شبكة ذي قار
عـاجـل










بيان (155)

حول الأبعاد الاقليمية والتوظيف السياسي لتظاهرات واعتصام طريبيل غربي الأنبار

 

ففي مبادرة غريبة أعلنها بعضهم عن عزمهم على إقامة تظاهرات متواصلةٍ بزعم (نصرةَ القضية الفلسطينية) في منفذ "طريبيل الحدودي" المتاخم لحدود العراق مع الحدود الأردنية، وأنّهم يمّهدون إلى إقامة اعتصام مفتوح في المنفذ الحدودي، بعد أن أقاموا تظاهرات يوم الجمعة الموافق: 20/10/2023م، حضرها المئات من بينهم عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي فيما تتهيّأ عناصر ميليشياوية أخرى للحضور في هذا الاعتصام. وقد باشر هؤلاء بتهيئة مكان الاعتصام المفتوح، ونصب الخيام فيه، وإيصال المياه والكهرباء له.

 

إنَّ التظاهرات الشعبية حقٌّ أصيلٌ ومشروعٌ للشعوب في التعبير عن آرائها، ونحن في مجلس شيوخ عشائر الثورة ندعم كل مبادرات الحراك الشعبي المطالب بالحقوق المسلوبة، والمساند للقضايا العادلة للأمة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ولا سيما ما تتعرض إليه الآن غزة من حصار خانق، وهجوم وحشي إرهابي من الكيان الصهيوني، ذهب ضحيته الآلاف من  المدنيين والمواطنين الأبرياء: أطفالًا ونساءً وشيوخًا. وقد كشف هذا العدوان الدموي المروّع عن الوجه الحقيقي للعالم المتواطئ مع انتهاكات حقوق الإنسان الفضيعة التي تجري في القطاع وجرائم الحرب التي ترتكب فيه.

 

ونؤكد هنا بأنَّ قضية فلسطين تمثل بوصلة مهمة لنا في مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية، وإنّنا على عزمٍ أكيد بأن نقدّم لها كل ما نملك من الدعم بكل الوسائل المتاحة. ومن هذا المنطلق، يتوجب علينا توضيح الأمور الآتية:

 

أولًا: إنّ عشائر الأنبار والفاعلين الحقيقيين فيها يقفون ويدعمون القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة، وهم يرفضون رفضًا قاطعًا تهجير الفلسطينيين إلى قضاء الرطبة غرب الأنبار؛ لأن القبول بذلك إنما هو موافقة فعلية على تصفية القضية الفلسطينية والتفريط بدماء شهداء الأمة التي سالت من أجل الدفاع عن فلسطين وتحريرها من براثن الاحتلال الصهيوني الغاصب، ولن نسمح بذلك مطلقًا.

 

ثانيًا: على من يدعي ويزعم كاذبًا مناصرة غزة وفلسطين؛ أن يعيد حقوق الفلسطينيين ودورهم وأملاكهم التي استولى عليها في بغداد ومناطق أخرى من العراق، وتعويضهم عمّا لحق بهم من أضرار كبيرة وتشريد وقتل قامت به ميليشياته أمام أنظار شعوب فلسطين والعراق والعالم، والعمل على إعادتهم إلى مناطق سكناهم ببغداد وتوفير الحماية لهم قبل الادعاءات الفارغة بمناصرة غزة ومحاولة ركوب الموجة واستغلالها سياسيًا؛ في الوقت الذي كشفت فيه المواجهة الجهادية في غزة عن مزاعم إيران وزيف شعاراتها في نصرة القضية الفلسـطينية ويوم القدس المكذوب بأوضح صـور الزيف والخـداع والتضـليل، وعرّت الحـكومة الطائفية في العراق التي تزعم اليوم نصرة فلسطين في غزة؛ فيما تسلب أحزابها وميليشياتها حقوق الفلسطينيين في العراق، وتشرِّع مؤسساتها القانونية القوانين الجائرة ضدهم.

 

ثالثًا: قضاء الرطبة يتعرض منذ سنوات إلى تشديد أمني وتضييق كبير على أرزاق أهلها وأعمالهم ولا يسمح بدخول المواد الغذائية أو حفر آبار المياه ومنع الزراعة مع إحراق المحاصيل المستمر، مما دفع أهلها إلى الهجرة إلى مدن الرمادي والمدن الأخرى بنسب كبيرة؛ وهذا يؤكد أنَّ أحد أسباب التضييق الرئيسة هو محاولات فرض التغيير الديموغرافي كأمر واقع. وإذا كانت السلطات الحكومية الداعمة للاعتصام المشبوه والمغتصبة لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العراق حريصةً على الأنبار لرفضت تهجير أهل الرطبة وإفراغها من سكانها الأصليين.

 

رابعًا: إنَّ ما يؤكد على النيات الخبيثة الـمُبَـيَّـتَـة ضد الأنبار؛ هو عدم ذهاب تلك الميليشيات باتجاه منفذ القائم المتاخم للحدود (العراقية-السورية) أو الطرق الأخرى المفتوحة إلى سوريا ثم إلى الجولان أو جنوب لبنان وهي إلى أماكن انتشارهم ضد الشعب السوري وإلى فلسطين أقرب، وتقع تحت سيطرة ذات الميليشيات التي تنوي التخييم والتظاهر والاعتصام في طريبيل.

 

خامسًا: ادعى نوري المالكي سابقًا أن اعتصامات محافظة الأنبار المليونية سنة (2013م) تعرقل الطرق وتصيب بالضرر مصالح الناس والمسافرين؟! فهل يا ترى أن الاعتصام في المنفذ الحدودي وليس في جزءٍ من الطريق في مدينة الرمادي -كما حصل سنة 2013م؛ لا يسبب عرقلة انسيابية حركة المرور مع الأردن، ويصيب بالضرر مصالح الناس والمسافرين، ويؤثِّر سلبًا على المرضى العراقيين المسافرين إلى الأردن عبر منفذ طريبيل؟ (مالكم كيف تحكمون)!.

 

إنّـنا في مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية ندعو عشائر الأنبار وأهلها وجميع العراقيين إلى الوحدة ورفض المؤامرات التي تحاك إقليميًا ودوليًا ضد أهلها وتفويت الفرصة عليهم، ونهيب بعشائرنا بأن يكونوا بمستوى الوعي المطلوب واليقظة من كل مبادرةٍ مشبوهة؛ الغاية منها الإيغال في الهيمنة الميليشياوية على محافظات العراق والإمعان في التبعية لمشاريع إيران وذيولها في التغيير الديموغرافي الطائفي، وإنّنا نحمِّل السلطات الحكومية النتائج السلبية من هذه الإرهاصات والتجمّعات المشبوهة والسماح بمثل هذه الفعاليات الكاذبة ذات المضامين الخبيثة ضد الشعب العراقي.

 

مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية

المكتب التنفيذي

22/10/2023م






الاثنين ٨ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مجلس شيوخ عشائر الثورة العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة