقفهم هذا فجميع هذه الدول لديها وسائل متعددة للضغط على الغرب من خلال  :

 

1. الدعوة للوقف الفوري لعمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعب غزة ولفت نظر المجتمع الدولي أن لا حلول للنزاع العربي الإسرائيلي الا بنيل فلسطين حريتها واستقلالها وسيادتها على أرضها وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس وهو الطريق الوحيد لتنعم المنطقة بالسلام.

 

2.تجميد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وخطوات التطبيع التي تنتهجها وللأسف الشديد أغلب الدول العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني ومع الدول المؤيدة له والتحفظ على كافة المعاهدات المعقودة بين العرب والكيان الإسرائيلي من أوسلو – كام ديفيد- وادي عربة حتى ينصاع هذا العدو لمنطق الحق والسلام والاستقرار.

 

3.فتح كافة المعابر والممرات الإنسانية المرتبطة بحدود مع غزة لإسعاف أهلها بما يحتاجونه من الماء والدواء والمواد الغذائية والوقود وغيرها.

 

4. توجيه دعوة من قبل المجموعة العربية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الجمعية العامة للأمم المتحدة بدلاً من مجلس الأمن الّذي تسيطر عليه الدول دائمة العضوية لانتزاع اعتراف أممي وقانوني بالحق الفلسطيني.

 

5. تشكيل لجان من الدول العربية والإسلامية مهمتها كسب التأييد الدولي لقضايا العرب المصيرية وشرح أبعاد المخططات الصهيونية والغربية للإضرار بالمصالح الفلسطينية والعربية والتوسع على حسابها بمشاريع استعمارية جديدة لا مصلحة للعرب فيها.

 

6. إنشاء صندوق مالي عربي وإسلامي ودولي لتقديم العون المادي وإنساني للشعب الفلسطيني وإعادة ما دمره الصهاينة من البنى التحتية في غزة وبقية المدن الفلسطينية.

 

7. نقل كافة المرضى والمصابين في غزة الى مستشفيات عربية لتلقي العلاج اللازم.

 

8. الدعوة لإطلاق عملية تبادل للأسرى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد وقف إطلاق النار بقرار يتبناه مجلس الأمن الدولي وفق الفصل السابع من الميثاق لإجبار الكيان الإسرائيلي على الرضوخ للإرادة الدولية بوقف العدوان والتدمير الممنهج لكل مقدرات الشعب الفلسطيني. بإدخال المساعدات والإمدادات لقطاع غزة الذي يرزح تحت وطأة أوضاع إنسانية صعبة تعصف بسكانه البالغ عددهم ما يزيد عن 2.3 مليون شخص منذ أسبوعين.

 

9. نبذ التفكير الصهيوني الغربي ومحاولاته لترحيل الفلسطينيين من ديارهم وأرضهم إلى دول مجاورة لإقامة دول إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل وفق منظورهم الديني المتطرف والمُنحرف.

 

10. اعتبار ما يجري على الأرض الفلسطينية من تجويع وتقطيع وتمييع وترحيل خطوات تفضي إلى جرائم حرب مخالفة للقانون الدولي من قبل دولة الاحتلال.

 

11. الدعوة لعقد مؤتمر قمة عربي يدرس جميع الخيارات والسبل والإمكانيات والعلاقات الدولية التي تعيد الأرض الفلسطينية لأهلها الأصليين وللعرب بشكل عام أرضهم المسلوبة في أكثر من مكان والضغط في المحافل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لنيل العرب استحقاقاتهم التاريخية كما يمكن استخدام النفط والغاز العربي كخيار اقتصادي للضغط على الدول الغربية التي تساند إسرائيل ومطالبة الشعب العربي بمقاطعة منتجات الدول المساندة لها وتلك التي لا تعترف بالحق الفلسطيني.

 

وأخيراً لا يمكن أن يتحقق الأمن والسلم الدوليين الا من خلال نظام دولي فعال عادل ومتعاون يستند إلى أحكام  القانون الدولي واحترام قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية والالتزام ببنود الاتفاقيات والمعاهدات المعقودة بين أعضاء المجتمع الدولي ومنظماته الدولية وخاصة فيما يتعلق بحقوق الشعوب في الحرية والأمن والعيش الإنساني الكريم وبما يعزز حقوق الأفراد في جميع المجتمعات دون تمييز أو محاباة ودون تفريق بينهم بسبب العرق والجنس أو الدين والقومية وكثيراً ما نسمع ونرى على لسان جميع دول العالم أهمية حقوق الأنسان  وضرورة  احترام وحماية المصالح المشروعة للدول الصغيرة والكبيرة على حد السواء لضمان الاستقرار في المجتمع الدولي من خلال تطبيق أحكام القوانين والقواعد الدولية والمبادئ الموحدة  على جميع الدول بضمير عادل  ومنصف لكي تلتزم الدول الصغيرة والكبيرة والقوية والضعيفة بأحكام القانون الدولي وتتعهد بالالتزام بموجبات هذا القانون دون تمييز بين البشر وفسح المجال للتمتع بهذه الحقوق والمحافظة عليها من أي انتهاك ولكن واقع الحال يشير إلى سيطرة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على القرارات الدولية وتنفيذ أحكامها بمعايير مختلفة يعرض المجتمع الدولي اليوم وغداً الى كوارث ومشاكل ونزاعات لا حصر لها وهذا ما نشاهده اليوم في فلسطين المحتلة من قتل وتدمير واغتصاب للأرض والكرامة وعدم اعتراف الكيان الصهيوني بالمسؤولية الدولية والإنسانية بما يجري على الأرض قد شجّع هذا الكيان على التمرد والإسفاف بالشرعية الدولية وقتل أي مبادرة للسلام من خلال انتهاك قدسية المسجد الأقصى واستفزاز رواده من المصلين وتغيير ديموغرافية الأرض الفلسطينية وإرهاب سكانها وطردهم من منازلهم والاستيلاء عليها لبناء دائم للمستوطنات الصهيونية على الأرض الفلسطينية والتنكيل بالشعب الفلسطيني صغاراً وكباراً رجالاً ونساء على مسمع ومرأى العالم كله وإن لم يتعظ العرب فإن ديارهم ستكون في خطر وسيعمد الكيان المغتصب على السيطرة عليها  شبراً بعد شبر ودولة بعد دولة والتأريخ يكتبه الأقوياء والنصر حليف المؤمنين الأوفياء .

 






السبت ٦ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة