شبكة ذي قار
عـاجـل










طوفان الأقصى

(اسرائيل) محمية أمريكية

صباح نوري العجيلي

 

 (اسرائيل) كيان احتلال عسكري ولديها جيش قوي ومسلح بأحدث الأسلحة النوعية الامريكية، الا أن هذا الكيان يواجه موقفاً صعباً ومرتبكاً وخللاً بالتوازن بسبب ما حققته عملية (طوفان الأقصى) والتوغل المباغت الذي نفذته المقاومة الفلسطينية يوم السابع من تشرين/ اكتوبر، وهي قوة شبه عسكرية مؤمنة بقضية عادلة وتخوض باندفاع وإرادة قتال عالية معركة غير متكافئة مع آلة العدوان (الإسرائيلية) المتفوقة من الناحية العددية والمادية.

تمنح الولايات المتحدة (إسرائيل) مليارات الدولارات من المساعدات سنوياً، وتدعم مواقفها السياسية وعملياتها العسكرية ضد السكان المدنيين في الأرض المحتلة وتعرقل أي قرارات دولية تدين الهجمات (الإسرائيلية) ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض والقضية.

  لقد تسببت عملية طوفان الأقصى، بوقوع صدمة داخل الكيان الصهيوني الذي بوغت ولم يتوقع هجوم المقاومة الخاطف على مستوطنات غلاف غزة بالتزامن مع ضربات صاروخية على أهداف ذات أهمية وتمكنت من مسك اسرى عسكريين ورهائن مدنيين يتراوح عديدهم بين 200 – 250  أسير، وهو رقم كبير يضم عسكريين برتب عالية من فرقة غزة فضلا عن المئات من القتلى في صفوف (الجيش الإسرائيلي)، ومازالت صواريخ المقاومة تدك أهدافها في تل أبيب وعسقلان وسديروت وغلاف غزة وبئر السبع، لقد تحطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر وسقطت نظرية (الأمن الإسرائيلي). 

ولغرض طمأنة ونجدة الكيان الصهيوني سارعت الإدارة الأمريكية بالوقوف إلى جانبها وتبني موقف سياسي وعسكري مؤيد وداعم لها وحشدت كذلك موقفاً دولياً لدعمها وإدانة العملية وأكدت على حق هذا الكيان بالدفاع عن النفس، وعلى الفور قامت بالخطوات المتسارعة الأتية:

-     ارسال وزير الخارجية (توني بلينكن) إلى فلسطين المحتلة والذي بدوره قدم رسائل دعم وتأييد (للحكومة الاسرائيلية) والقيام بعد ذلك بجولة مكوكية في الدول العربية الاردن ومصر والسعودية وقطر والامارات ولقاء الرئيس الفلسطيني

-     أدان الرئيس الامريكي بايدن العملية وأيد حق (اسرائيل) بالدفاع عن أمنها حسب ادعائه وتحدث عن قصة وهمية تشير إلى قيام المقاومة بقطع رؤوس الاطفال (الاسرائيليين)، وتبين لاحقاً انها معلومات مفبركة لأغراض الحرب النفسية ولتحشيد الرأي العام الدولي إلى جانب (اسرائيل).

-     زيارة وزير الدفاع الامريكي (لويد أوستن) إلى (اسرائيل) لمناقشة الخطط العسكرية والوقوف على الاحتياجات العسكرية الضرورية من دون شروط، ومازال البنتاغون يلبي الاحتياجات العسكرية من اسلحة وقذائف مدفعية.

-     ارسال حاملة الطائرات (جيرالد فورد) مع عدد من السفن والطائرات نوع F35 إلى شرق المتوسط، والحاملة مطار عائم تحمل 75 طائرة وتعمل بمفاعلات نووية، ووصلت بالفعل واتخذت مواقعها مع السفن والمدمرات المرافقة.

-     حركة حاملات الطائرات (يو اس اس ايزنهاور) إلى منطقة الخليج العربي، بعد تعديل حركتها التي كانت مقررة إلى شرق المتوسط

-     اعلنت الولايات المتحدة أن الغاية من ارسال حاملات الطائرات لغرض الردع الاقليمي وعدم توسيع الحرب الدائرة في الارض المحتلة، وبذلك ترسل رسائل تأييد ودعم للكيان ورسائل تهديد إلى دول الاقليم وبالذات طهران بعدم الاشتراك بالحرب.

-     تلبية احتياجات (الكيان الاسرائيلي) من الاسلحة والاجهزة الدقيقة لاسيما متطلبات القبة الحديدية، تلك المنظومة التي تعترض الصواريخ الفلسطينية وجرى نقلها على متن طائرات نقل امريكية ثقيلة.

-     فتح مستودعات الاسلحة الامريكية الموجودة داخل الارض المحتلة امام طلبات (الجيش الاسرائيلي).

-     حركة 2000 جندي امريكي من قوات الدعم السريع (الدلتا) القتالية لدعم عمليات (الجيش الاسرائيلي)، وهذا يعني اشتراك الولايات المتحدة بشكل مباشر بالحرب.

-     زيارة الجنرال (مايكل اريك كوريلا) قائد القيادة المركزية الامريكية إلى (اسرائيل) الثلاثاء 17 تشرين للتأكد من توفر ما تحتاجه للدفاع عن نفسها حسب ادعاء القيادة وتأتي الزيارة قبل يوم من زيارة الرئيس الامريكي (لإسرائيل) وقبل الغزو البري المحتمل.

-     قيام الرئيس الامريكي بايدن بزيارة تضامنية (لإسرائيل) يوم الاربعاء 18 تشرين لطمأنة الحكومة والجيش ورفع معنوياتهم التي انهارت جراء العملية الجريئة التي أفقدتهم التوازن، وتوظيف نتائج الزيارة والدعم الذي يقدمه لأغراض انتخابية.

-     أسقاط الولايات المتحدة للمشاريع الروسية والبرازيلية في مجلس الأمن الدولي والداعية لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

-     ارسال منظومات باتريوت ومنظومة ثاد الامريكية لاعتراض ومقاطعة الصواريخ الباليستية.

-     تأكيد الولايات المتحدة على حق الكيان بالدفاع عن نفسه، وهذا يعني إطلاق العنان لهذا الكيان لتدمير غزة وقتل وتهجير سكانها وإعطاء الضوء الاخضر لتنفيذ العملية البرية المحتملة خلال أيام.

إن العلاقة بين أمريكا والكيان الاسرائيلي، علاقة استراتيجية طويلة الأمد وان الدعم السياسي والعسكري الامريكي منذ انطلاق عملية طوفان الاقصى والتي تقابلها (اسرائيل) بعملية أسمتها السيوف الحديدية والمتزامنة مع الغارات الجوية المستمرة وكواكب الشهداء التي تجاوزت على 5000 شهيد، يرتقي إلى اشتراك الولايات المتحدة فعليا بالحرب إلى جانب (اسرائيل) التي تعد بلا شك محمية امريكية تابعة وزرعت في المنطقة لتنفذ سياستها العدوانية ضد الشعوب والدول العربية.

  لقد أظهرت حرب غزة الدائرة، أن الولايات المتحدة تتولى حماية هذا الكيان وهي ملزمة بتقديم كل متطلبات الحماية ووسائل العدوان بدون شروط مسبقة، لذلك فأن الموقف الامريكي منحاز تماماً إلى جانب (الاحتلال الاسرائيلي) وممارساته العدوانية ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين.

ونختتم بقول الرئيس الأمريكي جو بايدن (لو لم تكن (اسرائيل) موجودة اليوم لأوجدناها كمخلب قط في الشرق الأوسط خدمة للمصالح الامريكية)، إذ يؤكد في أكثر من خطاب دعم الولايات المتحدة غير المشروط لتل أبيب.

 

 






الثلاثاء ٩ ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٢٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صباح نوري العجيلي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة